“إعلان بغداد”.. المطالبة بوقف الحرب على غزة ودعم الخطة العربية

منذ 4 ساعات
“إعلان بغداد”.. المطالبة بوقف الحرب على غزة ودعم الخطة العربية

وفي “إعلان بغداد” الصادر في ختام القمة العربية الرابعة والثلاثين، دعا القادة العرب إلى وقف الحرب في غزة فوراً ووقف الأعمال العدائية ضد السكان المدنيين. وطالبوا أيضا باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف نزيف الدم وضمان إيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة لإعادة إعمار قطاع غزة التي أقرتها القمة الاستثنائية بالقاهرة واجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بجدة.

أعرب رؤساء الدول والحكومات والملوك والرؤساء العرب المشاركون في الدورة العادية الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة (قمة بغداد)، في إعلان بغداد الصادر في ختام القمة، عن امتنانهم لجمهورية مصر العربية لاستضافتها القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في القاهرة في 4 مارس 2025 وخصصت لمناقشة التطورات الخطيرة والكارثية في قطاع غزة والأراضي العربية المحتلة في فلسطين. كما عبروا عن امتنانهم وتقديرهم لجهود مملكة البحرين خلال رئاستها للقمة العربية الثالثة والثلاثين، وجهودها في توحيد الجهود ودعم العمل العربي المشترك وحماية مصالح الدول العربية.

القادة العرب يدعمون خطة إعادة إعمار غزة

وأكد إعلان بغداد على الأهمية المركزية للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية أساسية للأمة وركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة. وأكد الإعلان دعمه الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وخاصة حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، فضلاً عن حق العودة والتعويض للاجئين والمهاجرين الفلسطينيين.

وأدان القادة العرب كافة الإجراءات والممارسات غير القانونية التي تقوم بها القوة المحتلة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وتمنعه من ممارسة حقوقه الأساسية في الحرية والحياة والكرامة الإنسانية التي كفلتها له شريعة الله والقانون الدولي.

وطالبوا بوقف الحرب في قطاع غزة فوراً ووقف كل الأعمال العدائية التي تؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين الأبرياء. وناشدوا المجتمع الدولي، وخاصة الدول المؤثرة، القيام بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى كافة المناطق المتضررة في قطاع غزة.

ودعا القادة العرب أيضاً إلى تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة لإعادة إعمار غزة، التي اعتمدت في القمة العربية غير العادية بالقاهرة في 4 مارس/آذار 2025، وفي اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة في 7 مارس/آذار 2025. وينبغي أن يتم ذلك في إطار سياسي يؤدي إلى تحقيق استقلال دولة فلسطين، ويضمن حق الشعب الفلسطيني في أرضه، ويمنع تهجيره.

ودعا القادة العرب الدول والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية إلى الإسراع في توفير الدعم المالي اللازم لتنفيذ هذه الخطة. ورحبوا بمقترحات ومبادرات الدول العربية لإنشاء صندوق لإعادة إعمار قطاع غزة، وخاصة مبادرة رئيس وزراء جمهورية العراق المهندس مصطفى مدبولي. ودعا محمد شياع السوداني إلى إنشاء صندوق عربي إسلامي لإعادة إعمار قطاع غزة ولبنان خلال قمة القاهرة 2023 والقمة العربية الإسلامية 2024 في المملكة العربية السعودية.

وأكد رؤساء الدول والحكومات على أهمية تنسيق الجهود من أجل المضي قدماً في فتح جميع المعابر الحدودية حتى يتسنى إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع الأراضي الفلسطينية وحتى تتمكن وكالات الأمم المتحدة، وخاصة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، من الوفاء بمهمتها. وطالبوا بتوفير الدعم الدولي اللازم لتمكين الأونروا من القيام بمهامها على أكمل وجه.

