غضب في الهند بعد إعلان ترامب اتفاق وقف النار مع باكستان دون علم مودي

منذ 2 شهور
غضب في الهند بعد إعلان ترامب اتفاق وقف النار مع باكستان دون علم مودي

كشفت وكالة بلومبرج للأنباء أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان أثار استياء واسع النطاق بين السياسيين الهنود، خاصة لأنه تم الإعلان عنه دون التشاور المسبق مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي. واعتبرت هذه الخطوة خرقا دبلوماسيا وانتهاكا لسيادة الهند وإضعافا لموقف البلاد تجاه قضية كشمير.

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها إن كبار المسؤولين في نيودلهي فوجئوا تماما بإعلان ترامب. وجاء ذلك عبر منشور له على منصته Truth Social. وأعلن فيها عن اتفاق وقف إطلاق نار “شامل وفوري” بين الجانبين، عقب تصعيد القصف المدفعي والصاروخي خلال أسبوع، والذي أسفر عن مقتل 60 شخصا من الجانبين.

ووصف بلومبرج خطوة ترامب بأنها “انتصار دبلوماسي لباكستان” من شأنه أن يضعف موقف مودي في الداخل والخارج، خاصة وأن الإعلان جاء في وقت حساس وأكدت باكستان والهند لاحقا الاتفاق. واعتبرت بعض الدوائر السياسية في نيودلهي هذا الأمر بمثابة إعادة تصميم لعملية التفاوض دون موافقة الهند.

وذكرت الوكالة أن مودي تحدث هاتفيا مع نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، لكنه لم يقدم التزاما واضحا بخفض التصعيد. وبدلاً من ذلك، أكد أن أي هجوم باكستاني آخر سوف يقابل بردود فعل قوية، مما يعكس تحفظات الهند بشأن أي اتفاقيات يتم التوصل إليها خارج إطارها.

كما أثار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو غضب المسؤولين الحكوميين الهنود عندما أعلن أن ممثلي الهند وباكستان سيجتمعون قريبا في مكان محايد لمواصلة المحادثات بشأن تهدئة الوضع. واعتبر المراقبون هذا بمثابة إضعاف لدور مودي في القضية الأمنية الأكثر أهمية بالنسبة لبلاده.

بدأ التصعيد الأخير في 22 أبريل/نيسان، عندما أدى هجوم مسلح على معلم سياحي شهير في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير إلى مقتل 26 شخصا. وتتهم الهند جماعة لشكر طيبة المدعومة من باكستان بالوقوف وراء الهجوم، في حين تنفي إسلام آباد أي تورط لها وتدعو إلى إجراء تحقيق دولي مستقل.

ويعد هذا التصعيد الأحدث في سلسلة التوترات المزمنة بين البلدين. ومع ذلك، فإن إعلان ترامب المفاجئ عن وقف إطلاق النار دون التشاور المسبق مع الهند يعكس تحولا في الديناميكيات الإقليمية ويثير تساؤلات حول توازن النفوذ الأميركي في جنوب آسيا.


شارك