هل تؤثر الحرب بين الهند وباكستان على أسعار السلع في مصر؟

منذ 5 ساعات
هل تؤثر الحرب بين الهند وباكستان على أسعار السلع في مصر؟

تجار التجزئة: الركود سيحد من التأثير المحتمل على السوق المحلية

عمر: مخاوف من أن التجار يصدرون الأرز للاستفادة من سعر السوق العالمي

على الرغم من اعتقاد عدد من التجار والخبراء أن اندلاع الحرب بين الهند وباكستان لن يكون له في الوقت الحالي سوى تأثير محدود على أسواق السلع المحلية، فإنهم يخشون أن يتصاعد الصراع وأن يكون له تأثير مباشر على المحاصيل الزراعية في جميع أنحاء شرق آسيا.

وأسفر هجوم صاروخي بين الهند وباكستان يوم الثلاثاء الماضي عن سقوط العديد من الضحايا والجرحى بعد أن أعلنت الهند عن شن غارات جوية على البنية التحتية في باكستان والجزء الذي تسيطر عليه إسلام آباد من كشمير.

كانت الهجمات التي شنتها الهند على باكستان يوم الثلاثاء الماضي أعمق قصف مدفعي هندي داخل الحدود الباكستانية غير المتنازع عليها منذ الحرب الهندية الباكستانية عام 1971.

وتستحوذ الهند على أكثر من 40% من صادرات الأرز العالمية، في حين تزود كل من الهند وباكستان السوق العالمية بنحو 80% من التوابل والأعشاب، بحسب تجار تحدثوا إلى الشروق.

ويرى شادي الكومي، نائب رئيس شعبة التوابل بغرفة تجارة القاهرة، أن الحرب لن يكون لها تأثير على السوق المحلية. ويرجع ذلك إلى عدم وجود محاصيل استراتيجية في منطقة الحرب الحالية يتم تصديرها إلى السوق العالمية.

وأكد الكومي في تصريحات لـ«الشروق» أن الموانئ الهندية والباكستانية تعمل بشكل طبيعي حتى الآن، وهناك تدفق طبيعي للسلع الآسيوية إلى الأسواق العالمية. لكنه أشار إلى أن توسع الحرب في الفترة المقبلة سيكون له تأثير على مجموعة واسعة من السلع، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل حول السلع التي ستكون هذه السلع في هذه المرحلة.

ويقول عاصم عمر، محلل سوق السلع الأساسية، إن الأرز قد يكون المنتج الأكثر تضررا، مشيرا إلى الهند باعتبارها أكبر مصدر لهذه السلعة الاستراتيجية في العالم.

ورغم أن مصر تتمتع بالاكتفاء الذاتي من الأرز، إلا أن عمر يخشى أن يدفع الارتفاع المتوقع في أسعار السوق العالمية المزارعين إلى زيادة أسعار الأرز والشعير في موسم الحصاد. ومن الممكن أن يشجع ذلك التجار أيضًا على زيادة صادراتهم من هذه السلعة الاستراتيجية، مما سيكون له تأثير سلبي على السوق المحلية.

وتوقع أن يكون التأثير على الأرز الأبيض في السوق المحلية محدوداً جداً نظراً لكثرة المعروض وانخفاض القدرة الشرائية. وأضاف أن الحكومة تستورد هذه السلعة الاستراتيجية بكميات محدودة فقط في نهاية الموسم، وبكميات تتراوح بين 50 إلى 100 ألف طن.

ارتفعت أسعار الأرز الهندي بنسبة 1.2% خلال تعاملات اليوم الخميس، لتصل إلى 1110 دولارات للطن، فيما وصلت بعض الأصناف (البسمتي) إلى نحو 1220 دولارا للطن.

وتوقع مجدي الوليلي، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب بجمعية الصناعات المصرية، أن تشهد زراعة الأرز زيادة كبيرة خلال العام الجاري. ويرجع ذلك إلى أن العديد من المزارعين لا يريدون زراعة المزيد من القطن بسبب المشاكل المالية التي واجهوها في الموسم الماضي.

وفي تصريحات لـ«الشروق»، أشار الوليلي إلى أن الحكومة تعمل على استنباط أصناف جديدة من الأرز، من شأنها أن تساهم في تحسين جودة المنتجات المصرية وزيادة الإنتاجية. وأشار إلى أنه بالإضافة إلى الزيادة المتوقعة في المساحة المزروعة، فإن الأصناف الجديدة من شأنها أيضاً أن تساعد في تخفيف أي صدمات خارجية لسوق الأرز قد تنشأ عن الحرب بين الهند وباكستان.

يبدأ موسم زراعة الأرز في شهر مايو، ويتم الحصاد من نهاية أغسطس إلى نهاية أكتوبر.

وتخصص الحكومة 1.7 مليون فدان لزراعة الأرز سنويا، إلا أن المساحة الإجمالية المزروعة تتجاوز 1.5 مليون فدان سنويا. ويلجأ بعض المزارعين إلى الزراعة غير الشرعية، ويدفعون غرامات مالية على ذلك، ما يحرمهم من حقهم في السماد المدعوم، بحسب رئيس جمعية المزارعين حسين أبو صدام، في تصريحات سابقة لـ«الشروق».

ويقول عضو قسم الأرز في جمعية الصناعة مصطفى السلاطي إن السوق المحلية تعاني من ركود شديد، وهو ما يحول دون أي ارتفاع في الأسعار. ولذلك، فإنه يتوقع أن يكون للحرب بين الهند وباكستان تأثير محدود للغاية على الأسواق.

وأكد السلاطي لـ«الشروق» أن الحكومة تسمح حالياً بتصدير الأرز، ولكن برسوم قدرها 150 دولاراً للطن. وعزا ذلك إلى وجود فائض من الأرز الأبيض في السوق المحلية يزيد عن 700 ألف طن.

ويرى مروان أبو الليل، أمين شعبة الحبوب والحاصلات الزراعية بغرفة تجارة القاهرة، أن الحرب بين الهند وباكستان ستؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار التوابل في السوق العالمية. ويرجع ذلك إلى أن البلدين هما الموردان الرئيسيان للتوابل والأعشاب إلى العالم أجمع.

لكن أبو الليل يتوقع أن يكون التأثير على السوق المحلية محدودا للغاية. ويرجع ذلك إلى انخفاض حجم المبيعات، والذي قد يصل إلى أكثر من 70%، نتيجة ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين.

وأكد أبو الليل، في تصريحات لـ”الشروق”، أن أسعار التوابل والأعشاب في السوق المحلي انخفضت بنسبة 5% خلال أبريل الماضي، رغم ارتفاع التكاليف عقب زيادة أسعار الوقود بواقع جنيهين لجميع الأنواع.

ويتوقع أبو الليل ارتفاعاً كبيراً في أسعار الأرز البسمتي في السوق العالمية نتيجة الحرب الهندية الباكستانية. ومع ذلك، يعتبر الأرز سلعة كمالية، ويعتقد أن هذه الزيادة لن يكون لها تأثير على السوق المحلية.


شارك