د. علي جمعة يفجّر مفاجآت عن توثيق السنة: الصحابة كانوا يحرصون على الكتابة فى عهد النبي

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، إن العلماء منذ صدر الإسلام حتى عصر الصحابة والتابعين حرصوا على تسجيل أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في حياته.
وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إلى حادثة مشهورة عندما جاء رجل اسمه “أبو شاه” وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب حديثه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتبوها لأبي شاه. وهذا دليل على أن الكتابة كانت موجودة منذ ذلك الوقت.
وأضاف جمعة، خلال حلقة بودكاست «ميت نور الدين» المذاع على قناة الناس، أن المتابعين أيضاً يهتمون كثيراً بجمع الأحاديث، مثل صحيفة وهب بن منبه التي تحتوي على نحو 132 حديثاً، والتي يعتبرها البعض مصدراً لصحيح البخاري. فمن قال إن البخاري جمع أحاديثه من العدم فعليه أن يعتمد على الأسانيد التاريخية الواضحة مثل هذه الصحيفة.
وأشار إلى أن بعض الصحابة كان يكتب الأحاديث، وبعضهم كان يعتمد على حفظه فقط. وهذا هو سبب اختلاف عدد الروايات التي رواها بعض الصحابة، فكان تدوينها يساعد على الحفظ ويسمى الآن (المذكرات)، وكان بعضهم يعتمد على الحفظ فقط، فتارة يتذكرها وتارة لا يتذكرها.
قال الدكتور علي جمعة إن عدد الصحابة الذين شهدوا حياة الرسول صلى الله عليه وسلم والذين يطلق عليهم الصحابة يبلغ نحو 114 ألفاً. وقد تم تسجيل عددهم في حجة الوداع، حيث بلغ عددهم 114 ألفاً، وهو عدد يمكن التحقق منه. وأضاف أن الصحابة كانوا ينقسمون إلى حلقات حسب قربهم من النبي صلى الله عليه وسلم. فمنهم من بقي معه سنوات وشارك في معارك كثيرة معه، ومنهم من لم يرهم إلا مرة أو مرتين.
وأضاف أن عدد الصحابة الذين نعرف أسماءهم يبلغ نحو 9500 صحابي، وذلك استناداً إلى البحث التاريخي والرواية والعقل. ومن بين هؤلاء لم يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا نحو 1720 صحابياً. وأوضح أن هؤلاء الصحابة الذين رووا أحاديث النبي هم الذين وردت أسماؤهم في كتب الحديث، مثل مسند الإمام أحمد، ومسند عبد الله بن مسعود، ومسند أنس بن مالك.
وتابع الدكتور علي جمعة: “أما الصحابة الآخرون، وعددهم نحو ثمانمائة صحابي، فلم يروي كلٌّ منهم إلا حديثاً واحداً، ومن بين ألف وسبعمائة وعشرين صحابياً، روى نحو ألف صحابي حديثاً واحداً أيضاً. وهذا مهم لأنه ردٌّ على المشككين في صحة السنة النبوية. فكيف يلتزم الإنسان بسنته طوال حياته ولا يلتزم إلا بحديث واحد؟!”
وأضاف: “هذا الحديث الواحد قد يكون سطراً واحداً أو حكمة بالغة، كقوله تعالى: (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).” إنها منهج حياة وسلوك شامل ينبغي للإنسان أن يحيا به. فهل يُعقل أن يُختصر كل ذلك في سطر واحد؟ وهذا يُظهر قوة التوثيق وحرص الصحابة والتابعين على اتباع السنة -رحمهم الله-.
اقرأ أيضاً
هل رفض الزوجة منح زوجها حقوقه الشرعية يعطيه الحق في اغتصابها؟ علي جمعة يجيب.
بالفيديو – علي جمعة يوضح حكم إجبار الزوجة على الجماع.