تقرير من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا حول الانتخابات.. ماذا تضمن؟

أصدرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اليوم تقريرا يوضح الخيارات التي اقترحتها اللجنة الاستشارية لمعالجة القضايا الرئيسية التي تعيق التقدم نحو الانتخابات.
*فريق اللجنة الاستشارية
ولإعداد هذا التقرير، اجتمعت اللجنة الاستشارية، وهي مجموعة من عشرين شخصية ليبية بارزة تتمتع بخبرة في المسائل القانونية والدستورية والانتخابية، أكثر من عشرين مرة في طرابلس وبنغازي على مدى ثلاثة أشهر.
ودرست اللجنة القوانين الانتخابية والقواعد الدستورية الليبية، بما في ذلك التعديل الدستوري رقم 13 والقانونين 27 و28 (2023) بشأن انتخاب مجلس النواب والرئيس.
كما عقدت اجتماعين تشاوريين مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وأعضاء لجنة 6+6 التي صاغت قوانين الانتخابات الحالية لعام 2023.
يقدم هذا التقرير التوصيات الليبية المقدمة إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وقالت البعثة في بيان إن الهدف هو استخدام هذه التوصيات في المراحل اللاحقة من العملية السياسية التي تدعمها البعثة لتحقيق التوافق السياسي وتوحيد مؤسسات الدولة ودفع الانتخابات إلى الأمام.
واعتبرت المبعوثة الخاصة للأمين العام إلى ليبيا، هانا تيتيه، هذا التقرير “نقطة انطلاق لحوار وطني شامل حول أفضل السبل للمضي قدمًا في التغلب على المأزق السياسي الذي منع إجراء الانتخابات منذ عام 2021 وأدى إلى تفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني”.
وأضافت أن “الطريق النهائي للمضي قدما سيتم تحديده من خلال الحوار مع الليبيين، مع ضمان أخذ جميع وجهات النظر في الاعتبار”، مؤكدة أنه “من الأهمية بمكان ألا تقود ليبيا هذا المسار فحسب، بل أن يحظى أيضا بدعم ليبي أوسع”.
*خيارات للتعامل مع المواضيع المثيرة للجدل
ويتضمن تقرير اللجنة الاستشارية توصيات وخيارات لحل عدد من القضايا الخلافية في النظام الانتخابي الحالي. وتشمل هذه القضايا ربط الانتخابات الرئاسية بالبرلمانية، ومعايير الأهلية للمرشحين، وإلزام إجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، وتشكيل حكومة جديدة كشرط أساسي لإجراء الانتخابات، وإجراءات الطعون الانتخابية، وتمثيل المرأة والمكونات الثقافية، وحق التصويت لحاملي الأرقام الإدارية وتخصيص المقاعد.
ويقدم التقرير أربعة خيارات يمكن أن توفر خارطة طريق لإجراء الانتخابات واستكمال الفترة الانتقالية.
وتتضمن الخيارات إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في وقت واحد، على أن تجرى الانتخابات البرلمانية أولا ثم يتم إقرار دستور دائم قبل الانتخابات. وبدلا من ذلك، يمكن إنشاء لجنة للحوار السياسي على أساس الاتفاق السياسي الليبي لوضع اللمسات الأخيرة على القوانين الانتخابية والسلطة التنفيذية والدستور الدائم.
قدم المبعوث الخاص للأمين العام ملخص التقرير للأطراف الليبية المعنية في غرب وشرق البلاد.
*إجراء استطلاعات الرأي والمشاورات لمجموعات أوسع
وتعتزم البعثة عرض نتائج عمل اللجنة الاستشارية على كافة الليبيين لتلقي تعليقاتهم. وسيتم ذلك من خلال استطلاعات الرأي والتشاور مع مجموعات أوسع، بما في ذلك الأحزاب السياسية والشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني والأجهزة الأمنية وكبار الشخصيات وقادة المجتمع.
وشدد تيتيه على أن “الإصلاحات القانونية يجب أن تكون مصحوبة بالتزام سياسي حقيقي”، ودعا جميع الأطراف إلى “استغلال هذه الفرصة للعمل معًا بشكل بناء وبروح التسوية، ووضع احتياجات الشعب الليبي في المقام الأول”.
واقتصر دور بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على تسهيل مناقشات اللجنة الاستشارية وتقديم الدعم اللوجستي والوثائقي.
كما وفرت البعثة خبراء في القضايا الدستورية والانتخابية والسياسية لتقديم الدعم الفني، بما في ذلك تبادل أفضل الممارسات الدولية في سياقات مماثلة.