جهاز شئون البيئة: الصناعة الخضراء ضرورة ملحة لتعزيز التنافسية وتقليل الأعباء البيئية

منذ 3 ساعات
جهاز شئون البيئة: الصناعة الخضراء ضرورة ملحة لتعزيز التنافسية وتقليل الأعباء البيئية

أكد الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لهيئة البيئة المصرية، أن التحول إلى الصناعة الخضراء لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحة لزيادة القدرة التنافسية للقطاع الصناعي المصري وتقليل الأثر البيئي ودعم الوصول إلى الأسواق العالمية. وأشار إلى أن اعتماد الممارسات المستدامة مثل كفاءة الموارد والطاقة وتطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري من شأنه أن يحسن قدرة الصناعة على مواجهة التحديات المستقبلية في مواجهة تغير المناخ والتغيرات الاقتصادية.

جاء ذلك خلال مشاركة أبو سنة نيابة عن وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد في حفل إطلاق مبادرة الصناعة الخضراء: تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الدائرية في جنوب البحر الأبيض المتوسط. ويتم تنظيم المبادرة بالتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) وبتمويل من الاتحاد الأوروبي. أقيم الحفل بمقر وزارة الصناعة بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت رعاية الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل وبحضور ممثلي المفوضية الأوروبية واليونيدو وعدد من الجهات ذات الصلة.

وأوضح أبو سنة أن المبادرة تهدف إلى دعم الصناعة المصرية في التحول إلى ممارسات مستدامة تقلل من التأثيرات البيئية وتعزز النمو الاقتصادي. ويتم تحقيق ذلك من خلال استخدام التقنيات النظيفة وتحسين كفاءة الطاقة وإعادة استخدام الموارد. يساعد هذا على خلق بيئة أكثر أمانًا للعمال وتحسين جودة الهواء والمياه حول المناطق الصناعية.

وأشار إلى أن وزارة البيئة، من خلال هيئة البيئة المصرية، نفذت عدداً من البرامج لدعم الصناعة المستدامة خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها برنامج مكافحة التلوث الصناعي، الذي يموله بنك الاستثمار الأوروبي والمفوضية الأوروبية وبنك التنمية الألماني والوكالة الفرنسية. وقد قدم البرنامج تمويلاً بقيمة 550 مليون يورو واستفاد منه أكثر من 600 مصنع صناعي من خلال مشاريع لمنع التلوث البيئي ومعالجة مياه الصرف الصناعي وتحسين كفاءة الطاقة.

وأشار إلى أن صندوق حماية البيئة قدم قروضاً ميسرة بلغت قيمتها مليار جنيه مصري في إطار آلية الائتمان الدوار التي تديرها جمعية الصناعات المصرية وجهاز حماية البيئة لتمويل تطوير وتحديث المنشآت الصناعية، وخاصة في قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة. وقد ساهم ذلك في خلق آلاف الوظائف الجديدة، وتعميق التصنيع المحلي، وزيادة فرص التصدير.

وأعلن الرئيس التنفيذي عن استكمال خارطة طريق إزالة الكربون في أربعة قطاعات صناعية رئيسية: الأسمنت، والأسمدة، والحديد والصلب، والألمنيوم. وتحدد هذه الخريطة التشريعات والدعم الفني اللازمين لخفض الانبعاثات في هذه القطاعات. وبالإضافة إلى ذلك، يجري إعداد استراتيجية وطنية للاقتصاد الدائري، تركز على تعظيم إعادة الاستخدام والاسترداد، وخاصة في القطاعات الصناعية.

وأعلن أبو سنة عن إطلاق مرحلة تمويلية جديدة باسم “برنامج الصناعات الخضراء المستدامة” بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار والوكالة الفرنسية للتنمية. ويبدأ تنفيذ البرنامج، الذي تبلغ قيمته 271 مليون يورو، هذا العام ويستمر لمدة خمس سنوات. سيقدم البرنامج الدعم الفني والمالي للمشاريع الصناعية التي تهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحديث خطوط الإنتاج وتعزيز الاقتصاد الدائري.

وأوضح أن البرنامج الجديد سيقدم أيضاً الدعم الفني للمؤسسات الحكومية والقطاع المصرفي في إيجاد آليات التمويل الأخضر للقطاع الصناعي.

واختتم الدكتور علي أبو سنة كلمته بالإشادة بالتعاون البناء بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي واليونيدو والذي أدى إلى نتائج ملموسة في دعم الصناعات الخضراء. وأشار إلى أن مبادرة الصناعة الخضراء تكمل الجهود المبذولة منذ فترة طويلة وتشكل حجر الأساس لخلق اقتصاد أكثر استدامة قادر على التكيف مع التحديات البيئية العالمية.


شارك