بعد مقتل الككلي.. كيف يرى الخبراء تأثير الاشتباكات على الوضع في ليبيا؟

علق خبراء غربيون اليوم على التطورات في العاصمة الليبية طرابلس عقب الاشتباكات الدامية التي قتل فيها رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي الليبي، عبد الغني الككلي الملقب بـ”غنيوة”، في مقر اللواء 444 قتالي التابع لمنطقة طرابلس العسكرية.
وشهدت مساء أمس اشتباكات استمرت لساعات بين كتائب مسلحة تابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية المنتهية ولايتها بقيادة عبد الحميد الدبيبة وجهاز دعم واستقرار المجلس الرئاسي، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. اندلعت الاشتباكات بسبب خلافات حول إدارة بعض مؤسسات الدولة في العاصمة.
*روفينيتي: السلطة لا تزال في أيدي الميليشيات.
وقال دانييلي روفينيتي، الخبير الإيطالي والمستشار الأول لمؤسسة ميد أور الإيطالية، إن اغتيال الككلي يظهر أن السلطة في طرابلس لا تزال في أيدي الميليشيات وليس المؤسسات الرسمية للدولة.
وأضاف روفينيتي في تصريحات لصحيفة الشروق أن “حكومة الدبيبة اعتمدت منذ تأسيسها على هذه الميليشيات دون أن تمارس عليها سيطرة فعلية أو تسعى إلى التكامل”.
ويرى الخبير الإيطالي البارز أن القضاء على الككلي لا يشير فقط إلى تنافس محلي، بل أيضا إلى إعادة تنظيم توازن القوى في غرب ليبيا، مما يشير إلى إعادة تنظيم محتملة للتحالفات وبداية إعادة هيكلة عسكرية أوسع.
وأضاف أن الوضع الحالي يوضح الحاجة الملحة إلى استراتيجية أمنية وطنية تركز على نزع السلاح ودمج الميليشيات في المؤسسات الأمنية الرسمية.
*هرشاوي: دبيبة يحاول ترسيخ هيمنة أكثر صرامة.
وأوضح جلال حرشاوي، وهو زميل مشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، أن هناك تقليداً في طرابلس يتمثل في عدم قتل زعماء الميليشيات منذ ثورة 2011 في ليبيا.
وأضاف حرشاوي في تصريح لـ”الشروق” أن بعض الميليشيات تتفكك، وأن قادة الميليشيات يضطرون أحيانا إلى مغادرة العاصمة وطردها منها. لكن بعد عام 2011، أصبح من النادر أن يُقتل القادة في طرابلس.
وأوضح حرشاوي أن الككلي ينشط في طرابلس منذ عام 2011 ويسيطر على جزء كبير من الضاحية الجنوبية للعاصمة.
ووصف الحرشاوي اغتيال الككلي بأنه “ديناميكية جديدة” في ظل سعي دبيبة إلى تعزيز شكل أكثر صرامة من السيطرة على طرابلس من خلال إظهار من هو المسؤول هناك.
*حكومة الوحدة تعلن أن الوضع تحت السيطرة.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الليبية المنتهية ولايتها، اليوم، سيطرتها الكاملة على منطقة أبو سليم، جنوب العاصمة طرابلس، بعد اشتباكات دامية قُتل فيها الككلي.
وقالت وزارة الدفاع بحكومة الوفاق الوطني في بيان لها إن العملية العسكرية في طرابلس انتهت بنجاح بعد السيطرة على منطقة أبو سليم حيث يوجد مقر وأغلب مقرات جهاز دعم الاستقرار. وأكد البيان أن القوات المسلحة تواصل عملها لضمان الأمن والاستقرار الدائم في العاصمة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن هدوءا حذرا ساد طرابلس صباح اليوم، لكن سمعت طلقات نارية متفرقة.
من جانبه أشاد الدبيبة بجهود الجيش والشرطة في حكومته في حفظ الأمن في العاصمة. وأعلنت وزارة الداخلية أن الوضع تحت السيطرة وأن الأجهزة الأمنية تبذل كل الجهود لحفظ الأمن والسيطرة على الوضع.
وأكدت الشركة العامة للكهرباء الليبية، أن الاشتباكات أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق حيوية بالعاصمة طرابلس.
*حكومتان في ليبيا
تعاني ليبيا من مشاكل أمنية متقطعة وسط الانقسامات السياسية المستمرة. هناك حكومتان: حكومة الوفاق الوطني برئاسة الدبيبة، ومقرها طرابلس، والتي تحكم الجزء الغربي من البلاد بأكمله. أما الحكومة الثانية، وهي حكومة أسامة حمد المعينة من قبل مجلس النواب ومقرها بنغازي، فهي تحكم كامل شرق البلاد والمدن الواقعة في الجنوب.
على مدى سنوات، فشلت الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، والتي يأمل الليبيون أن تؤدي إلى نقل السلطة إلى حكومة موحدة وإنهاء سنوات الصراع المسلح في البلاد.