«اللي تغلبه ألعبه».. كيف قرأ عادل إمام عقل جمهوره واحتفظ بالزعامة 65 سنة؟

يكمل الفنان عادل إمام اليوم 17 مايو عامه الـ85. ولد في مثل هذا اليوم من عام 1940م في حي الحلمية بالقاهرة.
يتحدث عادل إمام عن طفولته: “كانت طفولتي عادية وفقيرة. عشت في حي الخليفة، أحد أحياء الحلمية. هذه الأحياء شعبية جدًا، تُجسّد أصالة أهلها وحساسيتهم. فيها المساجد، والحياة الاجتماعية، والدعوات، وأجواء رمضان الدائمة. الجو الروحي حاضر في كل مكان. لذلك، لم يكن من المستغرب أن نشأتي دينية. كان والدي رجل دين ورعًا ومتدينًا. كان يحفظ القرآن ويقرأه. كانت هذه طبيعة والدي واهتماماته.”
ويضيف الإمام: “من خلال الحياة الشعبية في الحي الذي قضيت فيه طفولتي، انفتح عقلي الواعي والباطن، وهذا ساعدني كثيرًا عندما كبرت”. نقل عنه أشرف بيدس في كتابه “عادل إمام… النصر مستمر”: “دفعني فضولي منذ الصغر إلى مراقبة الحياة في الحي ورصد كل ظاهرة عن كثب. كنت مصممًا على ألا أدع أي ظاهرة تمر مرور الكرام. تنعكس كل هذه الملاحظات في أعمالي على جميع الشخصيات التي أجسدها اليوم”.
طوال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من 65 عامًا، ظل محبو عادل إمام في مصر والعالم العربي هم الركيزة الأهم في مسيرته الفنية. لقد دعموه، واحتفلوا به، ودعموه في معركته ضد المنتقدين. لقد احتضنوا عمله بعفوية جعلتهم البوصلة الوحيدة التي عرفها القائد واعتمد عليها طوال مسيرته المهنية.
– الضحك والمرح: ما يطلبه جمهور الزعيم من أفلامه
ويقول بيدس إن الجمهور الذي أحاط بعادل إمام لسنوات طويلة وحتى آخر أعماله لم يكن يبحث عن إجابة لأسئلة فلسفية أو وجودية أو عن فهم واضح لتناقض الإنسان فيما يتعلق بذاته وحريته، بل كان يبحث عن الضحك والمتعة والترفيه والخروج من أزمات الحياة ولو مؤقتا. كان لا بد للفن أن يكون أداة لتبسيط الحياة دون التورط في مفاهيم وتفسيرات معقدة. رفع عادل إمام شعار “من أهزمه ألعب ضده” بما يقتضيه كل عصر وكل مرحلة فنية، ورغم وجود أفلام رديئة إلا أنه لم يثنه ذلك عن جهده، مدركاً منذ البداية أن خطوة واحدة إلى الوراء في غيابه ستلقي به في ظل لن تشرق فيه شمس المجد مرة أخرى.
-الأفلام الناجحة.. مؤشر على النجاح بمقاييس عادل إمام.
استغل عادل إمام تراجع السينما بإنتاج وتقديم بعض هذه الأفلام. ومع تزايد قوة ذراعيه، أصبح في طليعة الأعمال التي تنقل القيم الاجتماعية، فضلاً عن الأبعاد السياسية والاقتصادية. خضع عادل إمام ببساطة لرغبات جمهوره وضميره الفني. كان لديه الوصفة السرية للنجاح وكان الانتقال من فيلم إلى آخر هو اهتمامه الرئيسي، والذي كان عازما على الحفاظ عليه. كلما عمل بشكل مستمر، كان يبقى حاضرا في المشهد، وكان النجاح من نصيبه، ولم يكن يقبل بغير ذلك.
وظل وفياً لتفسيره البليغ للمشهد السينمائي، وفي كل مرة كانت رهاناته ناجحة، أصبح أكثر وأكثر اقتناعاً برؤيته وأفكاره. لم يسمح لنفسه قط بأن تنجرف وراء نزوات القلة للتجربة، لأن شعبيته جعلته يشكك في خطواته ولا يفتح المساحات إلى حد لم تعد قوته تسمح به. لم يهتم بأي شيء قيل وكان مقتنعًا أن تسلسل الأدوار لا يعني سوى النجاح. لذلك كان مقياسه للحكم على موهبته هو زيادة أو ندر الأدوار. وعندما تمكن من بناء أساس متين وثابت، أصبح لديه رأي، ونصيحة، واعتراض، وموافقة، وإذن، لأن اسمه أصبح الآن يمثل الفيلم بأكمله.