“شبح هافانا عام 1959 يلوح في الأفق”.. هل يُشبه الشرع كاسترو؟

تناولت الصحف العالمية الصادرة يوم الأحد التقارب الأمريكي مع الحكومة المؤقتة في سوريا، وجهود أوروبا لإنشاء محكمة في حرب روسيا ضد أوكرانيا، وفائدة قيام المواطنين العاديين بإجراء البحوث العلمية والطبية.
وفي صحيفة جيروزاليم بوست، كتب ستيفن فلاتو مقالاً بعنوان “محادثات ترامب بشأن سوريا تعكس احتضان الولايات المتحدة لفيدل كاسترو في عام 1959”.
ويقارن فلاتو التقارب الأميركي مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع بالتقارب مع الزعيم الكوبي فيدل كاسترو في أواخر الخمسينيات.
ويناقش المؤلف قبول الولايات المتحدة “لوجه جديد يعد بالاستقرار والإصلاح بعد سنوات من الفوضى وإراقة الدماء” في سوريا، لكنه يضيف: “يحذرنا التاريخ من مثل هذه السذاجة المتفائلة”.
ويناقش المؤلف خلفية الشرع، وارتباطه السابق بالجماعات الإسلامية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، ومشاركته في القتال في العراق وسوريا.
ينظر المؤلف بتفاؤل كبير إلى استقبال فيدل كاسترو في الولايات المتحدة ويصفه بأنه “خطأ باهظ الثمن”.
ويحثنا المؤلف على عدم نسيان “الدروس القاسية” المستفادة من تحول كوبا إلى “خصم في الحرب الباردة” في الوقت الذي تعمل فيه سوريا على تحويل نظامها السياسي.
ويتذكر المؤلف وجهة النظر الأميركية في كاسترو باعتباره مصلحاً كاريزمياً من شأنه أن “يعيد الكرامة والعدالة للشعب الكوبي”.
ويشير إلى التحول الذي شهده كاسترو خلال عام واحد من توليه السلطة: “لقد عزز سلطته، وأسكت المعارضة، وتحالف مع الاتحاد السوفييتي”. وعلاوة على ذلك، قال المؤلف إن “الحكم الاستبدادي حل محل وعد الحكم الديمقراطي”.
يعود المؤلف إلى الوضع السوري والأزمة التي مزقت البلاد وأدت إلى ظهور قيادة جديدة برئاسة أحمد الشرع، الذي يقدم نظامه الجديد كقوة تحديثية تبتعد عن “حكم بشار الأسد الوحشي”، كما يصفه المؤلف.
ويعتقد فلاتو أن “الحكومات الثورية لا تولد بقيم ديمقراطية، بل إنها غالبا ما تكتسبها أو تتخلى عنها استجابة للحوافز والضغوط”.
يناقش فلاتو “الاستجابة السعودية الأمريكية لمغازلة الشريعة للشرعية العالمية” ويقدم رواية للإصلاح والاستقرار للحصول على الدعم الغربي.
ويحذر فلاتو من تقديم الاعتراف أو المساعدة بسرعة كبيرة، وإلا فقد “يخاطر المرء بإضفاء الشرعية على نظام قد يصبح، بمجرد وصوله إلى السلطة، قمعيًا أو متطرفًا أو معاديًا للولايات المتحدة”.
ويشير فلاتو إلى “المخاطر الجيوسياسية الكبيرة” المحيطة بإسرائيل، مضيفاً: “إذا قرر الشرع، مثل كاسترو، التحالف مع أعداء أميركا، فقد نواجه عدواً آخر راسخ الجذور في هذه المنطقة الصعبة”.
ويدعو فلاتو الولايات المتحدة إلى تجنب تكرار التاريخ وإلى إرساء سياسات واشنطن على أساس الشك وليس العواطف.
وقال فلاتو: “إن أي مشاركة دبلوماسية يجب أن تكون مشروطة وتدريجية ومرتبطة بتدابير يمكن التحقق منها: تقاسم حقيقي للسلطة، وحماية حقوق الأقليات، ونزع سلاح الميليشيات، والانسحاب الكامل من الجهات الأجنبية الخبيثة”.
لا يمكننا أن نسمح بتكرار نفس الخطأ في سوريا… علينا أن ننظر إلى الماضي لنرسم المستقبل، لأن شبح هافانا عام ١٩٥٩ ما زال حاضرًا في الأذهان. يجب ألا نرحب بذئب آخر يرتدي زي الإصلاح، كما يخلص المؤلف.