مطالب حزبية للحكومة بإعادة النظر في مواد مشروع قانون الإيجار القديم

تعتزم منظمة حماة الوطن تقديم مقترحات يقترح الجبهة الوطنية الحد من قيمة الإيجار إلى زيادة حصرية وتأسيس هذه الزيادة على مؤشرات حقيقية وقيم مرجعية. الوفد: تم تجاهل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لإنهاء عقود الإيجار.
دعت عدة أحزاب الحكومة إلى إعادة النظر في بعض أحكام مشروع قانون الإيجار القديم. ويأتي ذلك في أعقاب التصعيد الأخير للاعتراضات على بنود زيادة الإيجار، وبند زيادة الإيجار السنوية، وبند إنهاء عقد الإيجار لمدة خمس سنوات.
قال حزب حماة الوطن إنه تابع جلسات الحوار العام التي عقدت في مجلس النواب لمناقشة مشروع تعديل الحكومة لقانون الإيجار القديم، والاعتراضات التي أثيرت خلال المناقشات على بعض المواد المقترحة.
ودعا الحزب في بيان أصدره اليوم إلى مراجعة المادة الخاصة بزيادات الإيجارات. وتتضمن مقترحات الحكومة زيادة الإيجار إلى 20 ضعف الإيجار، ولكن بحد أدنى 1000 جنيه مصري. ودعت أيضا إلى إعادة النظر في قضية تحرير الإيجارات خلال خمس سنوات بهدف تحقيق السلم الاجتماعي.
وأشاد الحزب بموقف مجلس النواب الذي فتح باب الحوار مع المجتمع بمشاركة كل المختصين والخبراء، وأكد على أهمية تحقيق التوازن دون تفضيل طرف على آخر.
أكد حزب حماة الوطن أنه عقد في وقت سابق جلسة حوارية حول تعديل قانون الإيجار القديم، بعد أن قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية تثبيت الإيجارات. واختتم الحزب بسلسلة من التوصيات بشأن هذه القضية سيتم رفعها إلى مجلس النواب عبر الكتلة البرلمانية لإدراجها ضمن التعديلات المقترحة.
وطالب حزب “مستقبل وطن” بأغلبيته البرلمانية في مجلس النواب، أول من أمس، بمراجعة قانون الإيجار القديم. ويأتي ذلك انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية للحزب تجاه المواطنين، وخاصة تجاه العائلات التي ستتضرر في حال إقرار مشروع القانون بصيغته الحالية.
وقال الحزب في بيان: “إن الأغلبية البرلمانية عبرت عن موقف الحزب بشأن ضرورة مراجعة قانون الإيجار القديم، وخاصة أحكامه بشأن زيادات الإيجار المخطط لها للوحدات السكنية وفترة الخمس سنوات لإصدار عقود الإيجار”.
من جانبه، أكد حزب الجبهة الوطنية أنه تابع باهتمام وتقدير مشروع القانون الذي قدمته الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون الإيجار القديم استجابة للحكم الأخير للمحكمة الدستورية العليا. وخاصة أن القانون يمس مصالح ملايين المواطنين؛ سواء كان الأمر يتعلق بالمستأجرين أو الملاك، فهو مرتبط بالسلم الاجتماعي ويجب أن تؤخذ متغيرات عديدة في الاعتبار حتى يمكن دراسته وتنفيذه بما يحقق التوازن العادل بين حقوق الطرفين، ويحافظ على الأبعاد الاجتماعية والإنسانية ويمنع تحول المشكلة من اقتصادية إلى إنسانية.
وأكد الحزب في بيان له على أهمية معالجة هذه القضية. وعقد المجلس أمس جلسة موسعة بهذا الشأن، حضرها أيضاً أمناء وأعضاء لجنتي الإسكان والتشريع والفتوى الدستورية. ترأس الاجتماع رئيس الحزب الدكتور عاصم الجزار. حضر اللقاء الأمين العام الأستاذ القصير وعدد من قيادات الحزب. وسبق الاجتماع عدة اجتماعات مشتركة للجنتين.
وبعد مناقشة كافة الجوانب ذات الصلة بالموضوع، أعرب الحزب عن تقديره العميق للحكومة على شجاعتها في معالجة هذه المشكلة المتصاعدة، وعلى استجابتها السريعة لتنفيذ حكم المحكمة الدستورية، الذي يلزمها بالموافقة على التعديلات قبل نهاية الدورة البرلمانية الحالية. وفي الوقت نفسه، طالب الحزب بأن تقتصر المرحلة الحالية على مراعاة آثار حكم المحكمة الدستورية بعدم دستورية القيمة الإيجارية الثابتة، وأن يشير القانون الجديد فقط إلى تغير القيمة الإيجارية بزيادة تستند إلى مؤشرات حقيقية وقيم مرجعية.
ودعا إلى تأجيل جميع الاعتبارات الأخرى، مثل الفترة الانتقالية والوضع بعدها، إلى الدورة البرلمانية القادمة للسماح بمزيد من الدراسة للموضوع، وحتى تتوفر بيانات كمية ورقمية محدثة عن الحالات الخاضعة لأحكام القانون الجديد. وتشمل هذه المرحلة على وجه الخصوص حالات الوحدات المغلقة، أو الوحدات التي تم تغيير الغرض من استخدامها خلافاً لاتفاقية الإيجار، أو الوحدات التي تم بيعها إلى أطراف ثالثة.
