خالد صديق: صندوق التنمية الحضرية امتداد لصندوق تطوير العشوائيات برؤية أوسع لتحفيز الاستثمار

شارك صندوق التنمية العمرانية في ورشة العمل الفنية التي عقدت يومي 20 و21 مايو الجاري بمدينة رأس البر بمحافظة دمياط. مناقشة “استراتيجية التنمية الاقتصادية المحلية لعاصمتي محافظتي دمياط وقنا” ضمن مشروع التنمية الحضرية المتكاملة “حيّنا” الذي تنفذه وزارة الإسكان بالتعاون مع الهيئة العامة للتخطيط العمراني وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبدعم من أمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية.
هدفت الورشة إلى مناقشة الوضع الحالي للاقتصاد المحلي في المحافظتين واستكشاف التحديات والفرص لتحسين القدرة التنافسية للمدن. وحضر الفعالية عدد كبير من ممثلي الجهات الحكومية وصندوق التنمية العمرانية وهيئة التنمية الصناعية ووزارة السياحة والآثار، إلى جانب الخبراء المتخصصين ورواد الأعمال من القطاع الخاص.
خلال الجلسة الثالثة من اليوم الأول لورشة العمل حول موضوع “استراتيجية التنمية الاقتصادية المحلية في عواصم محافظتي دمياط وقنا”، استعرض المهندس هشام جوهر، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والتخطيط وتصميم المشروعات بصندوق التنمية العمرانية، مبادرات الصندوق لدعم التنمية الاقتصادية المحلية من خلال تنفيذ مشروعات البنية الأساسية وتنمية المناطق الحضرية، مع التركيز على استدامة المشروعات وخلق فرص استثمارية جديدة في المدن المستهدفة.
وشرح المهندس هشام جوهر مبادرات الصندوق، وأكد أن الصندوق يواصل مهمته التي بدأها بصندوق تطوير المناطق العشوائية، ويلتزم بتطوير المناطق العشوائية بمختلف أحجامها، سواء كانت غير آمنة أو عشوائية أو أسواق عشوائية. ويتضمن ذلك:
المناطق غير الآمنة: تم تنفيذ مشاريع عاجلة لإزالة المخاطر التي تهدد حياة السكان. ولتحقيق هذه الغاية، تم نقلهم إلى مساكن بديلة آمنة، أو تجديد المساكن القائمة، أو تعويضهم مالياً. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير البنية التحتية والخدمات الأساسية.
المناطق غير المخططة: هي المناطق التي تعاني من سوء التخطيط العمراني أو نقص الخدمات ويتم تطويرها وتحسينها من خلال رصف ورصف الطرق وتحديث شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب والإنارة. ويؤدي هذا إلى خلق بيئة حضرية صحية وآمنة للسكان.
الأسواق غير الرسمية: إعادة تنظيم وتطوير الأسواق غير الرسمية لتوفير بيئة عمل آمنة للتجار وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. وبهذه الطريقة يتم المساهمة في دمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الوطني وتحسين فرص العمل.
شارك المهندس خالد صديق رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية العمرانية في الجلسة الرابعة من ورشة العمل بعنوان “إستراتيجية التنمية الاقتصادية المحلية لعواصم محافظتي دمياط وقنا”. وأكد صادق على أهمية تنويع مصادر التمويل واستخدام الأساليب الحديثة لتمويل المشاريع الإستراتيجية. ويسمح هذا بتنفيذ خطط التنمية الحضرية دون فرض ضغوط إضافية على الميزانية الإجمالية. ضمان التنمية الحضرية المستدامة وتحسين قدرة المدن على جذب الاستثمارات وتحقيق التنمية المتوازنة.
وفي كلمته، أوضح صديق أن صندوق التنمية الحضرية هو امتداد لصندوق تطوير المناطق العشوائية الذي تم تغيير اسمه وتوسيع صلاحياته ليصبح مؤسسة اقتصادية عامة تابعة لمجلس الوزراء. ولا تقتصر اهتمامات الشركة على القضاء على المناطق غير الآمنة فحسب، بل تشمل أيضاً تنمية المناطق الحضرية وتعزيز الاستثمارات الحضرية المستدامة في مختلف المحافظات من خلال إدارة محفظة استثمارية متنوعة وصياغة سياسات تمكن من تحسين الموارد وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأشار صادق إلى أن من أهم مشاريع الصندوق في هذا الصدد مشروع “الدارة” لتنمية عواصم المحافظات. يهدف هذا المشروع إلى بناء مئات الآلاف من الوحدات السكنية المتكاملة داخل المدن، مصحوبة بمراكز خدمات وتسوق حديثة. وسيساهم ذلك في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين ودعم التنمية الاقتصادية المحلية.
وتابع: “في محافظتي دمياط وقنا، سيوفر المشروع آلاف الوحدات السكنية الجديدة، وفرص عمل مباشرة وغير مباشرة خلال مرحلتي الإنشاء والتشغيل. كما سيزيد من جاذبية المدن للاستثمار، ويحسن مستوى الخدمات والبنية التحتية، مما سينعكس إيجابًا على جودة حياة السكان”.
وأكد صادق أن الانتقال من صندوق تطوير المناطق العشوائية إلى صندوق التنمية الحضرية يمثل نقلة نوعية في السياسة الحضرية للدولة. ولم يعد الهدف مجرد القضاء على المناطق غير الآمنة، بل التركيز على التنمية الحضرية الشاملة وخلق بيئة حضرية واقتصادية جذابة. وفي الوقت نفسه، يجب ضمان التمويل المستدام وتنويع مصادر التمويل، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.