الذهب ينتظر الانفجار الكبير: هل اقتربت لحظة الانطلاقة؟

منذ 23 ساعات
الذهب ينتظر الانفجار الكبير: هل اقتربت لحظة الانطلاقة؟

هدوء مؤقت أم بداية لانعكاس الاتجاه؟

يواصل الذهب، المعدن الثمين الذي كان دائمًا ملاذا آمنًا في الأوقات غير المؤكدة، تجربة فترة من الاستقرار والهدوء النسبي. بعد أن أحدث السهم ضجة في بداية العام وحقق مكاسب قوية، يبدو أن بريقه قد خفت بعض الشيء في الأسابيع الأخيرة. ولكن المراقب الدقيق لتطورات أسعار الذهب سوف يدرك سريعاً أن هذا التباطؤ ليس سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة.

ولم يكن تراجع زخم السوق راجعا إلى ضعف أساسيات أسعار الذهب، بل إلى الافتقار إلى المحفزات قصيرة الأجل. ومع ذلك، تظل العوامل الهيكلية الداعمة للطلب على الذهب قوية ومستمرة، وبالتالي فإن المعدن النفيس قد يكون جاهزا لارتفاع جديد في أي وقت.

لماذا تنخفض أسعار الذهب الآن؟

هناك عدة أسباب تجعل سعر الذهب يمر بمرحلة من التوحيد وعدم وجود اتجاه. ومن أهم أسباب ذلك ارتفاع شهية المخاطرة لدى المستثمرين، الذين أصبحوا أقل حاجة للاعتماد على الذهب كملاذ آمن. كانت البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة، وخاصة فيما يتصل بالتوظيف والإنفاق، إيجابية إلى حد ما، مما خفف من توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة في الأمد القريب وضغط على سعر الذهب.

ويراقب المستثمرون إجراءات بنك الاحتياطي الفيدرالي بحذر، إذ إن التباطؤ النسبي في التضخم والتحسن في بعض المؤشرات الاقتصادية قد يدفع صناع السياسات إلى التوقف مؤقتا قبل اتخاذ المزيد من الإجراءات. ويؤدي هذا التردد إلى تحديد سعر الذهب مؤقتًا، وإبقائه ضمن نطاق معين في انتظار إشارات أكثر وضوحًا من البيانات الاقتصادية القادمة.

ما الذي يمكن أن يحدث الفارق الحاسم بالنسبة للذهب؟

ويتجه الاهتمام الآن إلى التقارير الاقتصادية المقبلة، وخاصة تلك المتعلقة بالتوظيف والأجور والبطالة. وأي تدهور في هذه الأرقام ــ مثل انخفاض خلق فرص العمل أو زيادة معدل البطالة ــ قد يغير الوضع جذريا وينعش الطلب على الذهب، خاصة إذا كان من المرجح أن يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل طويلة الأجل تدعم استمرار الاتجاه الصعودي لسعر الذهب. وتشمل هذه العوامل، على سبيل المثال، استمرار مشتريات الذهب من جانب البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم كجزء من تنويع احتياطياتها، والانخفاض العالمي في أسعار الفائدة الحقيقية، مما يزيد من جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم وفقدان القوة الشرائية للعملات.

الذهب من منظور فني واستثماري

من الناحية الفنية، تشير التطورات الأخيرة إلى أن الذهب يتداول ضمن نطاق محدد، وهو ما قد يعني أنه في مرحلة توحيد قبل تحرك أكبر. إن الاختراق فوق مستوى المقاومة الحالي قد يشير إلى بداية اتجاه صعودي جديد، في حين أن أي انخفاض إلى مستويات الدعم القوية قد يوفر فرص شراء جذابة للمستثمرين الذين يؤمنون بقوة الذهب على المدى المتوسط والطويل.

وينبغي للمستثمرين والمضاربين أيضًا مراقبة تقلبات الدولار الأمريكي، حيث تظل العلاقة العكسية بين سعر الذهب والدولار عاملًا مهمًا. عادة ما يدعم ضعف الدولار ارتفاع سعر الذهب والعكس صحيح.

ما الذي ينبغي على تجار التجزئة الانتباه إليه الآن؟

التقارير الاقتصادية الأمريكية، وخاصة بيانات سوق العمل والبطالة تحركات مؤشر الدولار الأمريكي تصريحات من البنوك المركزية العالمية هل هناك مؤشرات على زيادة الطلب من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار؟ ينبغي على التجار التعامل مع الوضع الحالي بحذر وتخطيط وعدم الانخداع بالهدوء السائد. على الرغم من أن سعر الذهب يبدو راكداً، فإنه غالباً ما يفاجئ بارتفاعات سعرية مفاجئة عندما تتوفر الظروف المناسبة.

 


شارك