حرب تجارية بين واشنطن وبكين.. هل تتأثر أسعار النفط العالمية؟.. المستشار السابق للبنك الدولي يجيب

قال ماهر نيكولا الفرزلي، المستشار السابق في البنك الدولي، إن الولايات المتحدة تشهد تغيراً جذرياً في سياستها الاقتصادية، ينعكس في تصاعد الحمائية. وأشار إلى أن هذا التوجه ينذر بنهاية العصر النيوليبرالي، المبني على مبادئ التجارة الحرة والعولمة، التي روجت لها واشنطن بشكل كبير بعد الحرب العالمية الثانية. وأوضح أن التراجع عن هذه السياسات جاء نتيجة الغضب الاجتماعي المكبوت داخل الطبقة المتوسطة والطبقة العاملة، وخاصة في الدول الصناعية والزراعية، التي عانت من آثار العولمة خلال العقدين الماضيين.

وأضاف الفرزلي في مقابلة مع قناة القاهرة الإخبارية أن هذا الغضب الشعبي ترجم إلى صعود الحركات الاقتصادية الوطنية المطالبة بحماية الصناعات المحلية وتقليص الاعتماد على الاستثمار الأجنبي. وقد دفع هذا صناع القرار إلى إعادة النظر في النظام الاقتصادي العالمي الكلاسيكي. ويؤكدون أن هذا التغيير يعكس فقدان الثقة في النظام الاقتصادي النيوليبرالي ويمهد الطريق لاتجاه جديد يتميز بالتركيز على الاقتصاد المحلي وتقدير جديد لدور الدولة في حماية القطاعات الإنتاجية الوطنية.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أول من لاحظ بوادر هذا التغيير في مزاج سكان الولايات المتحدة، وبنى برنامجه الاقتصادي على رؤية حمائية مستوحاة من أفكار الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت. وأكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعاد مبدأ “أميركا أولا” من خلال سياسات تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وفرض الرسوم الجمركية على المنتجات المستوردة ودعم الصناعات الوطنية لمواجهة آثار العولمة وتفكيك سلاسل التوريد الخارجية.

وأضاف أن هذا التغيير لا يقتصر على الولايات المتحدة، بل يمتد إلى القوى الكبرى مثل الصين، التي تسعى إلى “قومية اقتصادية هادئة” من خلال مبادرات ضخمة مثل مبادرة الحزام والطريق، والتي تهدف إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي العالمي مع الحفاظ على حماية صناعاتها المحلية. وأكد أن المملكة العربية السعودية تسير في هذا الاتجاه أيضاً من خلال رؤيتها 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وزيادة الإنتاج المحلي، بما يعكس توجهاً عالمياً جديداً نحو تقوية الاقتصادات الوطنية على حساب النموذج التقليدي القائم على الانفتاح المطلق.