قبل أن يصبح الزعيم.. محطات مبكرة شكّلت مسيرة عادل إمام

منذ 5 ساعات
قبل أن يصبح الزعيم.. محطات مبكرة شكّلت مسيرة عادل إمام

اليوم 17 مايو نحتفل بعيد ميلاد الفنان عادل إمام، أحد أشهر نجوم الفن في مصر والوطن العربي. لقد كانت مسيرته المهنية الطويلة التي امتدت لأكثر من نصف قرن من الزمان سبباً في جعله أكثر من مجرد ممثل؛ لقد أصبحت ظاهرة فنية وشعبية مرتبطة بذاكرة الأجيال. ولكن قبل أن يصبح “الزعيم”، كانت هناك معالم أولية وجهود هادئة وضعت الأساس لتحقيق نجاح كبير. من مسرح الكلية إلى أول دور رئيسي لها، ومن الأدوار الصغيرة إلى المسرح، بدأت رحلة استمرت عقودًا.

وفي السطور التالية نستعرض أهم لحظات هذه البدايات التي شكلت أساساً متيناً لنجمة بقيت حاضرة رغم تغير الزمن والأذواق.

الخطوة الأولى في عالم الفن

نشأ عادل إمام في أسرة متواضعة وخطا خطواته الأولى في عالم الفن أثناء دراسته في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، حيث شارك في مسرح الجامعة. انضم إلى فرقة المسرح التلفزيوني عام 1962 وهو لا يزال طالبًا. وعلى الرغم من أدواره الصغيرة في ذلك الوقت، إلا أنه سرعان ما برز بحضوره المثير للإعجاب وروح الدعابة لديه.

وجاءت نقطة التحول حين اختاره الفنان فؤاد المهندس لدور السكرتير في مسرحية “أنا وهو وهي”، وهو الدور الذي فتح له أبواب الشهرة وعرفه على نطاق أوسع، لتبدأ رحلته الحقيقية نحو النجاح.

من الأدوار الصغيرة إلى الأدوار القيادية الأولى في الأفلام

واصل عادل إمام مسيرته الفنية بثبات، فظهر بأدوار مساعدة في العديد من الأفلام، مثل “زوجتي المدير العام” (1966)، و”كرامة زوجتي” (1967)، والتي رغم قلة ظهوره فيها، كشفت عن طاقته الفنية الفريدة.

كانت انطلاقته السينمائية الكبرى عام 1973 بفيلم “البحث عن فضيحة” والذي لعب فيه أول بطولة له إلى جانب سمير صبري وميرفت أمين. حقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا وأثبت أن نجما جديدا قد ولد في عالم السينما المصرية.

بهجت الأباصيري.. نقطة تحول في مسيرته المسرحية

ورغم ظهوره المسرحي المبكر إلا أن دور “بهجت الأباصيري” في مسرحية “مدرسة المشاغبين” (1971) كان الحدث الأبرز في مسيرته المسرحية. وكان هذا الدور بمثابة بداية جديدة، ليس له فقط، بل لجيل كامل من النجوم، ومنهم سعيد صالح، ويونس شلبي، وأحمد زكي. وأكدت المسرحية التي استمرت لسنوات، قدرة عادل إمام على السيطرة على المسرح والتفاعل المباشر مع الجمهور، مؤكدة أنه نجم من طراز خاص.

خطوة نحو الشاشة الصغيرة

في منتصف سبعينيات القرن الماضي، قرر عادل إمام دخول عالم الدراما التلفزيونية، الذي لم يكن في ذلك الوقت يتيح مجالاً واسعاً للنشاط أمام النجوم الكبار. أسس مسلسل «أحلام فتى طائر» (1978) للكاتب وحيد حامد، إحدى أنجح الشراكات الفنية في الوسط الفني، وضم نخبة من النجوم أمثال عمر الحريري، وماجدة زكي، ورجاء الجداوي، وعبد الوارث عصر.

ويجسد إمام في المسلسل دور “إبراهيم الطيار”، وهو شاب بسيط يعاني من المشاكل. إنه دور إنساني عميق يجمع بين الكوميديا والواقعية. وقد أظهر المسلسل قدرة الإمام على الانغماس في موضوع الدراما التلفزيونية وحقق نجاحاً كبيراً.

ورغم تغير الأذواق واختلاف الأجيال، واصل عادل إمام تحقيق نجاحات مبهرة في مجالات الدراما والسينما والمسرح حتى أعماله الأخيرة. ولم يكن هذا الأمر صدفة، بل كان نتيجة حب حقيقي وصادق للفن والتفاني في تقديم أعمال تلقى صدى لدى الناس. لقد حافظ على مكانته في الساحة الفنية لأنه لم يسعَ فقط للشهرة أو المنافسة، بل آمن بموهبته الفنية وظل وفياً لها حتى النهاية.


شارك