تصريحات متناقضة وانتظار لبيان عمان.. ماذا قالت إيران عن المفاوضات مع أمريكا؟

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إنهم ينتظرون بيانا من سلطنة عمان بشأن مستقبل المفاوضات بين طهران وواشنطن باعتبارها الدولة المضيفة للمحادثات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين في العاصمة طهران ردا على سؤال حول موعد الجولة المقبلة من المفاوضات بين بلاده والولايات المتحدة.
وأكد المتحدث الإيراني أن بلاده ليس لها علاقات مباشرة مع الولايات المتحدة، وأن “السياسيين العمانيين هم الذين ينسقون زمان ومكان المحادثات، وسنوافيكم بالتفاصيل من قبلهم”.
وأضاف بقائي أن المسؤولين الأميركيين أدلوا بتصريحات “متناقضة” بشأن مطالب واشنطن من طهران خلال المفاوضات.
وأضاف أن “التصريحات المتناقضة” الصادرة عن المسؤولين الأميركيين لن تساعد في دفع المفاوضات “وبالطبع ليس لها أي تأثير على تصميمنا على التمسك بموقفنا الأساسي”، في إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني.
منذ 12 أبريل/نيسان، عقدت ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان وإيطاليا لبحث اتفاق جديد بشأن القضية النووية الإيرانية.
وستكون الجولة المقبلة من المفاوضات هي الاجتماع الرابع رفيع المستوى بين البلدين. وتأتي هذه المفاوضات بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2018 خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021)، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران بالاتفاق لمدة عام كامل بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تنسحب تدريجيا من التزاماتها.
ووصف ترامب الاتفاق في ذلك الوقت بأنه “سيئ” لأنه غير مستدام، ومن بين أمور أخرى، لم يأخذ في الاعتبار برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
ثم أعاد فرض العقوبات الأميركية كجزء من حملته “للضغط الأقصى”، والتي تهدف إلى إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسع.
البرنامج النووي الإيراني
وفي تعليقه على تصريح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأن الدول غير الحائزة للأسلحة النووية لا تقوم بتخصيب اليورانيوم وأن إيران يجب أن تتوقف بالتالي عن التخصيب واستيراد اليورانيوم المخصب لتلبية احتياجات برنامجها النووي المدني، قال بقائي إن العديد من الدول، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة المقربين مثل هولندا واليابان، لديها برامج تخصيب نووي سلمية لكنها ترفض امتلاك الأسلحة النووية.
وأضاف: “إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي مضللة للغاية، لكننا تجاوزنا تلك المرحلة منذ فترة طويلة”.
وأكد أن “قرار دولة طرف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بامتلاك برنامج نووي سلمي هو قرار مشروع وهذا الحق محفوظ لها”.
هجمات الحوثيين ضد إسرائيل
وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة لإيران بشأن هجمات الحوثيين على إسرائيل في اليمن، قال بقائي إن جماعة الحوثي “تعمل بشكل مستقل وليست وكيلا لإيران”.
وتابع: “للأسف فإن الطرف الوحيد في المنطقة الذي يعمل بالوكالة عن قوة أخرى هو النظام الإسرائيلي، الذي يدفع منطقتنا نحو انعدام الأمن والفوضى”.
ويؤكد الحوثيون مراراً أنهم نفذوا هجمات بالصواريخ الباليستية على مواقع وقواعد عسكرية في إسرائيل دعماً للشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
واستأنفت الجماعة قصف المواقع في إسرائيل والسفن في البحر الأحمر المتجهة إلى إسرائيل. رداً على استئناف تل أبيب حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي.
وتتعرض جماعة الحوثي لعدوان أمريكي شرس منذ منتصف مارس/آذار الماضي. وتم استهداف عشرات الأهداف، ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين. وبحسب المجموعة، نفذت واشنطن منذ ذلك الحين 1300 غارة جوية وقصفا بحريا على اليمن.
ورغم استئناف الضربات الجوية الأميركية في اليمن عقب إصدار الرئيس دونالد ترامب أمرا للجيش بشن “هجوم كبير” ضد الحوثيين، فإن الجماعة تواصل تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف في إسرائيل وأهداف أميركية في البحر الأحمر.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 170 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، واختفاء أكثر من 11 ألف شخص.