غزة تموت جوعا.. كيلو الدقيق بـ10 دولارات ولتر الوقود بـ27

منذ 1 يوم
غزة تموت جوعا.. كيلو الدقيق بـ10 دولارات ولتر الوقود بـ27

ودفع الحصار الإسرائيلي ونقص الغذاء والدواء رئيس الوزراء الفلسطيني إلى إعلان غزة “منطقة مجاعة”، في حين ترتكب إسرائيل إبادة جماعية هناك منذ 19 شهراً.

 

خلال الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، وصلت أسعار المواد الغذائية الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، وصفت بأنها فلكية.

وقد أدى ذلك إلى تفاقم الأزمة المعيشية والإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية منذ أكثر من 19 شهراً.

وقال المواطن حسن رسمي لوكالة الأناضول: “سعر كيلو البطاطس 10.80 دولار، والبصل مثله، فيما يباع كيلو الطماطم بـ7.30 دولار، والباذنجان بـ8.10 دولار، والدقيق بـ9.45 دولار”.

وأضاف: “سعر كيس الدقيق (50 كيلوغراماً) أصبح الآن 400 دولار، وهو ما يعادل الراتب الشهري لأسرة بأكملها، وربما أكثر من ذلك بالنسبة للأغلبية”.

ويؤكد أن الأسعار لم تعد صادمة للفقراء فقط، بل إن حتى الأسر الغنية لم تعد قادرة على شرائها. ويزعم أن أغلب المواطنين يعيشون على ما تبقى لهم أو على ما يستطيعون المتاجرة به إذا كان متاحا.

في سوق يخلو تقريباً من الزبائن، تجول أحمد إبراهيم بين الأكشاك القليلة المتبقية، باحثاً عن كيلو من الدقيق يتناسب مع الحقيبة المتبقية لديه.

وقال لوكالة الأناضول للأنباء، إنه رأى رجلاً يستبدل ربع كيلو من القهوة التي يحتفظ بها في منزله بكيلو من الدقيق. يعكس هذا المشهد مدى الانهيار المستمر في مستويات المعيشة.

ويقول خالد عبد الرحمن إنه اشترى كيلو الدقيق بـ35 شيكل (9.45 دولار)، وهو كل ما تبقى لديه.

ويضيف وهو يقلب الكيس ويزيل السوس: “هذا الكيلو يساوي يومًا من الحياة. نأكله، حتى لو فسد، لأنه السبيل الوحيد”. ويتابع: «نخلطه مع الأرز أو المعكرونة حتى يشبع الأطفال.. المهم أن يناموا دون بكاء».

أما بالنسبة للوقود، فقد ارتفع سعر اللتر إلى 27 دولاراً، مما أجبر السكان على التخلي عن سياراتهم والاعتماد على الدراجات الهوائية والعربات التي تجرها الحيوانات لتلبية احتياجاتهم.

منذ الثاني من مارس/آذار، ارتكبت إسرائيل أكبر جريمة تجويع في قطاع غزة، بإغلاق المعابر أمام الغذاء والمساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والبضائع. وأدى ذلك إلى تدهور كبير في الوضع الإنساني للفلسطينيين، بحسب التقارير الحكومية والحقوقية والدولية.

وبحسب البنك الدولي فإن 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة يعتمدون كليا على مثل هذه المساعدات بعد أن أفقرتهم الإبادة الجماعية التي استمرت 19 شهرا.

وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في وقت نزح فيه أكثر من 90% من الفلسطينيين في قطاع غزة من منازلهم. وقد عانى البعض من هذا النزوح أكثر من مرة ويعيشون في ملاجئ مكتظة أو في العراء بلا مأوى، مما ساهم في انتشار الأمراض والأوبئة.

نحن نقترب من المجاعة.

المساعدات شحيحة واضطرت بنوك الطعام التي كانت تقدم وجبات بسيطة إلى الإغلاق بسبب استنفاد الإمدادات.

وقال محمد جميل لوكالة الأناضول للأنباء: “نحن نقترب من المجاعة”. “إن إمداداتنا لا تكفي لعدة أيام، والأطفال وكبار السن يواجهون موتًا بطيئًا وصامتًا”.

ويضيف الأب لخمسة أطفال: “في هذه الأيام، أصبح الطعام ترفًا. نعيش على خليط من الأرز والدقيق”. ويقول إن عائلته لم تتناول أي خضراوات منذ أكثر من أسبوع، وأن كل وجبة في منزله تتكون من خليط من بقايا الأرز وكميات صغيرة من الدقيق غير الصالح للاستهلاك البشري.

بصوت حزين، يُتابع: “بعض أكياس الدقيق تفوح منها رائحة العفن، لكنهم مضطرون لاستخدامها. نخلطها بالأرز أو المعكرونة ونحاول أن نملأ بطون الأطفال. المهم أن يناموا دون بكاء”.

ويتابع: “حتى هذه الوجبة أصبحت صعبة.. سعر كيلو الدقيق وصل إلى 35 شيكل (9.45 دولار)”.

وأعلنت منظمة مطبخ العالم المركزي التي تقدم الوجبات للناس في غزة منذ بدء الإبادة الجماعية، الأربعاء الماضي أنها لم تعد قادرة على إعداد وجبات جديدة لأن الحصار الإسرائيلي أدى إلى استنفاد إمدادات الغذاء وإمدادات الوقود اللازمة لطهي الوجبات أو خبز الخبز.

وأكدت المنظمة الدولية أن عملها لا يمكن أن يستمر دون موافقة إسرائيل على استيراد المساعدات، مشيرة إلى أنها أدخلت أكثر من 130 مليون وجبة و26 مليون رغيف خبز إلى غزة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.

وصف متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس الوضع في قطاع غزة بأنه “جحيم على الأرض” وحذر من انهيار وشيك للعمل الإنساني مع استمرار إسرائيل في إغلاق المعابر الحدودية ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين.

وقال هشام مهنا لوكالة الأناضول للأنباء: “أصبحت الحياة اليومية صراعا مستمرا من أجل البقاء وسط نزوح جماعي وفقدان الأحباء والحرمان من الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى”.

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الأربعاء الماضي، أن قطاع غزة أصبح “منطقة مجاعة” بسبب الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرة.

وجاء ذلك على خلفية تصريحات السفير الأميركي لدى إسرائيل بأن عملية توزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة دون تدخل تل أبيب “ستبدأ قريبا”، بحسب ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

ولم يكشف المسؤول الأميركي عن مواقع مراكز التوزيع. وكانت تفاصيل المبادرة الأميركية “مشبوهة”، خاصة وأنها تخدم نفس الهدف المعلن لإسرائيل مثل المبادرة الأخيرة التي روجت لها تل أبيب: “إخلاء السكان المدنيين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة”.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ووسط دمار هائل، قُتل وجُرح أكثر من 172 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين.


شارك