ورحبوا أيضاً بتشكيل مجموعة عمل مفتوحة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، بهدف إنشاء صندوق خاص لرعاية الأيتام في قطاع غزة، والذين يقدر عددهم بنحو 40 ألف طفل. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم توفير الإمدادات الإغاثية والأطراف الاصطناعية لآلاف الجرحى، وخاصة الأطفال.

وفي هذا السياق أشاد القادة العرب بمبادرة شهادة الأمل التي أطلقتها المملكة الأردنية الهاشمية لدعم مبتوري الأطراف في قطاع غزة، ودعوا الدول والمنظمات إلى إطلاق مبادرات مماثلة لدعم القطاع الصحي في قطاع غزة وتعزيز جهود الإغاثة.

القادة العرب يؤكدون رفضهم لطرد الفلسطينيين.

وفي إعلان بغداد أكد القادة العرب مواقفهم العربية الثابتة والراسخة ورفضهم القاطع لأي شكل من أشكال التهجير القسري أو الطرد للشعب الفلسطيني من أرضه تحت أي ذريعة أو أي ظرف أو مبرر. ويشكل هذا انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ويشكل جريمة ضد الإنسانية تصل إلى حد التطهير العرقي.

وأدان إعلان بغداد بشدة سياسة التجويع والأرض المحروقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال. وكان هدفهم الضغط على الشعب الفلسطيني وإجباره على مغادرة وطنه.

وفي السياق ذاته، أكد رؤساء الدول العربية موقفهم الثابت والداعم لحل سلمي عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وأعربوا عن دعمهم لدعوة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، لعقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها نحو تنفيذ حل الدولتين وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

وأكدوا أن الحل المنشود يجب أن يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، يجب ضمان استعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير.

وطالبوا بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تحت إشراف الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى تنفيذ حل الدولتين. وطالبوا مجلس الأمن الدولي، في إطار مسؤوليته في حفظ السلم والأمن الدوليين، باتخاذ إجراءات واضحة لتطبيق هذا الحل، مع التأكيد على ضرورة وضع جدول زمني ملزم لهذه العملية السياسية.

وفي هذا السياق، دعا رؤساء الدول والحكومات كافة الفصائل الفلسطينية إلى الاتفاق على مشروع وطني شامل ورؤية استراتيجية موحدة تركز الجهود الوطنية على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الوطنية المستقلة على أرضه، استناداً إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية والمواثيق المعترف بها، مع التأكيد على دعم جهود الحكومة الفلسطينية الشرعية في هذا الصدد.

رؤساء الدول والحكومات العرب يدعون إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن

وفي بيان صادر عن القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، دعا رؤساء الدول والحكومات والملوك والرؤساء العرب المجتمع الدولي إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخاصة القرار 2720. ودعوا إلى الوفاء الفوري بجميع الالتزامات القانونية الدولية، واتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة، بما فيها مرتفعات الجولان السورية وجنوب لبنان، والتنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ورحب رؤساء الدول والحكومات أيضًا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 10 مايو 2024 بشأن طلب دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والذي أيدته 143 دولة. وطالبوا مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر في قراره الذي اتخذه في اجتماعه بتاريخ 18 نيسان/أبريل 2024، بما ينصف الشعب الفلسطيني ويدعم حقه في الحياة والحرية والكرامة الإنسانية.

ودعا رؤساء الدول والحكومات المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن، إلى العمل بشكل سريع وانتقائي من أجل تنفيذ قراراته بشأن القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة.

القادة العرب يؤكدون على ضرورة حماية المقدسات.

وأكد القادة العرب على قدسية القدس المحتلة وأهميتها الدينية لجميع الديانات السماوية، وأدانوا بشدة محاولات إسرائيل المستمرة لتهويد المدينة وتغيير هويتها العربية والإسلامية والمسيحية وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني القائم لمقدساتها.

