“الوزير”: 40% من مستخدمي السيارات والنقل العام سيتحولون لوسائل صديقة للبيئة

قال كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، إن تنفيذ مشاريع النقل المستدام والصديق للبيئة سيؤدي إلى تحول أكثر من 40% من مستخدمي وسائل النقل الشخصي الأكثر تلويثاً (السيارات الخاصة والنقل غير الرسمي) إلى وسائل نقل مستدامة وصديقة للبيئة وغير ملوثة.
وأضاف الوزير أن نقل البضائع سيتحول من الشاحنات إلى السكك الحديدية والنهر، مما يؤدي إلى خفض تسعة ملايين طن سنويا من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة ثمانية في المائة في الانبعاثات.
جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى تمويل المناخ: أفريقيا تنمو باللون الأخضر الذي نظمته مؤسسة الاستدامة وجودة الحياة للتنمية والاستثمار. وبحضور طارق الخولي نائب محافظ البنك المركزي المصري، استعرض سيادته تجربة مصر باعتبارها جزءا لا يتجزأ من القارة الأفريقية. الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة؛ الدكتور أحمد كوجوك وزير المالية؛ والدكتور محمد فريد رئيس هيئة الرقابة المالية.
وقال في كلمته إنه في ظل تزايد المشاكل البيئية والمناخية التي يواجهها العالم، أصبح من الضروري إعادة النظر في مناهج التنمية الحالية وإدخال نموذج نمو جديد يرتكز على مبادئ الاستدامة والنمو الأخضر. وأضاف أن العلاقات الوثيقة التي تربط مصر بالدول الأفريقية والأهمية التي توليها البلاد للتواصل مع أفريقيا تشكل أهمية بالغة، نظرا للموارد الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها البلاد ودورها المركزي في تشكيل مستقبلها الاقتصادي والبيئي.
وتناول الوزير تجربة مصر كجزء لا يتجزأ من القارة الأفريقية وتغلبها على العديد من التحديات الأساسية وخاصة ما يتعلق بتغير المناخ. بلغت انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري 300 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل 0.6% من الانبعاثات العالمية في عام 2014. وبلغت الانبعاثات من قطاع النقل وحده 48 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
كما أظهرت الدراسات والتقارير الوطنية أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري النمطية (أي بدون خطط نقل مستدامة وصديقة للبيئة) ستصل إلى 124 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030. وسيكون لذلك تأثير سلبي على المدن وصحة المواطنين ويتطلب من الدولة المصرية تطوير رؤية تتكامل وتجمع بين الخطط الوطنية للتنمية الشاملة والمستدامة من خلال ربط التخطيط على المستوى الوطني وعلى مستوى المدينة بالنقل المستدام لفتح آفاق تنمية جديدة من شأنها أن تعطل الكثافة السكانية الكثيفة حول الوادي والدلتا وتساهم في زيادة التنمية الحضرية من خلال إنشاء مدن رئيسية جديدة وربطها بالنقل المستدام والصديق للبيئة. وتمثل هذه الأموال الحافز الأهم والأعظم لتشجيع المواطنين على الاستقرار في هذه المدن الجديدة وبالتالي تمكينها من تطوير مناطق حضرية تخلق نوعية حياة أفضل لمواطنيها.
وأوضح الوزير أن التركيز في هذه الرؤية ينصب على محور النقل العام المستدام، الذي يهدف إلى إيجاد شبكة متكاملة من وسائل النقل الصديقة للبيئة والمستدامة. وركزت المشاريع على مترو الأنفاق والمونوريل والسكك الحديدية الخفيفة وشبكة الحافلات السريعة في أكبر مدينة في أفريقيا والشرق الأوسط وهي القاهرة الكبرى، فضلاً عن مشروع مترو الإسكندرية وتطوير ترام الرمل في محافظة الإسكندرية التي تضم أكثر من 30% من سكان البلاد.
وأضاف أنه إلى جانب تنفيذ خطوط القطارات الكهربائية الثلاثة فائقة السرعة، تم أيضًا نشر أحدث الأنظمة الخضراء في الموانئ المصرية. وشملت هذه المشاريع تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية، وتطبيق نظام بيئي مستدام، وتطبيق نظام المسار الآلي، واستخدام نظام OPS (إمدادات الطاقة البرية) لتزويد السفن بالطاقة الخضراء، وإدخال نظام التخلص من النفايات بمعدات صديقة للبيئة على أحدث طراز.
