البيئة: التعاون الدولي متعدد الأطراف السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي 2030

منذ 2 شهور
البيئة: التعاون الدولي متعدد الأطراف السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي 2030

تشارك مصر العالم في الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي. فؤاد: التعاون الدولي المتعدد الأطراف هو السبيل الوحيد لإنقاذ كوكب الأرض. وتواصل مصر العمل على مبادرات فعالة لحماية التنوع البيولوجي، والانتقال من مرحلة السياسات إلى مرحلة التنفيذ.

تشارك مصر في اليوم العالمي للتنوع البيولوجي باحتفالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوزارة البيئة. شعار الحدث هذا العام هو “الانسجام مع الطبيعة والتنمية المستدامة”. ويهدف الحدث إلى زيادة الوعي بالتنوع البيولوجي وأهميته للبيئة والإنسانية، وكذلك دور الأفراد والمجتمع في حماية هذه الموارد الطبيعية والحفاظ عليها.

وفي كلمتها خلال الاحتفالات، قالت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد إن اليوم العالمي للتنوع البيولوجي 2025 يمثل فرصة فريدة لتعزيز تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي وبروتوكولاتها. وأشارت إلى أن هذا اليوم الذي يصادف 22 مايو من كل عام يعد مناسبة مهمة لتسليط الضوء على أهمية التنوع البيولوجي في كافة مجالات الحياة.

وأضاف فؤاد أن احتفالات هذا العام ستكون مختلفة وستركز على عدة رسائل رئيسية. وعلى وجه الخصوص، سوف يعمل على رفع الوعي بشأن التفاعل بين التنوع البيولوجي والجوانب الاجتماعية والاقتصادية، ويدعو البلدان إلى وضع استراتيجيات وطنية للتنوع البيولوجي تتسق مع الإطار العالمي كونمينغ-مونتريال وتربطها باستراتيجيات التنمية المستدامة والمساهمات المحددة وطنيا.

وأكد وزير البيئة على أهمية التكامل بين اتفاقية التنوع البيولوجي ومجالات أخرى مثل المناخ وتدهور الأراضي، من خلال دمج المبادئ الأساسية والأهداف العالمية في رؤية موحدة تعكس النهج الشامل لحماية كوكب الأرض.

ودعت إلى تعزيز المبادرات المبتكرة من قبل مختلف الجهات الفاعلة، بما في ذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات من شأنها أن تقدم مساهمة كبيرة في الحفاظ على التنوع البيولوجي وأمن سبل العيش.

وأشارت إلى أن مصر تولي أهمية خاصة لربط التنوع البيولوجي بأهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 14 الذي يتناول الحياة تحت الماء، والهدف 15 الذي يتناول الحياة على الأرض. وأكدت على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية الراهنة.

وأوضحت أن مصر لعبت ولا تزال تلعب دوراً رائداً في العمل البيئي المتعدد الأطراف من خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي (COP14) ومؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية تغير المناخ (COP27). وفي هذه المؤتمرات، كان هدف البلاد هو جمع مختلف الأطراف لربط قضايا التنوع البيولوجي بتغير المناخ وبالتالي تحقيق مستقبل أكثر أمانا واستدامة.

وأضافت أن انتهاء رئاسة مصر لهذين المؤتمرين لا يعني انتهاء دور مصر القيادي. وبدلاً من ذلك، واصلت العمل على مبادرات فعالة مثل مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة بالتعاون مع ألمانيا والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، والتي أنتجت تقريراً شاملاً وجمعت قصص النجاح من جميع أنحاء العالم لتكون بمثابة مرجع لأفضل الممارسات القابلة للتطبيق.

وعلى المستوى الوطني، أكد الوزير أن مصر انطلقت في مسار الانتقال من السياسة إلى التنفيذ، وهي بصدد إعداد الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، واستراتيجية المناخ 2050، وخطة المساهمات المحددة وطنيا. وأكدت أن هذه الاستراتيجيات لن تكون كافية إذا لم يتم ترجمتها إلى إجراءات عملية على أرض الواقع.

وأضاف وزير البيئة أنه تم إعداد خطة وطنية لتمويل التنوع البيولوجي لتوفير الأموال اللازمة للحفاظ على الموارد البيولوجية، وخاصة في المناطق ذات القيمة البيئية مثل البحر الأحمر. وأشارت إلى أن الجهود المصرية تهدف إلى وضع الإنسان في مركز العملية البيئية من خلال دمج المجتمعات المحلية في إدارة المناطق المحمية وخلق فرص العمل التي تحافظ على التنوع البيولوجي والثقافات التقليدية. وقد تم تحقيق هذا الهدف بنجاح في حوالي 13 محمية طبيعية في المحافظات المصرية.

وأشارت أيضاً إلى جهود مصر لإشراك القطاع الخاص في تقديم الخدمات البيئية دون المساس بالحساسية البيئية. علاوة على ذلك، تقدم الدولة تجربة سياحية بيئية رائدة تشمل الجبال والبرية والمناطق البحرية، مع العمل في تعايش كامل مع المجتمعات المحلية.

واختتمت وزيرة البيئة كلمتها برسالة إلى جميع سكان كوكب الأرض، مؤكدة أن أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي 2030 لا يمكن تحقيقها إلا من خلال التعاون الدولي المتعدد الأطراف. ودعت إلى اتباع نهج متكامل يأخذ في الاعتبار المناخ وتآكل التربة وتلوث المياه والبلاستيك لتحقيق أفضل استخدام للموارد والخبرات لمعالجة المشاكل البيئية الكبرى.

وأكدت على أهمية إشراك الشباب والنساء في هذه الجهود، لأنهم يلعبون دوراً رئيسياً في تسريع الاستجابة للآثار السلبية لتغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي. وأضافت: “يجب علينا جميعًا أن نعمل معًا لحماية كوكبنا الوحيد… كوكب الأرض”.


شارك