وشددوا أيضا على ضرورة حماية الأماكن المقدسة في بيت لحم والحفاظ على هويتها الثقافية والدينية. وأكدوا دعمهم الكامل للرعاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية والدور المركزي الذي تلعبه في حماية هوية المدينة.

وأكد السياسيون أن المسجد الأقصى المبارك/الحرم الشريف، بمساحته الإجمالية البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خاص بالمسلمين فقط، ورفضوا أي مساس بهذه الحقيقة الدينية والقانونية.

كما أكدوا دعمهم لدور رئاسة لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف بقيادة الملك محمد السادس. المغرب في الدفاع عن المدينة المقدسة وتعزيز صمود أهلها.

وأشاد رؤساء الدول والحكومات بالمواقف التاريخية التي اتخذتها عدة دول أوروبية، وخاصة إسبانيا والنرويج وأيرلندا، والتي أعلنت اعترافها الرسمي بدولة فلسطين في مايو/أيار 2024، وأكدوا أن هذه الخطوة تمثل التزاما بمبادئ العدالة والشرعية الدولية.

ودعوا الدول الأخرى إلى محاكاة هذه المبادرات، مؤكدين أن هذا الموقف سيسجل في التاريخ وأن المبادئ الإنسانية والقانون الدولي ستظل المرجع النهائي في ضمان حقوق الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض وحقه الأصيل في تقرير المصير.

كما أعرب رؤساء الدول العربية عن دعمهم وتقديرهم الكامل لموقف جنوب أفريقيا في الشكوى التي تقدمت بها إلى محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل القوة المحتلة بسبب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وأشادوا بموقف جنوب أفريقيا المشرف في دعم القضية الفلسطينية ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل.

وأكد القادة العرب دعمهم لسوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا.

وفي إعلان بغداد الصادر في ختام القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد، أكد القادة والملوك والرؤساء العرب على أهمية احترام قرارات الشعب السوري بكل مكوناته ومظاهره، وضمان أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية لما لذلك من تأثير مباشر على أمن واستقرار المنطقة برمتها.

وأكد رؤساء الدول والحكومات دعمهم لوحدة سوريا وسلامة أراضيها ورفضهم لأي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. وأدانوا الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية والتي تشكل انتهاكا صارخا لسيادة البلاد ومحاولة لتقويض قدراتها الوطنية.

وطالبوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بممارسة الضغوط اللازمة لوقف هذه الهجمات وضمان احترام سيادة الدول.

وأكد رؤساء الدول والحكومات أهمية المضي قدما في عملية انتقال سياسي شامل يحافظ على التنوع والسلام الاجتماعي في سوريا ويضمن احترام معتقدات ومقدسات كافة فئات الشعب السوري.

وأشاروا أيضاً إلى أن العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على سوريا تعيق إعادة الإعمار والتعافي، وفي هذا السياق رحبوا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 13 مايو/أيار 2025 رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

وشكر رؤساء الدول والحكومات المملكة العربية السعودية على جهودها في دعم الموقف السوري في هذا الصدد. ورحبوا أيضاً بتخفيف العقوبات الأوروبية، الأمر الذي سيمهد الطريق لتسريع عملية التعافي وإعادة الإعمار وخلق الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين السوريين والنازحين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية.

ودعا رؤساء الدول العربية إلى عقد مؤتمر حوار وطني شامل تشارك فيه كل أطياف الشعب السوري. وأشادوا بجاهزية الرئاسة الحالية للقمة جمهورية العراق لاستضافة هذا المؤتمر بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والدول العربية الشقيقة بما يضمن تحقيق المصالح الوطنية السورية وتعزيز التعايش الاجتماعي.

وفيما يتعلق بلبنان، جدد رؤساء الدول العربية في إعلان بغداد دعمهم الثابت للجمهورية اللبنانية في مواجهة التحديات والحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها وحماية حدودها المعترف بها دوليا من أي هجمات من شأنها المساس بسيادتها.

