محمد على رزق: حققت حلما جديدا «فى يوم وليلة».. ولا أستطيع البعد طويلا عن المسرح

تم التعامل مع الجزء الثاني من “غودر” بشكل غير عادل. أتمنى أن يتم عرض الثلاثين حلقة في موسم واحد. أرتجل على خشبة المسرح ضمن حدود النص المكتوب وتحت إشراف المخرج. ألعب دور صحفي في فيلم “في وضح النهار” مع مينا مسعود.. العمل في السينما والمسرح مليء بالعواطف.
يفضل الفنان محمد علي رزق وصف العمل في المسرح بأنه بمثابة «صالة ألعاب رياضية» بالنسبة للفنان، حيث يتوجب عليه الذهاب إليها بين الحين والآخر للتدرب على التفاعل مع الجمهور. ولذلك يعيش رزق حالياً حالة فنية مختلفة من خلال مشاركته في العرض المسرحي “في يوم وليلة” والذي يجسد فيه شخصية تحقق أحد أحلامه الفنية. ويشاركه في العمل الكاتب والمخرج محمد عبد الستار الذي يعتبره مخرجاً مسرحياً مهماً على الساحة العربية. وفي حواره مع الشروق، نفى محمد علي رزق الاعتماد على الارتجال أو التدخل في السيناريو، إلا في حدود معينة وتحت إشراف صناع العرض المسرحي. وكشف أيضًا عن الأحلام والطموحات التي يتمنى تحقيقها.
< كيف جاءت مشاركتك في “في يوم وليلة”؟
أنا صديق للمخرج ومؤلف المسرحية محمد عبد الستار، وأحرص دائمًا على حضور بروفاته. وأعتقد أنه خلال سنوات قليلة سيصبح مخرجاً مهماً في المشهد المسرحي العربي. لقد أحسست بذلك بعد أن قدم مسرحية “بعيداً عنك” التي كتبها وأخرجها وحصلت على جائزتين في المهرجان الوطني للمسرح. وبالصدفة التقيت بصديقي الفنان ياسر الطوبجي مدير المسرح الكوميدي، الذي عرض علي دوراً في مسرحية كوميدية. أعربت عن رغبتي في العمل مع المخرج محمد عبد الستار، خاصة أنني لم أذهب إلى المسرح منذ عامين بعد عرض مسرحية “كاليجولا” في مسرح الشباب، ومن طبيعتي لا أريد أن أبتعد عن المسرح لفترة طويلة.
< ما الذي دفعك إلى لعب دور “أكرم” في هذا المسلسل؟
أعجبتني هذه الشخصية، على الرغم من أن أكرم ليس مثلي في سلبيته وعدم قدرته على مواجهة مشاكله وقبول الواقع. وفي الوقت نفسه، أعجبني أيضًا تحرره من قيوده وتحوله اللاحق إلى شخص إيجابي عندما بدأ يحب بصدق. هو إنسان ينسحب إلى حياة تتسم بالانضباط الزائد عن الحد، ولا يفعل فيها شيئاً سوى عمله. عندما يلتقي بأشخاص يعتبرهم غريبي الأطوار، فإنه يقبلهم لأنه يدرك أن لديهم حلمًا يحاولون تحقيقه.
< الشخصية تبحث عن الحرية طوال العرض. ما هو مفهوم الحرية بنظرك؟
منطق الحرية هو أن تفعل ما تحب، عندما تحبه، دون أن تؤذي أحداً. في المسرحية، قام أولئك الذين غيّروا حياة أكرم بتطبيق هذا المبدأ وفعلوا ما يحبونه وما يناسبهم في ذلك الوقت دون أن يضروا أحداً. بالنسبة لي، مفهوم الحرية يشبه هذه الفكرة العامة.
كيف كان رد فعل الجمهور تجاه شخصية “أكرم”؟
الجمهور عمومًا يحب القصص الحلوة وقصة العرض بسيطة ومسلية. لقد تلقيت ردود فعل إيجابية وكنت حريصًا على التواصل معهم فورًا بعد العرض.
< لماذا حرصت على تقديم الكوميديا الخفيفة مرة أخرى؟
– سبق أن قدمت مسرحية “يومك سعيد” مع المخرج خالد جلال على خشبة المسرح القومي، ولكن هذه المرة كانت الكوميديا الخفيفة مع مسرحية “في يوم وليلة” مختلفة. لم أشعر بأنني ألعب دورًا تمثيليًا، بل كنت أشعر وكأنني شخص عادي، لديه أحلامه ومخاوفه الخاصة، مثل العديد من الشباب.
