هاني سري الدين: خطة الدولة طموحة لكن ينقصها التنفيذ المؤسسي

قال النائب هاني سري الدين، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ، خلال مناقشة مشروع قانون الموافقة على خطة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعام المالي 2025/2026: «لدينا خطة طموحة، لكنها تفتقر إلى التنفيذ المؤسسي الفعال». وفي كلمته بمجلس الشيوخ اليوم، دعا إلى إعطاء الأولوية لمشاريع العدالة الاجتماعية، مع وضع مبادئ توجيهية أكثر وضوحا ومشاريع محددة، وربط هذه القضايا بمكافحة الفقر وتحسين أداء الأسر الأكثر ضعفا. وقال: “نحن بحاجة إلى مؤشرات لأن هذه القضية مرتبطة بالأمن القومي المصري ويجب أخذها بعين الاعتبار وأخذها على محمل الجد في تنفيذ الخطة”.
وأشار إلى بعض الجوانب الإيجابية في الخطة بما في ذلك أهدافها وميزاتها الرئيسية، وقال: “ولكن يجب أن يكون لكل عمل محاذيره”. وقد أبدى عدة ملاحظات، قائلاً: “تتميز خطة الحكومة بنهج استثماري تقوده الدولة؛ إذ يبلغ إجمالي الاستثمارات العامة 1.1 تريليون جنيه مصري. وبالتالي، فإن مشاركة القطاع الخاص ضعيفة، رغم إعلانات الحكومة عن استقطابه. وهذا يُشكل خطرًا كبيرًا على التنمية المستدامة”. وأضاف سري الدين: «إذا قارنا مستوى الاستثمار الخاص نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي في مصر (6.5%) والمغرب (65%) والبرازيل (70%) وإندونيسيا (40%)، فإننا بعيدون عن هذه النسب، ويجب أن نأخذ هذه الملاحظات على محمل الجد».
وقال سرالدين إن خطة الدولة تستهدف جذب 42 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية، لكنه لم يحدد كيفية تحقيق هذا الهدف أو خطة التنفيذ. وأضاف: “هناك أيضاً خطط للتنمية والإصلاح المؤسسي، وهي خطط طموحة بالفعل، ولكن كيف يمكن تحقيقها دون جهاز إداري؟”. وتابع: “أتحدث عن هذه القضية منذ 32 عامًا. لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة دون تحسين الكفاءة المؤسسية للدولة وإصلاح جهازها الإداري”. وأضاف: “لم يكن القطاع المصرفي ليحقق هذا النجاح لولا الإصلاحات المؤسسية الشاملة”.
وأضاف سردين أن “الخطة تقول إن معدلات التضخم ترتفع، لكنها لا تحتوي على أي تفاصيل ملموسة حول كيفية مكافحة الفقر المدقع والآثار السلبية للتضخم”. ويظل الإنفاق الحكومي والاستثمار في التعليم منخفضا عند 1.4% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي المغرب تصل النسبة إلى 6%، وفي تركيا 4.5%. وهذا يضعنا في أدنى مستوى، حتى بين البلدان النامية.
وحدد سرالدين عدة نقاط مفقودة في الخطة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة، قائلاً: “نريد مزيداً من الشفافية في تقييم المشاريع وأولوياتها، ويجب أن يكون العائد الاقتصادي واضحاً في الخطة”.
وأشار إلى أن خطة الحكومة افتقرت إلى الربط بين مختلف قطاعات التنمية ذات الأولوية وارتباطها بأهداف التنمية المستدامة 2030، وأن مؤشرات قياس الأداء كانت ضعيفة. وقال: “نأمل أن تكون هناك مؤشرات ومعايير أكثر وضوحا في المستقبل”.