نقابة المهندسين بالجيزة تكشف تفاصيل كارثة اشتعال خط الغاز بطريق الواحات: إهمال جسيم وتقصير خطير

منذ 19 ساعات
نقابة المهندسين بالجيزة تكشف تفاصيل كارثة اشتعال خط الغاز بطريق الواحات: إهمال جسيم وتقصير خطير

– النقابة: اللجنة الفنية المتواجدة بالموقع توصلت إلى أن الإهمال الجسيم وراء الحرائق والضحايا. انهار أحد المقاولين وقام بردَم خط الأنابيب دون سابق إنذار. النتيجة: تسرب وحرائق مميتة. – غياب تام لإشارات التحذير ومخالفة واضحة لمعايير الصحة والسلامة المهنية. – إعداد تقرير فني شامل وتقديمه إلى الجهات المحاسبية المختصة. دعوات لزيادة الضوابط وإجراءات السلامة في أماكن العمل الحيوية

 

على إثر الحادث الأليم الذي وقع بمنطقة غرب سوميد بطريق الواحات نتيجة حريق خط غاز وأسفر عن وفيات وإصابات، باشر فرع نقابة المهندسين بمحافظة الجيزة على وجه السرعة التحقيق في الأمر وممارسة مهامه الاستشارية والإشرافية وفقاً لأحكام قانون النقابة رقم 66 لسنة 1974.

وكشفت زيارة ميدانية قامت بها لجنة فنية متخصصة من النقابة، الأربعاء، عن عدد من المخالفات والإهمال الذي أدى إلى الكارثة.

 

اللجنة الفنية للمهام الطارئة

تشكلت اللجنة من قبل النقابة برئاسة الأستاذ الدكتور محمد مصطفى الفحام وضمت المهندسين الاستشاريين هدى صابر ومصطفى محمد مصطفى ومبروك عبدالله عامر ومحمد عبد الحميد كامل بالإضافة إلى المستشار القانوني للنقابة الأستاذ محمود ربيع.

وفور تلقيها التقرير، توجهت اللجنة إلى موقع الحادث، حيث أجرت معاينة شاملة للموقع، واستمعت إلى أقوال العاملين في الموقع وعدد من شهود العيان.

 

حادث يبدأ بالإهمال وينتهي بالكارثة

وبحسب وثائق اللجنة فإن الحادث بدأ عندما كان أحد المقاولين يستخدم رافعة لتنفيذ أعمال حفر في الموقع، ما أدى إلى انفجار أنبوب الغاز المغذي للمنطقة. وبدلاً من الإبلاغ عن الكسر أو اتخاذ إجراءات السلامة، قام بملء الخط المكسور دون إبلاغ السلطات المعنية، مما تسبب في تسرب هائل للغاز الطبيعي.

وفي صباح اليوم التالي، وبينما كانت أعمال أخرى تجري في نفس المنطقة، لاحظ العمال والمارة رائحة غاز قوية. ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء أو إخطار خدمات الطوارئ. ونتيجة لتشبع الهواء بالغاز، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة وحركة المرور الكثيفة في المنطقة المحيطة بموقع الحادث، حدثت كارثة إنسانية. وأدى الحادث إلى اندلاع حرائق ضخمة أدت إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

 

عدم وجود تحذيرات كاملة وسوء إدارة الموقع

وفي تقريرها الأولي وجدت اللجنة أنه لم تكن هناك أي إشارات أو تحذيرات تشير إلى وجود خط أنابيب غاز في الموقع أو طبيعة الأعمال التي يتم تنفيذها هناك. ويشكل هذا انتهاكا صارخا للمعايير الدنيا للسلامة المهنية. علاوة على ذلك، تم التأكد من أن موقع البناء لم يتم تأمينه وفق المعايير الفنية المعتادة، وأن المقاول المسؤول لم يتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة أثناء أعمال الحفر وبعد الكسر.

 

الحركات النقابية لضمان المساءلة ومنع التكرار

وأكد فرع نقابة المهندسين بالجيزة في بيان رسمي، أنه يقوم حالياً بإعداد تقرير فني مفصل يتضمن كافة الملاحظات والمخالفات التي تم رصدها خلال التفتيش، بالإضافة إلى التوصيات الفنية اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.

وأضافت النقابة أنها بصدد التواصل مع كافة الوزارات والهيئات المعنية، وفي مقدمتها وزارة البترول والثروة المعدنية، ووزارة الإسكان، ووزارة التنمية المحلية، لاتخاذ الإجراءات القانونية والفنية اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن الحادث، سواء المقاول أو الجهات الرقابية ذات الصلة.

 

دعوات لتفعيل الإجراءات الأمنية وتشديد الرقابة

وطالبت النقابة في بيانها بتفعيل آليات المراقبة في مواقع البناء ومواقع الحفر، خاصة القريبة من شبكات الغاز أو المنشآت الحيوية. وأكدت على ضرورة أن يكون لدى جميع المقاولين علامات تحذيرية واضحة وخطط طوارئ قبل البدء بالعمل.

 

يجب أن نتعلم دروسًا قاسية

ويسلط الحادث الذي وقع على طريق الواحات الضوء على قضية الإهمال في مواقع البناء، ويؤكد على ضرورة التزام المقاولين والجهات المنفذة بأعلى معايير السلامة المهنية. وبينما يستعد الاتحاد لتقديم نتائج تحقيقه إلى السلطات المعنية، فإننا نأمل أن تكون هذه الكارثة بمثابة جرس إنذار حقيقي لإصلاح نظام الرقابة والسلامة قبل أن ندفع ثمنه مرة أخرى بموت الأبرياء.

 


شارك