< هل ارتجلت أثناء العرض أم التزمت بالنص؟
لم أتدخل في السيناريو إطلاقا، لأن الكاتب والمخرج لديهما وجهة نظرهما الخاصة. إما أن أقبل النص كما هو أو أعتذر عنه. أما فيما يتعلق بالارتجال، أود أن أوضح لكم أننا كفنانين نرتجل أحيانًا على المسرح، ولكن في إطار التزامنا بالنص المكتوب ودون المساس بمعناه. وللعلم، في كثير من المواقف، يتم الارتجال تحت إشراف مخرج العرض وكاتبه.
< ما هي الشخصية التي ترغب في لعبها على المسرح؟
– كان لدي أربعة أحلام في المسرح، ثلاثة منها تحققت. أولها كان التمثيل ولعب الدور الرئيسي في مسرحية من إخراج خالد جلال، ومع مسرحية “ليلة سعيدة” تحقق هذا بالفعل. الحلم الثاني كان أن يكون هناك ملصق على باب المسرح الوطني حيث قدمت أول مسرحية احترافية لي، “صانع الأحذية ملكًا”، عام ٢٠٠٧. الحلم الثالث كان عرض قصة “كاليجولا”، الإمبراطور الروماني، مسرحيًا، وقد تحقق هذا الحلم بالفعل عام ٢٠٢٢ على المسرح العائم، من إنتاج مسرح الشباب، البيت الفني للمسرح. بينما أنتظر تحقيق حلمي الرابع، والذي تم تأجيله حتى أصبح في السن المناسب للعب دور شايلوك في تاجر البندقية.
< هل يعني هذا أن هذه الأحلام هي أكبر طموحاتك للعمل في المسرح؟
– بالتأكيد لا. المسرح هو بيتي ولا أستطيع تركه. أتأكد من استضافة عرض مسرحي من وقت لآخر، ولكنني لا أخفي حقيقة أنني أحب الدراما التلفزيونية والأفلام أكثر من غيرها لأنها مليئة بالعاطفة. ربما هذا هو السبب الذي يجعلني أحب عرض “في يوم وليلة” كثيرًا، لأنه في رأيي يشبه الفيلم أو البرنامج التلفزيوني. بالنسبة لي، المسرح هو بمثابة صالة ألعاب رياضية أو نادي صحي خاص بالممثل حيث يتعين عليه أن يؤدي فيه من وقت لآخر، لأن مواجهة الجمهور وجهاً لوجه هي واحدة من أصعب المهام ولا يستطيع أي ممثل موهوب التعامل معها.
< لماذا لم يحقق الجزء الثاني من مسلسل “غودر” نفس الشعبية التي حققها الجزء الأول؟
تم التعامل مع الجزء الثاني من “غودر” بشكل غير عادل. لقد أذهل الجزء الأول الجمهور، وعندما انتهى هذا الدهشة تعامل الجمهور مع الفيلم على أنه عمل قديم ولم يعد يشكل أولوية بالنسبة للمشاهدين. شخصياً، كنت أفضّل لو تم عرض الثلاثين حلقة في موسم واحد، وما زلت أتلقى ردود فعل إيجابية تجاه الشخصية الخيالية التي لعبتها.
< بشكل عام، كيف وجدت ردود الفعل تجاه الشخصيات الأخرى التي قدمتها في دراما رمضان الماضي؟
وكانت ردود الفعل تجاهي إيجابية، خاصة تجاه دوري في “المدح” و”ظلم المصطبة”. بصراحة أتمنى أن أعمل مع المخرج هاني خليفة الذي استفدت منه كثيراً في «ظلم المصطبة».
< ما هي الأشياء الجديدة التي تستعد لتقديمها؟
أنتظر عرض فيلم “في وضح النهار” بطولة مينا مسعود، والذي ألعب فيه دور صحفي. لدي أيضاً مشروع آخر سيتم عرضه قريباً وهو مسلسل “الطلاق مصلحة” تأليف محمد فريد وإخراج سعد هنداوي وبطولة أسماء أبو اليزيد وأحمد مجدي أحمد علي. ألعب دور رجل بسيط يعمل في تجارة الملابس بوكالة البلح. أما على صعيد المسرح، فلديّ بالفعل مشروع مسرحي فردي من إخراج أكرم مصطفى وإنتاج مسرح الدولة، وسأبدأ التحضير له بعد «في يوم وليلة».