ورحبوا أيضا بالانتخابات المحلية ودعوا الأطراف السياسية اللبنانية إلى التوصل إلى اتفاق وتجنب التهميش والعمل على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

وأكد رؤساء الدول العربية أهمية تنفيذ جميع بنود اتفاقات وقف إطلاق النار والالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم 1701. وأدانوا الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وطالبوا إسرائيل بالانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط إلى ما وراء الحدود المعترف بها دوليا وتسليم الأسرى الذين تم أسرهم في الحرب الأخيرة والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1949 بين لبنان وإسرائيل.

وأكدوا أيضاً تضامنهم مع الجمهورية اللبنانية ودعمهم لجهودها في إعادة النازحين السوريين إلى وطنهم.

وفيما يتعلق باليمن، أكد رؤساء الدول والحكومات تضامنهم الكامل مع الجمهورية اليمنية في الحفاظ على سيادتها ووحدتها، ودعم جهودها الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار، وإنهاء الحرب والانقسام، وتعزيز الحلول السياسية القائمة على الحوار الوطني، مع تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق السلام والازدهار. كما رفضوا أي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية لليمن.

وفيما يتعلق بالسودان، أكد رؤساء الدول والحكومات أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الصراع في السودان ويحافظ على سيادته وسلامة أراضيه وأمن شعبه. وأكدوا في الوقت نفسه على ضرورة ضمان المرور الآمن للعاملين في المجال الإنساني. ودعوا كافة الأطراف إلى المشاركة الجادة في المبادرات الرامية إلى حل الأزمة، وفي مقدمتها إعلان جدة.

ورحب رؤساء الدول والحكومات بالبيان الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والذي دعا إلى توحيد المنصات لحل الأزمة السودانية، واعتماد نهج منسق لإنهاء الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، والتوصل إلى حل سياسي شامل.

وفيما يتعلق بليبيا، أكد رؤساء الدول والحكومات دعمهم الكامل للدولة الليبية وشددوا على أهمية حل الأزمة من خلال الحوار الوطني. وفي هذا الصدد، يجب الحفاظ على وحدة الدولة وتحقيق تطلعات الشعب الليبي نحو الاستقرار الدائم، وفي الوقت نفسه رفض أي شكل من أشكال التدخل في الشؤون الداخلية الليبية.

وأعربوا عن دعمهم الكامل لسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها، وأكدوا على ضرورة إنهاء التدخل الأجنبي وانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة ضمن إطار زمني محدد.

ودعوا مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة إلى تسريع عملية التوافق نحو إقرار قوانين انتخابية تلبي مطالب الشعب الليبي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة وإنهاء الفترة الانتقالية.

كما دعوا كافة الأطراف الليبية إلى مواصلة العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية بما يخدم المصالح العليا لليبيا ويحقق السلام والاستقرار والتنمية لشعبها.

وأشاد رؤساء الدول والحكومات بالجهود التي تبذلها دول جوار ليبيا وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي للتقريب بين وجهات نظر الأطراف الليبية ودعم الوحدة الليبية والتوصل إلى حل سياسي للأزمة في ليبيا.

وفي ختام القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، أكد رؤساء الدول والحكومات والملوك والرؤساء العرب دعمهم الكامل لجمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها. وأكدوا أهمية تعزيز أسس الأمن والاستقرار في البلاد. ويجب أن يتم تحقيق ذلك من خلال مساهمات الدول العربية التي تساعد على تعزيز قدرات البلاد وتمكينها من مواجهة التحديات التي تواجهها في هذه المرحلة. وبالإضافة إلى ذلك، لا بد من دعم الطريق نحو التنمية المستدامة.

كما أدانوا كافة الأنشطة والأعمال الإرهابية الموجهة ضد أمن واستقرار الصومال، بما في ذلك محاولة اغتيال رئيس جمهورية الصومال حسن شيخ محمود التي وقعت في مارس/آذار 2025.

