زيادة أسعار الإيجارات السكنية في مصر 60% منذ بداية العام.. ومواطنون: الإيجار يلتهم نصف المرتب

وكيل العقارات: متوسط الإيجار في المناطق الشعبية هو 4000 جنيه مصري شهريًا. غرفة التطوير العقاري: تغييرات قانون الإيجار القديم سبب زيادة العقود الجديدة ظاهريًا: كان الجالية السودانية تجلب له دخلًا قدره 20 ألف جنيه شهريًا في الأحياء الشعبية.
ارتفعت أسعار إيجارات العقارات السكنية في القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية) بنسبة 60% منذ بداية العام. وبحسب وكلاء عقاريين تحدثوا لـ«الشروق»، وصل متوسط إيجار الوحدات السكنية الآن إلى 4 آلاف جنيه شهرياً، مقابل 2500 جنيه نهاية العام الماضي.
يقول عادل سليمان، رئيس مجلس إدارة إحدى شركات التسويق العقاري بمحافظة القليوبية، إن أصحاب العقارات الإيجارية قاموا بزيادة أسعار العقود بشكل كبير هذا العام. ويرجع ذلك إلى حاجتهم إلى العوائد المالية التي تغطي جزءاً كبيراً من احتياجاتهم في ظل الوضع الاقتصادي الراهن.
وأضاف سليمان لـ«الشروق» أن متوسط أسعار الإيجارات في العديد من مناطق محافظة القليوبية يتراوح حالياً بين 3500 و5500 جنيه، مقارنة بأسعار تراوحت بين 2000 و3000 جنيه في الربع الأخير من العام الماضي.
ويرى أن ارتفاع الإيجارات يصاحبه ارتفاع أسعار المساكن نفسها، مضيفاً: «لن يشتري أحد شقة قيمتها مليون جنيه تقريباً ثم يؤجرها بألف أو ألفي جنيه شهرياً».
ويرى أسامة سعد، المدير التنفيذي لغرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات المصرية، أن ارتفاع إيجارات الشقق يعود إلى جهود الحكومة لحل أزمة «الإيجار القديم».
وقال سعد لـ«الشروق» إن ارتفاع الإيجارات القديمة نتيجة التعديلات التشريعية المتوقعة سيجبر الملاك الحاليين على زيادة قيمة العقود الجديدة، في ظل تناقص الخيارات البديلة.
ويناقش مجلس النواب حاليا تعديلات على قانون الإيجار القديم تسمح بزيادة الإيجار إلى حين تنظيم أوضاع المستأجرين.
المشكلة في “الإيجار القديم” هي أن عقود الإيجار غير المحددة المدة التي أبرمت قبل إقرار القانون المدني رقم 4 لسنة 1996 لا تزال قائمة. وتخضع هذه العقود لقوانين استثنائية، ويدفع بعض المستفيدين من هذه العقود إيجارات لملاك العقارات لا تتجاوز بضعة جنيهات.
ويرى أشرف سطوحي، وهو وكيل عقارات بمحافظة الجيزة، أن الجالية العربية، وخاصة السودانية، ساهمت في ارتفاع أسعار إيجارات الوحدات السكنية في الأحياء الشعبية بشكل كبير.
وأضاف سطوحي في تصريح لـ”الشروق”، أن الأسر السودانية تستأجر شققاً مفروشة بما يزيد على 15 إلى 20 ألف جنيه مصري شهرياً، موزعة على متوسط عدد السكان في الشقة وهو من ثلاث إلى أربع أسر، ما يقلل من تكلفة الإيجار للأسرة الواحدة.
وأشار سطوحي إلى أن أصحاب العقارات يوقعون الآن عقود إيجار لمدة أقصاها عامين أو ثلاثة أعوام، وهو ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 10% مقارنة بما كان عليه الحال قبل خمسة أو سبعة أعوام. وأشار إلى أن أصحاب العقارات مترددون في الدخول في عقود طويلة الأجل بسبب ارتفاع الأسعار المستمر.
من جهة أخرى، يقول هشام محمد، وهو شاب في أواخر العشرينيات من عمره ويعمل في خدمة العملاء بإحدى شركات الاتصالات، إنه لا يستطيع إيجاد سكن مناسب لحفل زفافه الذي من المقرر أن يتم بعد عام.
وأضاف هشام أن الإيجارات الحالية للوحدات التي لا تزيد مساحتها عن 75 متراً مربعاً تستهلك أكثر من 50% من راتبه. وتابع: “كيف يمكن أن يتجاوز الإيجار أكثر من نصف الحد الأدنى للأجور البالغ 7000 جنيه مصري؟”
وقال أحمد عجمي، وهو محاسب في إحدى شركات الأغذية ويقيم في الجيزة، إن عقد إيجار مسكنه ينتهي بنهاية العام الجاري. وأشار إلى أن المالك قرر زيادة القيمة الإيجارية في العقد الجديد من 1500 جنيه إلى 3500 جنيه.
وأضاف أنه اضطر في النهاية إلى قبول قيمة الإيجار الجديدة لأنها كانت تعتبر من بين الأدنى في المنطقة التي يعيش فيها. وقال أيضا إنه لم يتمكن من شراء وحدة سكنية بسبب ارتفاع الأسعار التي فاقت قدرته الشرائية بكثير.