وأكد الوزير أن وزارتي الصناعة والنقل تعملان على تطوير إطار استراتيجي يدعم الاستثمارات في التقنيات النظيفة والطاقة المتجددة ويحسن كفاءة الموارد. ويرتكز هذا على القناعة بأن التنمية المستدامة هي السبيل لتحقيق التوازن بين متطلبات النمو الاقتصادي والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وأشار إلى أن الصناعات الخضراء تمثل محوراً لخطة التنمية الصناعية العاجلة وأهداف استراتيجية مصر الصناعية 2030، وقال إن توفير الموارد المالية اللازمة لتشجيع الصناعات الخضراء فرصة مهمة للدولة المصرية. وتعاونت وزارة الصناعة مع وزارة البيئة في عدد من المبادرات والمشاريع لتشجيع القطاع الخاص على تبني سياسات الاقتصاد الدائري. وتشمل هذه المشاريع، على سبيل المثال، مشروع النمو الأخضر المستدام الذي يجري تنفيذه في محافظات صعيد مصر، ومشروع تحسين كفاءة المحركات الكهربائية في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، ومشروع رفع الوعي باستخدام أنظمة الخلايا الشمسية الصغيرة المتصلة بالشبكة لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مع الاستفادة من الطاقة الشمسية الوفيرة المتاحة في البلدان الأفريقية.
وأشار إلى أن كل هذا يرتبط بإدخال سوق الكربون الاختياري في مصر، وهو ما يشجع الشركات الصناعية على تداول أرصدة الكربون من خلال الهيئة العامة للرقابة المالية، وتمكين المجلس الوطني للاعتماد المصري من أن يصبح هيئة اعتماد دولية في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الوزير أن مصر تؤمن بأهمية التمويل المستدام كعنصر أساسي لتحقيق هذا التحول المنشود. ولذلك يوفر هذا المنتدى منصة مثالية لصانعي السياسات والمستثمرين والمؤسسات المالية لمناقشة أفضل السبل لتمويل المشاريع البيئية المبتكرة من خلال آليات التمويل المبتكرة التي تمكن الشركات في قطاعات الطاقة والزراعة والتصنيع والبناء من تنفيذ نماذج أعمال مستدامة، حيث تمثل هذه القطاعات المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي المستدام في مصر وأفريقيا.
وأضاف الوزير أن وزارة الصناعة شرعت في تطوير الأطر السياسية والتنظيمية التي تشجع الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، بما في ذلك تبسيط الإجراءات الإدارية وتوفير الأراضي.
ربط المنشآت الصناعية بمنصة مصر الرقمية الصناعية لتسهيل الوصول للمستثمرين وتبني سياسات التحول الرقمي. وتقدم المنصة أيضًا حوافز ضريبية للاستثمارات في الطاقة الجديدة والمتجددة، وتنشئ صناديق تمويل خاصة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة المتعثرة المؤهلة للتصدير.
وأشار إلى أن شراكات القطاع العام مع القطاع الخاص والمؤسسات المالية والمجتمع المدني تلعب دوراً حاسماً في نجاح هذه المبادرات. وتلعب مؤسسات مثل مؤسسة الاستدامة وجودة الحياة للتنمية والنمو أيضًا دورًا فعالًا في تعزيز ثقافة الاستدامة وتحفيز الاستثمارات الخضراء.
وشدد على الحاجة الملحة للنمو الأخضر والتنمية المستدامة والحاجة إلى تضافر الجهود لبناء مستقبل تصبح فيه أفريقيا نموذجا عالميا يحتذى به في مواجهة التحديات البيئية. وأشار إلى أن مصر ملتزمة بدعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر وتشجع الجميع على استغلال هذه الفرصة لبناء شراكات حقيقية تضمن مستقبلاً أفضل لأفريقيا، حتى نتمكن من العيش في بيئة صحية، وبناء اقتصاد قوي ومستدام، ونعمل معًا على تشكيل أفريقيا الخضراء التي تستحقها أجيالنا القادمة، وتحويل التحديات إلى فرص والآمال إلى واقع مزدهر.