القادة العرب يؤكدون سيادة الإمارات على جزرها الثلاث ويدعون إلى تعزيز الأمن المائي.

وأكد القادة العرب دعمهم الكامل لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، التي تحتلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ودعوا إيران إلى الاستجابة لمبادرة الإمارات وإيجاد حل سلمي لهذه القضية سواء عبر المفاوضات الثنائية المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وبما يسهم في بناء الثقة وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي.

وأكد إعلان بغداد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط. ويتم إنشاء هذه المنطقة على أساس الشروط المرجعية المتفق عليها وتنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 73/546 بشأن المؤتمر الذي أنشأ هذه المنطقة. وشددت أيضاً على أهمية دعوة كافة الأطراف المعنية إلى الانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، التي تشكل حجر الأساس في النظام الدولي لمنع انتشار هذه الأسلحة.

وأكد رؤساء الدول العربية أيضاً أن الأمن المائي يشكل ركيزة أساسية للأمن القومي العربي، وشددوا على أهمية دعم جهود جمهورية العراق وجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان والجمهورية العربية السورية لصون حقوقها المائية المشروعة.

وأعرب رؤساء الدول والحكومات عن تضامنهم مع هذه البلدان في جهودها الرامية إلى إيجاد حلول عادلة ومتوازنة من خلال الحوار والتعاون البناء الذي يحمي المصالح المشتركة ويمنع أي مساس محتمل بحقوقها المائية.

وفي السياق ذاته، أكدوا أهمية استمرار التنسيق والتكامل بين الجهود العربية المشتركة لتعزيز القدرات لمواجهة تحديات التنمية، وخاصة الأمن الغذائي والأمن الصحي وأمن الطاقة ومكافحة تغير المناخ.

ودعوا إلى تطوير ومأسسة آليات التعاون العربي لضمان استدامة العمل العربي المشترك في هذه المجالات الهامة وتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز صمود الدول العربية في مواجهة الأزمات والتحديات الإقليمية والدولية.

وفي ختام القمة العربية الرابعة والثلاثين، أكد رؤساء الدول والملوك والرؤساء العرب إدانتهم الشديدة للإرهاب بكافة أشكاله وأشكاله والفكر المرتبط به. وأكدوا رفضهم المطلق للأعمال والأنشطة الإرهابية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيما داعش والقاعدة، وكل الجماعات والأفراد المرتبطين بهما، لما تشكله من تهديد حقيقي للأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

وأكد رؤساء الدول والحكومات على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الجريمة المنظمة ومكافحة المخدرات والاتجار بالبشر وغسيل الأموال. واعتبروا أن استمرار الإرهاب بمختلف أشكاله والمخاطر التي يشكلها يشكل تهديدا خطيرا للسلم الاجتماعي ويقوض الأمن والاستقرار في العالم العربي. وهذا يتطلب استجابة جماعية شاملة وفعالة، تشمل الأبعاد العسكرية والمدنية، في إطار التعاون العربي المشترك، ومن خلال جهود منسقة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، ومن خلال دعم قدرات أجهزة مكافحة الإرهاب في الدول العربية.

ورحب رؤساء الدول والحكومات بجهود حكومة جمهورية العراق في مكافحة الإرهاب، وأشادوا بالتضحيات التي قدمها الشعب العراقي وجيشه وجميع قواته العسكرية والأمنية في هذا الصدد.

وأشادوا أيضاً بقرار الحكومة العراقية بإنشاء “المركز الوطني لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب”، ووصفوه بأنه خطوة بناءة نحو تطوير الآليات الوطنية. ودعوا إلى إنشاء مراكز مماثلة، وتعزيز التعاون الجماعي والثنائي في هذا الصدد، وتبادل الخبرات، ووضع خطط مشتركة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

مكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتحريض

ودعا سياسيون عرب في “إعلان بغداد” إلى تفعيل الإجراءات الرادعة لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتحريض، لما لها من آثار سلبية على السلم الاجتماعي واستدامة الأمن والسلم الدوليين. وأكدوا أهمية الالتزام بقرارات جامعة الدول العربية ومجلس الأمن بهذا الشأن.

