هل جني بنوك مصر أرباحا بالمليارات نتيجة لتمويل الحكومة؟ رئيس مصرف أبوظبي الإسلامي يوضح

اجتاحت موجة من الغضب عدد من رؤساء البنوك المصرية أمس واليوم بعد أن أعلن الخبير الاقتصادي هاني توفيق أن أرباح البنوك بالمليارات جاءت من تمويل عملاء الدولة وليس من مشاريع الإنتاج الفعلية.
صرح هاني توفيق في منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك: “الأرباح بالمليارات التي تُنشر في الصحف – لا حسد أحدًا – نتجت عن إقراض الدولة. أما الأرباح الحقيقية التي يجب أن نفخر بها فهي تلك الناتجة عن تمويل المشاريع والتشغيل والتنمية والإنتاج والتصدير”.
اللوم يقع على الحكومة وليس البنوك.
دفع هذا توفيق إلى نشر توضيح إضافي على صفحته على فيسبوك: “إخواني رؤساء المصارف مستاؤون من منشور الأمس دون تحليل محتواه. لم يكن اللوم موجهًا إلى القطاع المصرفي بقدر ما كان موجهًا إلى الدولة لتقصيرها في إزالة العوائق أمام الاستثمار المباشر، ولتدهور حصتها من التمويل المصرفي مقارنة بتمويل عجز الموازنة”.
منذ العام الماضي، حققت البنوك أرباحاً قياسية تجاوزت 100%، وبعضها تجاوز 150%، وذلك بفضل تأثيرات تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار الفائدة.
تقوم البنوك بتمويل مشاريع واستثمارات القطاع الخاص بعد أن تثبت الدراسات جدواها الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يقومون أيضًا بتمويل أدوات الدين الحكومية (أذون الخزانة والسندات).
ظلم بحق آلاف موظفي البنوك
وعلق محمد علي الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الإسلامي مصر على مساهمة هاني توفيق قائلاً إن أرباح البنوك تأتي فقط من القروض الحكومية.
وقال محمد علي إن نسبة كافة أرباح البنوك إلى القروض الحكومية دون استثناء لا يعد إنصافا لجهود كافة موظفي البنوك. وهو جهد عشرات الآلاف من الأشخاص “الذين يبحثون يومياً عن فرص التمويل أو الائتمان في السوق، سواء للأفراد أو الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والمحلية والأجنبية وغيرها، على شكل مئات المنتجات”.
وأشار إلى أن “هذا لا يُنصف جهود العاملين في القطاع المصرفي، الذين يسعون يوميًا لتحسين مستوى الخدمة عبر جميع قنوات الاتصال لخدمة عملائنا بشكل أفضل. كما أنه لا يُنصف آلاف الموظفين في القطاع المصرفي غير العاملين في أقسام العمليات أو السياسات أو التحصيل أو التكنولوجيا”.
وأكد محمد علي أن من الظلم أيضاً لإدارة البنك وأعضاء مجلس إدارته أنهم لا يهتمون بالوظائف أو مصالح البلاد وإنما يبحثون فقط عن الربح.
لم يتم رفض تمويل أي عميل جيد.
وفي النقطة الثانية، أشار رئيس مجلس إدارة مصرف أبوظبي الإسلامي مصر إلى أن معدلات التمويل، وخاصة بالعملة المحلية، تعتمد على عوامل عديدة، منها ظروف السوق، وتوافر العملة، ورغبة العميل في الائتمان، وقدرته على السداد، وغيرها من العوامل.
وأكد: “لا يوجد عميل “جيد” لديه مشروع جديد أو عمل قائم مدروس جيدًا للمبيعات المحلية أو التصدير وترفضه البنوك. بل على العكس: جميع البنوك تبحث عن عملاء وترعاهم”.
وأوضح أن نسبة تمويل الودائع في مصرف أبوظبي الإسلامي بالعملة المحلية وصلت الآن إلى 67%.
وأضاف محمد علي: “يجب ألا ننسى أنه بالإضافة إلى الحد الأدنى لنسبة الاحتياطي، يجب علينا الحفاظ على نسبة السيولة المطلوبة البالغة 25% لحماية المودعين. ونأمل في تحقيق أعلى معدلات تمويل متاحة”.
وفي نهاية المطاف، يرى محمد علي أنه لا يمكن إنصاف النظام المصرفي والعاملين فيه بالحديث عنهم، لأن البنوك هي أفضل نظام في مصر.
وقال محمد علي: “أتمنى لو كانت الأمور بهذه البساطة وأن تتدفق جميع أموال البنوك إلى أوراق مالية دين ويمكن تحقيق الأرباح بأكبر قدر من السهولة”.
ويأتي جزء من أرباح البنوك من الاستثمارات في أدوات الدين مثل سندات وأذون الخزانة، والتي تصدرها الخزانة أسبوعيا. ومع ذلك، ونظراً لتوافر البدائل، فقد لجأت البنوك إلى تقليص تمويلها بسبب العائدات غير الجذابة على هذه الأدوات.
ومؤخرا، خفضت البنوك تمويل ديونها بعد أن سمح لها البنك المركزي بالاستثمار في الودائع الأسبوعية من دون حد أقصى للسيولة، وبعوائد تفوق عوائد أذون الخزانة والسندات.
ويعد الإيداع الأسبوعي أحد أدوات البنك المركزي لامتصاص السيولة الفائضة في السوق وبالتالي الحد من التضخم.