فتاوى الحج.. دليلك في حالة المرض

منذ 7 ساعات
فتاوى الحج.. دليلك في حالة المرض

مع اقتراب موسم الحج، يتزايد عدد الأشخاص الذين يتساءلون عن قدرتهم على أداء مناسك الحج، وأحكام تعيين مندوب لأداء فريضة الحج في حال عدم قدرتهم الجسدية على ذلك.

وفي هذا التقرير نعرض لبعض الأسئلة الموجهة إلى دار الإفتاء والأحكام الشرعية المتعلقة بها.

نشرت دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي أن المسلم الذي لا يستطيع أداء فريضة الحج بنفسه يجوز له أن يوكل من يؤديها عنه. يجوز للمسلم القادر على الحج أن يحج عن أقاربه المتوفين أو المرضى الذين لا يستطيعون الحج بأنفسهم. ويشير المحامون إلى هؤلاء باعتبارهم “معاقين”، حتى لو كان الشخص الذي يؤدي فريضة الحج قد أدىها بالفعل باسمه.

واستدل المجلس بما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: “أن امرأة من خثعم قدمت عام حجة الوداع فقالت: يا رسول الله، إن فرض الله على عباده الحج قد كبر أبي شيخاً كبيراً لا يستطيع أن ينتصب على راحلته، فهل يكفيني أن أحج مكانه؟” قال: نعم.

– عدم القدرة على أداء فريضة الحج

وأضاف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، أن العجز يتحدد بالوفاة أو السجن أو العزل من العمل أو بمرض عضال كالإرهاق المزمن أو الشلل أو العمى أو العرج أو العجز الذي يعجز الإنسان عن الثبات أو الطرق غير الآمنة أو عدم وجود محرم للمرأة إذا استمرت هذه الأمراض حتى الوفاة.

وتابع الدكتور. وقال علي جمعة: إذا عجز أحد عن أداء فريضة الحج المذكورة فإنه يجب عليه أن يوكل من يحج عنه عند جمهور العلماء. ويجب ذلك إذا كان عنده من المال ما يكفي لمن يحج عنه مدة سفره، بشرط أن يكون أكثر من ديونه ونفقة من يعولهم، أو إذا كان قادراً على ذلك وجب عليه أن يتطوع له بالحج دون أجر. ولا يشترط في هذه الحالة أن يكون لدى العاجز مال، بل أن يكون من يحج عنه قد حج عن نفسه أولاً.

حكم الحج عن المريض في حياته

ورد طلب إلى دار الإفتاء بشأن جواز أداء مناسك الحج عن عمه البالغ من العمر 80 عاماً، والذي يعاني من عدة أمراض: أمراض القلب، والحساسية التنفسية، ومشاكل الكلى. وكان العم قد أوكل إليه الحج بعد وفاته. هل يجوز له الحج وهو حي؟

وذكرت دار الإفتاء أنه لا مانع من أداء الحج عن المريض إذا كان عاجزاً عنه ووكال من يقوم به نيابة عنه. ولكن يشترط فيمن عين الحج أن يكون قد أدى فريضة الحج باسمه من قبل.

سأل آخر: “زوجتي تعاني من آلام شديدة في الظهر، بعض فقراتها متضررة تمامًا، وبعضها الآخر منزاح، ولا تستطيع الحركة. تريد الحج. هل يجوز لي الحج بدلًا منها؟ لقد أديت الحج بالفعل”.

وجاء في الفتوى أنه إذا كانت الزوجة قادرة على حضور الحج وأدائه رغم مرضها الموصوف حتى لو كانت محمولة، فإنه يجب عليها أن تؤدي الحج بنفسها. وإلا فيجوز للزوج أن يحج عن زوجته بشرط أن يكون قد حج عن نفسه من قبل.

حكم أداء الحج عن المريض الذي لا يستطيع البقاء في المواصلات

وقال آخر إن والدته حاولت أداء فريضة الحج أكثر من مرة ولكنها باءت بالفشل. وقد حج باسمه ثم حج باسم أمه من مالها وهي على قيد الحياة. لكنها كانت تبلغ من العمر 68 عامًا في ذلك الوقت، وكانت قد فقدت السيطرة على التبول، وكانت تعاني من الدوار أثناء القيادة. هل يصح الحج عن أمه؟

فأجابت هيئة الإفتاء بصحة كلامه. فمن لم يبق على الجبل يسمى في الفقه الإسلامي (الملدغ). الحج -وكذلك العمرة- عن الغير يكون إما باسم الميت أو باسم الملدوغ.

حكم المريض الذي يطوف وهو يرتدي القسطرة

قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية الأسبق، إن من يحمل قسطرة بولية يعتبر طاهراً ويستطيع الطواف حول الكعبة دون مسئولية. “فطوافه صحيح وكافٍ، ويؤدي جميع العبادات التي شاء على هذه الطهارة، إلا إذا كان وضوؤه فاسداً لسبب آخر”.

حكم الطواف على الكرسي المتحرك

وقد ردت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال بأن الطواف حول الكعبة مشروع شرعاً لكل من أحرم بالحج. قال الله تعالى: (وَلْيَطَافُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (الحج: 29).

وأوضحت أن الأصل أن يكمل الحاج الطواف ماشياً إلا إذا كان هناك سبب يدعو إلى ذلك. ومن دليل ذلك قول السيدة أم سلمة رضي الله عنها: “شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أجد من الألم”. قال: «طوف من خلفك وأنت راكب». متفق.

وأضافت أنه لا حرج في المشي على الكرسي المتحرك بحجة المرض أو ما شابه. لأن الكرسي المتحرك هو في الواقع جهاز يوفر القدرة على الحركة على العجلات ودعم المقعد للشخص الذي يعاني من صعوبة في المشي أو الحركة.


شارك