الأزهر وصناعة المصلحين.. تفاصيل المؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية العلوم الإسلامية للوافدين

• الأزهري: إن مصر والأزهر يمتلكان إرثاً تاريخياً من العقول التي نظرت إلى ما وراء مجال الرؤية البشرية. • عياد: ما تعيشه غزة اليوم هو أوضح مثال على تخلي العالم عن مبادئه الأخلاقية. • الصعيدي: الأزهر الشريف منذ أكثر من ألف عام هو ضمير الأمة وصوتها في وجه الظلم والاستبداد. • داود: السخرية والاستهزاء من عادة من يحبط الناس باستمرار.
افتتحت اليوم بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول بعنوان “الأزهر ونشأة المصلحين” والذي تنظمه كلية الدراسات الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين. ترأس المؤتمر فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
أكد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، أن استحضار التجارب الفكرية العظيمة في تاريخ الأزهر الشريف أمر ضروري لبناء مستقبل إصلاحي. واستشهد الأزهري بسيرة الشيخ حسن العطار، ووصفه بأنه «رائد في التفرد العلمي»، مهد الطريق لرؤية رفاعة الطهطاوي الإصلاحية، كما مهد الطريق لرؤية الدكتور عياد طنطاوي. كما مهد الطريق لرؤية رفاعة الطهطاوي في الإصلاح وبناء الجسور بين الحضارات.
ووصف الأزهر الشيخ حسن العطار بأنه زعيم المصلحين وإمام المحدثين، مؤكداً أن مصر والأزهر لديهما إرث تاريخي من العقول التي رأت ما وراء ما يراه الناس العاديون، وأن الإصلاح المستمر يبدأ بالتعامل مع هذه النماذج والاستلهام منها بروح عصرية.
من جانبه أوضح مفتي الديار المصرية الدكتور نذير عياد أن المؤتمر العلمي الدولي الأول بعنوان “الأزهر ونشأة المصلحين” يأتي في إطار الجهود المبذولة من المؤسسات الدينية في مصر ودورها في النهضة الثقافية والحضارية لمصر في العصر الحديث.
وأشار إلى أن هذا الحدث يسلط الضوء على دور المصلحين، وأن الأزهر كان ولا يزال منبراً للاعتدال.
وأوضح عياد أن صناعة الإصلاح ترتكز على ثلاثة محاور: أولاً الرؤية البعيدة والفهم الجيد، وثانياً تعزيز التفاعل الفكري مع العلوم والمناهج والتخصصات حتى يصبح الطالب على وعي كامل بالعلوم ويكون قادراً على التعامل معها برؤية معتدلة ومتوازنة. وأوضح أن المحور الثالث لتأهيل المصلحين هو اختيار المتميزين من طلاب الأزهر الشريف وإعطائهم اهتماما خاصا حتى يتمكنوا من رفع راية الوسطية والاعتدال مستقبلا. وأكد أن مواقف الأزهر الشريف كثيرة لا يمكن حصرها، سواء في دعم القضية الفلسطينية أو في نصرة المظلومين في العالم.
واعتبر أن ما نشهده اليوم من اعتداءات على الممتلكات والأرواح في قطاع غزة هو خير مثال على انسلاخ العالم عن مبادئه الأخلاقية، وأشار إلى الخطب الدورية للأزهر الشريف التي تذكر العالم بمبادئه الإنسانية.
وشدد المفتي على ضرورة تربية المصلحين في إطار متوازن بين التعاليم الدينية وتطورات العصر، مؤكداً أن التحديات لم تنته بعد، فنحن نعيش في عالم منفصل عن مبادئه ومعتمد على أهوائه.
أكدت الدكتورة نهلة السعيدي مستشارة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لشؤون الأجانب وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين، أن الأزهر لم يكن يوما مجرد مؤسسة تعليمية. لقد كان العراق منذ أكثر من ألف عام ضمير الأمة، وصوتها ضد الظلم والاستبداد، ومنارة المعرفة والإصلاح. وأشارت إلى أن خلق الفرد المصلح هو ذروة رسالته.
وأشارت إلى أن المؤتمر يمثل بداية مسيرة أكاديمية متواصلة من خلال اللقاءات والدورات والمنتديات التي تستضيفها الكلية. الهدف هو أن يظل الأزهر منارة مفتوحة لطلابه من مختلف دول العالم، يمثلون صوت الأزهر على الأرض، ويكونون سفراء له للإصلاح والخير أينما كانوا. وأشارت إلى أن إصلاح الأزهر سيتم من خلال عملية مؤسسية متصلة بجذور الأمة ومنفتحة على آفاقها. لا يتم تذكر حياة المصلحين لأسباب تاريخية، ولكن من أجل الفهم والتطبيق.
من جانبه أكد رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داوود أن فن الإصلاح هو فن الأنبياء، مستشهداً بقول الله تعالى: (إن أريد إلا الإصلاح في حدود استطاعتي). وأشار إلى أن الإصلاحات طريق طويل لا نهاية له، ولذلك حدده النبي شعيب بقوله: «على قدر استطاعتي».
وأشار سلامة إلى أنه في كل عصر لا يوجد إلا عدد قليل من المصلحين، لكن تأثيرهم كبير ونافع للأمة كلها. وأشار إلى أن القرآن الكريم يوضح كيف تم إعداد المصلحين بمواجهة رفض قومهم وسخريةهم منهم، ومع ذلك فقد صمدوا إيماناً برسالتهم.
وأكد أن السخرية والاستهزاء من عادة من يثبط همة الناس في كل زمان، فقال له شعيب عليه السلام: أليس فيكم رجل عاقل؟
وأكد أن طلاب الأزهر هم سفراؤهم وسيحملون رسالتهم أينما ذهبوا. ولذلك فإن الاهتمام بالأزهر الشريف يعني الاهتمام بالدين. ونقل عن محمد أبو موسى شيخ البلاغة قوله: (إن إصلاح الأزهر هو إصلاح للبيت المقدس).