فريدريش ميرتس: داعم للصهيونية كاره للاجئين المسلمين.. تفاصيل عن مستشار ألمانيا الجديد

منذ 4 ساعات
فريدريش ميرتس: داعم للصهيونية كاره للاجئين المسلمين.. تفاصيل عن مستشار ألمانيا الجديد

وبحسب تقرير عاجل أوردته وكالة أسوشيتد برس، انتخب البرلمان الألماني (البوندستاغ) فريدريش ميرز مستشارا في الجولة الثانية من التصويت يوم الثلاثاء.

خسر حزب ميرتس الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي انتخبته مستشارا، مما شكل انتكاسة غير متوقعة للائتلاف الجديد بين المحافظين والاشتراكيين.

وبعد انتخابه مستشارا، سيقود ميرز ائتلافا حكوميا بين الاتحاد المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي. يشغل المحافظون المسيحيون والديمقراطيون الاجتماعيون 328 مقعدًا في البوندستاغ الألماني.

خلفية محافظة ومسيرة سياسية طويلة

وترصد الشروق أهم المحطات في المسيرة السياسية للمستشار الألماني المستقبلي فريدريش ميرز، صاحب الطبع المحافظ. ونشرت معلومات عنه على المواقع الألمانية The Local وDer Spiegel وFrance 24.

مليونير و سليل عائلة نبيلة

ينتمي ميرز إلى عائلة ثرية من أصل فرنسي ويملك منزلاً بقيمة مليوني يورو. كان والد ميرز قاضيًا وعضوًا في الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وكان جده عمدة مدينة برول الألمانية. وُلِد ميرز عام 1955 وتخرج في القانون من جامعة ماغديبورغ عام 1985، مما أثر على مسيرته المهنية كمحامٍ. مع دخل سنوي قدره مليون يورو، أصبح واحدًا من أغنى المحامين الألمان وبالتالي من بين أغنى 5% من السكان الألمان.

البدايات السياسية المبكرة

بدأت المسيرة السياسية لميرز مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في بداية دراسته، عندما أصبح رئيسًا لمنظمة الشباب في سن السابعة عشرة. وبعد ثماني سنوات، أصبح رئيسًا لمنظمة الحزب في برول، ومنذ عام 1989، أصبح عضوًا في البرلمان الأوروبي لفترة تشريعية واحدة، حيث كان مسؤولاً عن القضايا الاقتصادية والتنظيمية على المستوى الأوروبي.

عودة قوية بعد غياب طويل

عاد ميرز لاحقًا وترشح للبوندستاغ عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي من عام 1994 إلى عام 2009. ثم تقاعد عن السياسة لمدة تسع سنوات وخلال هذا الوقت جمع ثروة طائلة كمحام. بعد محاولتين فاشلتين ليصبح رئيسًا للحزب، عاد إلى السياسة في عام 2018 قبل أن يتولى أخيرًا رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي في نهاية عام 2021 ويترشح لمنصب المستشار الألماني في عام 2025.

مؤيد قوي للصهيونية

خلال معركة الأقصى اتخذ ميرز مواقف مختلفة مؤيدة للصهيونية. ودعا إلى سحب جنسية غزة من المتظاهرين ووعد بقبول بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الدولة المحتلة، متحديا المحكمة الجنائية الدولية التي أمرت باعتقاله.

وبالإضافة إلى ذلك، أقنع ميرز السلطات الألمانية بمواصلة تزويد الدولة المحتلة بالأسلحة.

وفيما يتعلق بموقفه تجاه الفلسطينيين، فقد رفض صراحة قبول اللاجئين الفلسطينيين، حيث كان هناك ما يكفي من المعادين للسامية في ألمانيا.

وفيما يتعلق بالتدابير السياسية الدولية لدعم المفاوضات، رفض ميرز أي مشاركة ألمانية مستقبلية في الوساطة بين غزة ودولة الاحتلال.

المشاعر المعادية للاجئين والقومية

ووعد ميرز بتقليص تدفق اللاجئين إلى ألمانيا، لكنه دعا إلى إعادة اللاجئين إلى الحدود وسحب الجنسية الألمانية من الأشخاص الذين حصلوا على الجنسية الألمانية ويرتكبون جرائم. ووعد أيضًا بزيادة عدد مراكز الترحيل ومنح قوات الأمن حرية كاملة في اعتقال المهاجرين واللاجئين.

ووعد أيضا بتقديم تصريح دخول خاص لألمانيا، مختلف عن تصاريح الاتحاد الأوروبي، لمنع التدفقات غير النظامية من الدول المجاورة.

تصريحات معادية للمسلمين

وقد أعرب ميرز مرارا وتكرارا عن آراء معادية للإسلام، ودعا، من بين أمور أخرى، إلى ترحيل اللاجئين السوريين والأفغان على وجه الخصوص. وفي مقابلة تلفزيونية اتهم الطلاب المسلمين بالتصرف بشكل سيئ تجاه معلميهم.

مؤيد للاتحاد الأوروبي وعدو اليمين المتطرف

ويصف ميرز نفسه بأنه ألماني أورو-أطلسي، ويريد، كما يقول، توحيد الدول الديمقراطية في الغرب. وأكد حبه لأمريكا ووظيفته كقدوة للرئيس رونالد ريجان.

وعلى المستوى الأوروبي، أيد ميرز فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد، ودعا في الوقت نفسه إلى الاستخدام المشترك للأسلحة النووية بين فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وفيما يتعلق بألمانيا، أيد ميرز فكرة إعادة ألمانيا إلى واجهة الدول الأوروبية وعدم الاكتفاء بكونها قوة خاملة.

ضد ترامب والحزب البديل

ويبدو أن ميرز يميل أكثر إلى اليمين في آرائه، لكنه بخلاف ذلك يكن العداء لشخصيات بارزة على الطيف اليميني، وخاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يتهمه بالتدخل في الشؤون الألمانية والتلاعب بالانتخابات. وانتقد لافروف أيضا السياسة الاقتصادية التي يتبعها ترامب تجاه الأوروبيين، ودعا إلى موقف مختلف بشكل كبير عن موقف ترامب فيما يتعلق بدعم أوكرانيا في الحرب مع روسيا.

ولا يقتصر عداء ميرز على ترامب. كما انتقد مراراً حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو أكبر كتلة برلمانية بعد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. بل ذهب إلى حد تهديد أي عضو في الاتحاد المسيحي بالطرد إذا تعاطف مع حزب البديل لألمانيا.

مواقف متناقضة وتصريحات مثيرة للجدل

تميزت المسيرة السياسية لميرز بالعديد من التناقضات في تصريحاته ومواقفه. في البداية، أعلن أنه كان ضد انتخاب مستشار “مثلي الجنس”، ثم أوضح لاحقًا أنه كان يشير إلى المعتدين على الأطفال. وفي حالة أخرى، أثناء قيادته للحزب، كرر رفضه للتعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بشأن قضايا التصويت، لكنه صوت لاحقا لصالح اقتراح حزب البديل من أجل ألمانيا بتقييد الدخول إلى ألمانيا. وفيما يتعلق بقضية اللاجئين الأوكرانيين، اتهم ميرز هؤلاء بمحاولة الاستفادة من طلبات اللجوء، لكنه تراجع عن هذا التصريح لاحقا.


شارك