كما دعوا إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية ونبذ الكراهية والطائفية والتعصب والتمييز، والعمل على مكافحة الأسباب الجذرية للإرهاب ومنع التطرف العنيف وتعطيل مصادر تمويل الإرهاب ومنع التحريض والتخطيط والتجنيد ومكافحة توفير الملاذ الآمن للإرهابيين وضبط تحركات الإرهابيين الأجانب وتعزيز الجهود لطردهم بشكل كامل وفوري من المنطقة.

ورحب رؤساء الدول والحكومات بإعلان الحكومة العراقية، بصفتها الرئيس المشارك لمجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب، عن استضافة المؤتمر الدولي المقبل لضحايا الإرهاب في بغداد عام 2026. وأكدوا دعمهم الكامل لحقوق ضحايا الإرهاب، وجهودهم الرامية إلى إيصال أصواتهم، وضرورة توفير الدعم اللازم لهم لتعافيهم وبناء مستقبل أفضل.

القادة العرب يؤيدون المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.

وأكد القادة العرب أهمية تعزيز الأمن السيبراني من خلال العمل العربي المشترك لحماية البنى التحتية الرقمية والبيانات الحساسة، ومواجهة التهديدات السيبرانية من خلال تطوير استراتيجيات عربية موحدة تضمن فضاء سيبراني آمن يدعم التنمية المستدامة. وعبروا عن امتنانهم لمبادرة المملكة العربية السعودية بإنشاء المجلس العربي للأمن السيبراني.

وفي الشؤون الدولية، أعرب القادة العرب عن أعمق تعازيهم في وفاة قداسة البابا فرنسيس خورخي ماريو في 21 أبريل/نيسان 2025، مستذكرين جهوده الإنسانية في تعزيز قيم السلام العالمي والحوار بين الأديان، وكذلك جهوده لإنهاء إراقة الدماء في حرب غزة، التي وصفوها بـ”المأساة الإنسانية”. كما هنأوا بصدق الكاردينال روبرت فرانسيس بروفوست على انتخابه رئيساً للكنيسة الكاثوليكية، وتمنوا له التوفيق في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية والسلام العالمي والتعايش المشترك.

وأكد رؤساء الدول والحكومات أن تصعيد التوترات الدولية يعكس تراجع دور الدبلوماسية في حل النزاعات ويهدد بغياب الحلول العادلة والمنصفة. وأكدوا على أهمية استخدام الحوار والدبلوماسية والمساعي الحميدة كوسيلة للتوصل إلى حلول مستدامة في المنطقة.

وفي هذا السياق، أعرب القادة العرب عن دعمهم للمحادثات الجارية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأميركية، والتي تهدف إلى تحقيق نتائج إيجابية بشأن استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، مع ضمان عدم تجاوز تخصيب اليورانيوم للمستوى اللازم للاستخدام السلمي. وأشادوا أيضًا بالدور البناء لسلطنة عمان في تسهيل هذه المحادثات.

وأخيراً، أكدوا التزامهم المشترك بتعزيز التعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة واحترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، من أجل المساهمة في صون السلم والأمن الدوليين ودعم جهود المجتمع الدولي في مواجهة التحديات العالمية. وتشمل هذه الأهداف تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ومكافحة تغير المناخ، وحماية البيئة وحقوق الإنسان، والقضاء على الفقر، وضمان الأمن المائي والغذائي، وتوسيع استخدام الطاقة المتجددة، وتعزيز الاستخدام السلمي للطاقة.

