وزير الصحة يترأس أولى اجتماعات اللجنة العليا لوضع استراتيجية وطنية شاملة لسلامة المرضى

ترأس الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان الاجتماع الأول للجنة العليا لتحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى. حضر الاجتماع الدكتور أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والدكتور أحمد السبكي رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، وعدد من رؤساء الوزارات وممثلي الجهات المعنية. ويأتي اللقاء في إطار حرص الوزارة على تعزيز منظومة الجودة في المنشآت الصحية وتطبيق معايير الصحة المهنية وتحسين الرعاية الطبية المقدمة للمواطنين. ويتماشى ذلك مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للصحة وتحقيق رؤية مصر 2030.
وأكد الوزير خلال اللقاء على أهمية توحيد وتكثيف جهود مختلف المؤسسات في إطار تنسيقي وطني شامل لوضع ضوابط ومعايير واضحة تسهم في تدريب الكوادر الطبية المؤهلة والمدربة وتدعم التغيير المنشود نحو مزيد من سلامة المرضى والحد من الأخطاء البشرية. وأشار إلى ضرورة إنشاء لجان متخصصة لتقديم التوصيات ومتابعة تنفيذها في إطار تطوير استراتيجية وطنية شاملة لسلامة المرضى. ومن المقرر أن يتم اعتماد هذا القرار من قبل المجلس الصحي المصري وهيئة الاعتماد والرقابة الصحية وفقا للمبادئ التوجيهية الرسمية للبلاد.
وصرح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، بأن الوزير أكد أن تطوير هذه الاستراتيجية يعد خطوة حاسمة في تطبيق قانون المسؤولية الطبية، حيث أن سلامة المرضى جزء لا يتجزأ من هذا الإطار القانوني. وأكد أيضاً على أهمية التركيز على منع الأخطاء الطبية ورعاية الفئات الأكثر عرضة للمخاطر الصحية والالتهابات. وأشار أيضاً إلى تفعيل الإدارة العامة لسلامة المرضى ضمن الهيكل التنظيمي الجديد للوزارة، وذلك في ضوء التقديرات العالمية التي تشير إلى أن أربعة من كل مائة مريض في الدول النامية معرضون للإصابة بالعدوى في المرافق الصحية. ويتطلب ذلك تطبيق أفضل المعايير والممارسات الدولية.
وأشار المتحدث الرسمي للوزارة إلى أن الإدارة العامة لسلامة المرضى ستكون مسؤولة عن تنظيم الإجراءات وتوحيد المفاهيم والمعايير على كافة المستويات بهدف زيادة كفاءة المنظومة الصحية. وأكد أهمية نشر الدبلوم المهني في سلامة المرضى كمسار علمي يسهم في خفض معدل الأخطاء في العلاج، خاصة في ظل تزايد تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل في الدولة، والذي تشكل جودة الخدمات الطبية ركيزة أساسية فيه.
خلال الاجتماع، استعرض المشاركون تعريف منظمة الصحة العالمية لسلامة المرضى، وهو “غياب الضرر الذي يمكن تجنبه للمرضى والحد من خطر الضرر غير الضروري المرتبط بالرعاية الصحية إلى أدنى حد مقبول”. وتم التأكيد على أهمية توفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة. كما تمت مناقشة المقارنة بين تكاليف تطبيق معايير الجودة وتكاليف انتهاكها. وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، سيكون هناك ما يقرب من 134 مليون حدث سلبي سنويا في عام 2024، مما يؤدي إلى وفاة ما يقرب من 2.6 مليون شخص. وتقدر تكلفة الأخطاء الطبية بحوالي 42 مليار دولار سنويا على مستوى العالم.
وناقش الاجتماع أيضًا الأسباب الشائعة لإيذاء المرضى، واستعرض تجارب عدد من البلدان في تنفيذ مبادئ وممارسات سلامة المرضى، وناقش خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن سلامة المرضى (2021-2023). كما تم مراجعة الهيكل التنظيمي للجودة وسلامة المرضى بما في ذلك لجنة جودة الصحة ولجنة سلامة المرضى. وقد تم تحديد أهداف هذه اللجان في تحسين جودة الخدمات وتقليل المخاطر الطبية.
وأشار عبد الغفار إلى أنه تمت مناقشة تشكيل اللجان التنفيذية التي ستعمل في إطار الاستراتيجية، بما في ذلك لجنة التخطيط الاستراتيجي، ولجنة أبحاث جودة الصحة، ولجنة التقييم والمتابعة، ولجنة التنسيق والتعاون الدولي، ولجنة مراجعة التشريعات والقوانين. كما تم استعراض خارطة الطريق الأولية، بما في ذلك الجدول الزمني للتنفيذ، وتمت مناقشة التحديات الرئيسية، وخاصة الحاجة إلى تدريب العاملين في مجال الصحة. وفي هذا الإطار أعلن المجلس الأعلى للصحة المصري عن الانتهاء من إعداد ثمانية أدلة إرشادية.
كما ناقش الاجتماع أهمية توحيد المبادئ التوجيهية السريرية، مع التركيز على التنسيق بين وزارتي التعليم العالي والصحة. كما تم تسليط الضوء على التعاون المستمر بين الوزارة والمجلس الصحي المصري في تدريب الأطباء على استخدام الإرشادات الخاصة بطب الأطفال. كما تم اقتراح إنشاء مركز وطني لسلامة المرضى لتعزيز ثقافة السلامة الطبية في المرافق الصحية والتخفيف من المخاطر المرتبطة بها.