أنا ماحسّتش بحاجة!.. لماذا لا يشعر الجميع بالزلازل؟

في حين تحدث البعض عن وقوع زلزال صباح الأربعاء شعر به سكان القاهرة الكبرى لبضع ثوان، تساءل كثيرون: “لماذا لم نشعر به؟ هل حدث زلزال بالفعل؟” الجواب: نعم، وقع زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر جنوب جزيرة كريت في البحر الأبيض المتوسط، على عمق 76 كيلومترًا تحت سطح الأرض. ورغم أن التأثير امتد إلى محافظات القاهرة الكبرى، إلا أن البعض لم يشعر به إطلاقا. وهذا أمر طبيعي وأكثر شيوعًا مما قد يتصوره أحد.
في استطلاع للرأي أجرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز بعد زلزالين في جنوب كاليفورنيا في أوائل يناير/كانون الثاني 2024، قال حوالي 25% من 116 مشاركاً إنهم “لم يشعروا بالزلازل على الإطلاق”.
ولكن لماذا لا يشعر بعض الناس بالزلازل؟ هناك عدة أسباب لذلك:
نوع المبنى
ويقول الدكتور هشام العسكري أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظام الأرض بجامعة تشابمان إن إدراك الزلزال يعتمد على نوع الموجات الزلزالية والهزات الارتدادية الناتجة عنها والتي قد تصل إلى منطقة واحدة ولا تصل إلى أخرى. يوضح أن شخصين في نفس المبنى قد تكون لديهما تجارب مختلفة تمامًا. يشعر بعض الأشخاص بالزلزال، والبعض الآخر لا يشعر، واعتمادًا على الهندسة المعمارية، قد يتأثر مبنى معين بالزلزال بشكل أكثر حدة من المبنى المجاور له.
الموقع الجغرافي
يلعب موقع الشخص أثناء الزلزال دورًا كبيرًا. إذا كنت في طابق أعلى، فغالبًا ما ستشعر بالارتعاش بشكل أقوى مما لو كنت في طابق سفلي أو إذا كنت تمشي في الشارع.
اضطرابات حسية
تشير الدراسات إلى أن بعض الاضطرابات العصبية، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، قد تتسبب في أن يصبح الشخص أقل وعياً بالاهتزازات في بيئته لأنه معتاد على درجة معينة من الاضطرابات الحسية.
ومن ناحية أخرى، هناك أشخاص لديهم حساسية مفرطة للاهتزازات ويشعرون بها بسرعة أكبر من غيرهم.
شدة التركيز
بعض الناس منغمسون في مهامهم اليومية لدرجة أنهم لا يلاحظون من يتحدث إليهم، ناهيك عن حدوث زلزال. كلما زاد تركيزهم العقلي، قل اهتمامهم بالمحفزات الخارجية.
التركيب الجيولوجي للتربة
يقول أولي كافين، عالم الجيوفيزياء في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: “إن نوع الصخور الموجودة تحت أقدام الناس يمكن أن يغير بشكل كبير كيفية شعورهم بهزات الزلزال”. “يشعر الأشخاص الذين يعيشون على الأراضي الصخرية بالزلازل بشكل أكثر حدة من الأشخاص الذين يعيشون على الأراضي الرملية أو الصحراوية.”
وضع السكون أو الحركة
إذا جلست ساكنًا، فمن المرجح أن تشعر بالزلزال أكثر من إذا كنت تتحرك، مثل قيادة السيارة أو تشغيل مركبة. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يشعر الشخص المستيقظ بالرعشة أكثر من الشخص النائم.
بالإضافة إلى ذلك، تزداد احتمالية الشعور بالرعشة عند الجلوس في مكان هادئ مقارنة بالمكان الصاخب.