مأساة فلسطين الأقسى على العرب.. ماذا قال أبوالغيط في كلمته أمام القمة العربية في بغداد؟

انطلقت اليوم السبت، الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ34 في العاصمة العراقية بغداد بقاعة القدس بالقصر الجمهوري بحضور رؤساء الدول والحكومات العربية والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
وأكد أبو الغيط أن هذه المناسبة تتطلب وقفة تأملية نسعى من خلالها إلى رؤية موضوعية لسجل جامعة الدول العربية دون مبالغة أو انتقاص من إنجازاتها.
وأوضح أن هذه المرحلة تتطلب أيضاً تقييماً موضوعياً لحالة الدولة الوطنية العربية، مشيراً إلى بعض الدول العربية التي أصبح وجودها وبقاءها مهدداً، وبعضها يواجه استقطاباً داخلياً أو حرباً أهلية. إن مفهوم الدولة القومية لم يتجذر بعد في العالم العربي، ويظل غيابه أحد الأسباب الرئيسية للصراعات والحروب، التي تمثل ثغرات خطيرة في جدار الأمن القومي العربي.
وأوضح أنه بعد سنوات قليلة من إنشاء الجامعة العربية انفجرت المأساة الفلسطينية وأن جرحها النازف يبقى الأكثر إيلاماً للعرب وأن قضيتها العادلة تبقى القضية العربية.
وأكد أن حرب الإبادة التي يشنها اليمين الإسرائيلي المتطرف بهدف السيطرة على كامل فلسطين وتهجير سكانها هي وصمة عار لهم وللعالم الصامت.
وأضاف: “أود أن أعرب عن امتناني للجهود القيمة التي تبذلها مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ونتمنى لهذه الجهود النجاح”.
وشكر أبو الغيط المملكة العربية السعودية على قيادتها الفعالة للجنة العربية الإسلامية. ولإنهاء الحرب في قطاع غزة، أعرب عن أمله في النجاح في رئاسة مؤتمر السلام الذي ستعقده الأمم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل.
– السودان وفيما يتعلق بالوضع في السودان، قال الأمين العام: “إنه جرحٌ مفتوحٌ يُدمي قلوبنا جميعًا. لقد تسببت الحرب في أخطر أزمة إنسانية يشهدها العالم حاليًا. تُهدد هذه الحرب كيان الدولة ووحدة وتماسك مؤسساتها الوطنية، التي يجب الحفاظ عليها وتعزيزها”.
وأعرب أبو الغيط عن ثقته في قدرة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة التاريخية وإعادة بناء البلاد التي مزقتها الحرب، خاصة مع الدعم العربي.
– اليمن وفيما يتعلق باليمن، قال أبو الغيط إن جماعة الحوثي تواصل احتكار موارد البلاد وإيقاع المواجهات والأهوال بالسكان، مما فاقم معاناتهم إلى حد لا يمكن تصوره. إن الوضع في هذا البلد العربي لن يتحسن إلا عندما تدرك الجماعة أنه من المستحيل السماح باستمرار هذا الوضع وتبذل الجهود على المستوى الوطني لاستعادة وحدة البلاد.
ليبيا وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، قال أبو الغيط إن الانقسام لا يزال يهدد وحدة الدولة، وإننا نتابع التطورات الخطيرة في طرابلس وغرب ليبيا بقلق متزايد. وأعرب عن أمله في أن يضع الجميع مصلحة الوطن ووحدته فوق كل الاعتبارات الأخرى لمنع تدهور الأوضاع، وإنهاء المرحلة الحالية في نهاية المطاف، وربما تحقيق المصالحة الشاملة التي تسمح لليبيا بمستقبل واعد يستحقه شعبها.
الصومال وأكد أن الصومال لا يزال يواجه تهديدات مختلفة، وأكد دعمه للحكومة المركزية في الدفاع عن سيادة الصومال على كامل أراضيه.
– سوريا وفيما يتعلق بسوريا، سلط أبو الغيط الضوء على المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد حالياً والتحدي الكبير الذي تواجهه في بناء سوريا جديدة يشعر فيها كل المواطنين، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم، بالأمان ويتمتعون بالمساواة في الحقوق والمسؤوليات.
وأكد مجددا دعمه للشعب السوري والحكومة السورية في تجاوز هذا الوضع الصعب، وأعرب عن ثقته بأن رفع العقوبات الأميركية سيساهم في خلق بيئة اقتصادية جديدة تمكن الشعب السوري من مواجهة المستقبل بثقة.
– لبنان وفيما يتعلق بلبنان، قال أبو الغيط إن لبنان يواجه تحديا تاريخيا لاستعادة وتعزيز سيادة الدولة والحد من استخدام السلاح في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر الذي ينتهك سيادة البلاد واتفاقية وقف الأعمال العدائية.
وأضاف الأمين العام: “إننا مملوءون بالأمل والثقة بأن الدولة اللبنانية ستكون قادرة على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة لصالح مستقبل شعب هذا البلد الحبيب”.
وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده بأن السياسات الإسرائيلية المتهورة والعدوانية في فلسطين (وفي سوريا ولبنان) من شأنها أن تدفع المنطقة بأكملها إلى دورات لا نهاية لها من المواجهة. وهي سياسة تهدف إلى تصعيد التوتر على كافة الجبهات وإعطاء إسرائيل الحق في إشعال النار في أي شيء. وأشار إلى أن الهدف هو التوسع بحجة الأمن والتوسع بحجة إقامة مناطق عازلة. وهذه سياسة نرفضها وندينها بشدة. ونحن ندرك مدى التهديد الشديد الذي يشكله هذا الأمر على استقرار وأمن هذه المنطقة.