التنمية والقضايا الاقتصادية والاجتماعية

وأكد إعلان بغداد للتنمية التزام الدول العربية بتعزيز التنمية المستدامة في العالم العربي وتبني عدد من المبادرات الرامية إلى دعم الأمن الغذائي والتكامل الاقتصادي والتحول الرقمي وتمكين المجتمع.

وأشاد رؤساء الدول والحكومات بتقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية حول العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وأعربوا عن تقديرهم لما تضمنه من تشخيص واقعي ورؤية شاملة للمستقبل. وأشادوا أيضاً بجهود الأمانة العامة في تنفيذ قرارات الدورة الرابعة للقمة التي عقدت في بيروت عام 2019.

اعتمد رؤساء الدول والحكومات مبادرة الاقتصاد الأزرق الموريتانية كتوجه استراتيجي لضمان الأمن الغذائي واستدامة الموارد البحرية. ورحبوا أيضاً بالمبادرة العربية للذكاء الاصطناعي، ودعوا إلى اعتماد هذه التقنيات الحديثة لدعم التنمية الشاملة وبناء مجتمعات المعرفة العربية.

وفي السياق ذاته، رحب رؤساء الدول والحكومات العربية بمبادرة العراق لإنشاء مجلس لوزراء التجارة العرب بهدف تحسين التنسيق المؤسسي والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية. وأشادوا أيضاً بتجربة مصر في مكافحة فيروس سي واعتبروها نموذجاً إقليمياً يحتذى به. وأشادوا بمبادرة “اصنع الأمل” التي أطلقتها دولة الإمارات، ووصفوها بأنها “نموذج ملهم” للعمل التنموي والإنساني. وأعربوا عن دعمهم لمشروع القمر الصناعي البحريني “المنذر” في إطار رؤية عربية مشتركة لتطوير الريادة في مجال الفضاء.

وأقر إعلان بغداد استراتيجية الأمن الغذائي العربي (2025-2035) ودعا إلى تعبئة الموارد اللازمة لتنفيذها. كما جددت اللجنة دعمها لجهود إعادة الإعمار في اليمن والسودان، وأكدت على أهمية دمج هذه الدول في منظومة التنمية العربية.

وأكد إعلان بغداد أيضا رفضه لمحاولات طرد الشعب الفلسطيني. ودعت إلى دعم مشروع إيواء العائلات الفلسطينية النازحة والموافقة على مشروع محطة الطاقة الشمسية في المخيمات الفلسطينية لتحسين حياة اللاجئين. وطالبت اللجنة أيضاً برفع العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة السوري بسبب تأثيرها السلبي على التنمية الوطنية. كما اعتمدوا خطة تنفيذ استراتيجية الأمن المائي العربي 2030، ودعموا أيضاً مشروع المجترات الصغيرة لتحسين الأمن الغذائي.

وأكد إعلان بغداد على ضرورة الاستثمار في الموارد البشرية في مجال الصحة وتدريب الكوادر. وأقرت خطة لتطوير التعليم الفني والمهني، ودعت إلى استراتيجية عربية للصحة في المدارس والجامعات.

وافق رؤساء الدول والحكومات العربية على الإطار الاستراتيجي لتمكين المرأة العربية اقتصاديا واجتماعيا وخطة العمل التنفيذية المرافقة له. ودعوا أيضاً إلى إعداد عربي موحد للمؤتمر العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، واعتمدوا إعلان المبادئ حول مستقبل الموارد البشرية في ضوء الثورة التكنولوجية.

وأكد إعلان بغداد على أهمية التمويل المستدام ودعا إلى إنشاء آليات مبتكرة لدعم المشاريع الاستراتيجية. ورحبت بانعقاد منتدى الشباب العربي ومنتدى المجتمع المدني وأشادت بدورهما في تعزيز الشراكات المجتمعية.

واختتم القادة العرب إعلان بغداد بالتأكيد على تنفيذ الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن (2023-2028) وتهيئة البيئة اللازمة لتعزيز دور الشباب في بناء مستقبل المنطقة.


شارك