وطالب الحزب الحكومة بتوفير بيانات إحصائية دقيقة ومحدثة عن الشقق الخاضعة لأحكام قانون الإيجار الجديد وتوزيعها وعدد الشقق المغلقة ونوع المستأجرين وهل هم من الجيل الأول كما حدده حكم المحكمة الدستورية عام 2002. هل هو الجيل الثالث أم هناك أحزاب أخرى؟ ويحتوي أيضًا على بيان بالحالة الاجتماعية وأعمار المستأجرين. ويمكن أيضًا استخدام القانون الجديد الذي أنشأ الرقم القومي للعقارات في مصر، إذا تم تنفيذه، لتوفير هذه المعلومات.
وأوضح الحزب أن مشروع القانون المقترح لا يتضمن آليات محددة وواضحة لمعالجة الأوضاع بعد الفترة الانتقالية، مما قد يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من المواطنين، خاصة كبار السن والمتقاعدين الذين لن يتمكنوا من دفع الإيجار بعد انتهاء الفترة الانتقالية. وبالإضافة إلى ذلك، يتم دراسة إمكانية توفير سكن بديل مناسب لهم.
وأكد أن الأزمة يجب أن تعالج على مرحلتين: المرحلة الأولى تتمثل في تخفيض القيمة الإيجارية، وهو ما يتم تنفيذه حالياً وفقاً لحكم المحكمة الدستورية، بضوابط تعتمد على مراجع حقيقية، مع إعطاء الأولوية للحالات الثلاث المذكورة سابقاً: الإغلاق، أو تغيير الاستخدام، أو البيع لأطراف ثالثة. أما الخطوة الثانية فهي إقرار قانون شامل، بعد توافر البيانات التفصيلية المحدثة وتحديد مؤشرات ونتائج تنفيذ المرحلة الأولى، مما يساهم في إيجاد التوازن بين الطرفين، وتحفيز الاستثمار في الأصول العقارية وتنشيط السوق العقاري.
من جانبه أكد رئيس حزب الوفد عبد السنيد يمامة أنه كلف الكتلة البرلمانية لحزبه بمجلس النواب بالمشاركة الفعالة في مناقشات اجتماعات اللجنة المشتركة للجنتي الإسكان والحكم المحلي والتشريع بمجلس النواب لمناقشة مشروعات القوانين رقم 4 لسنة 1996 ورقم 49 لسنة 1977 ورقم 136 لسنة 1981 المقدمة من الحكومة.
وأكد رئيس الوفد أن مشروع قانون الإيجارات القديمة الذي تقدمت به الحكومة هو رد فعل وتنفيذ لحكم المحكمة الدستورية العليا لسنة 2024 وهو التزام قانوني لا يمكن إنكاره. إلا أن النطاق المحدد في نصوص هذا المشروع حصر المشكلة في ارتفاع قيم الإيجار وانتهاء عقود الإيجار بعد خمس سنوات من تاريخ نفاذ القانون. وتم تجاهل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن إنهاء عقود الإيجار، وأعباء زيادات الإيجار، وما يرتبط بذلك من تهديد للسلم الاجتماعي.
وأضاف اليمامة أن القانون يهمل أيضاً دور الدولة التي يجب أن تضمن وجود توازن داخل القانون، وعدم محاباة طرف على آخر، ومراعاة مصالح المستأجرين.
وأكد رئيس الوفد أن الحزب لا يفكر إلا في مصلحة الوطن والمواطن والصالح العام، خاصة وأن القانون يعالج قضية هامة تمس ثلاثة ملايين وحدة سكنية يقطنها أكثر من 12 مليون مواطن. ويتعلق الأمر أيضًا بالظروف التي، على الرغم من أنها تبدو مستقرة، إلا أنها في الواقع غير عادلة من وجهة نظر أحد طرفي عقد الإيجار. ولكن المسؤول عن هذا ليس المستأجرون، بل الدولة على مدى فترة 70 عاماً.
وتابع اليمامة: “ولهذه الأسباب قرر الحزب وبشكل عاجل عقد اجتماع للجنة الشؤون التشريعية والدستورية وكتلة الحزب البرلمانية في مجلسي النواب والشيوخ لمناقشة بنود المشروع واقتراح صيغة تحقق التوافق العام والسلم الاجتماعي”.
أكدت النائبة ريهام عبد النبي، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، خلال جلسات الاستماع الأخيرة لمشروعي قانون تنظيم عقود الإيجار اللذين تقدمت بهما الحكومة، على أهمية إصدار قانون جديد للإيجارات القديمة بشكل متوازن يراعي الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للمستأجرين مع ضمان حماية حقوق الملاك. وأكدت أن العدالة الاجتماعية والاستقرار الاجتماعي لا يتحققان إلا بالتوازن بين الطرفين.
وأكدت على ضرورة إجراء دراسة شاملة لتحديد الأثر الاجتماعي المتوقع للمادة الخامسة من مشروع القانون المتعلقة بالإخلاءات. ودعت إلى الاستعانة بالبيانات والآراء من الجهات ذات الصلة مثل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمجلس القومي لحقوق الإنسان لضمان تقديم صورة شاملة للمجلس عند مناقشة مشروع القانون.
وأضافت أن البعد الاجتماعي يجب أن يكون حاضرا بقوة خاصة في المادتين (5) و(7) من المشروع، حيث تتولى وزارة التنمية المحلية بالتنسيق مع وزارة الإسكان والمرافق تحديد الأراضي المناسبة لإقامة مشاريع الإسكان، بهدف إتاحتها لصندوق الإسكان الاجتماعي لبناء وحدات سكنية جديدة تساهم في تطبيق القانون دون الإضرار بالفئات محدودة الدخل.