مع قرب وصول بعثة الصندوق.. ماذا تحتاج مصر لتجاوز المراجعة الخامسة؟

قال رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، فخري الفكي، إن بعثة من صندوق النقد الدولي ستزور مصر خلال الأيام المقبلة لإجراء المراجعة الخامسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري.
هناك ثماني مراجعات لبرنامج مصر، وكل مراجعة مرتبطة بصرف شريحة محددة من القرض البالغ 8 مليارات دولار، حيث تتم الموافقة على كل مراجعة.
حصلت مصر على ما يقرب من 3.3 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، بما في ذلك 1.64 مليار دولار العام الماضي على شريحتين لاستكمال المراجعات الثلاث الأولى و1.2 مليار دولار للمراجعة الرابعة عند الصرف الأول من القرض البالغ 347 مليون دولار في ديسمبر/كانون الأول 2022.
وفي حال موافقة صندوق النقد الدولي على المراجعة الخامسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، فإن مصر ستتمكن من الحصول على نحو 1.2 مليار دولار بعد التأكد من التزام مصر بجميع إجراءات برنامج الإصلاح الاقتصادي.
ماذا تحتاج مصر للحصول على الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي؟
ويرتبط التعاون مع صندوق النقد الدولي بتنفيذ بعض الإصلاحات الاقتصادية التي التزمت بها مصر عند توقيع القرض. ويقدم “ايجي برس” أهم الإجراءات المطلوبة.
ويرى البنك المركزي أن الاستمرار في الالتزام بالحفاظ على نظام سعر الصرف المرن لحماية الاقتصاد من الصدمات الخارجية يشكل حجر الزاوية لنجاح البرنامج.
وكان صندوق النقد الدولي أكد في وقت سابق التزام البنك المركزي المصري بالحفاظ على سعر الصرف المرن.
وبعد أن حررت مصر سعر صرفها قبل عام، ارتفع الدولار بنحو 66% أمام الجنيه، من 30.94 جنيه في مارس/آذار 2024 إلى نحو 50.73 جنيه في تعاملات البنوك اليوم.
وسوف يواصل البنك المركزي التركيز على ضمان استمرار التضخم في اتجاهه النزولي من أجل تحقيق الهدف في الأمد المتوسط.
حث صندوق النقد الدولي مصر على توخي الحذر في خفض أسعار الفائدة، بعدما قرر البنك المركزي خفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ أربع سنوات ونصف في اجتماعه الأخير.
ونتيجة لتباطؤ التضخم، خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 2.25 في المائة إلى 25 في المائة للودائع و26 في المائة للقروض في اجتماعه الأخير.
واصل معدل التضخم في المدن المصرية تراجعه، ليصل إلى 12.8% في فبراير/شباط، مقارنة بـ24% في يناير/كانون الثاني. وفي مارس/آذار، ارتفع مرة أخرى إلى 13.6 في المائة.
ويهدف البنك المركزي إلى خفض معدل التضخم إلى ما بين 5 إلى 9 في المائة بحلول نهاية الربع الرابع من العام المقبل.
إن استمرار الانضباط المالي في مصر من شأنه أن يساعد على خفض مخاطر ديون القطاع العام.
ومن أجل تخفيف العبء على ميزانية الدولة، قامت الحكومة بزيادة أسعار الديزل والبنزين والكهرباء ثلاث مرات في العام الماضي.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تتقدم إجراءات ضبط المالية العامة في مصر بوتيرة أبطأ من المتوقع بسبب التأثير السلبي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
واتفق الجانبان على أن مصر ستبذل المزيد من الجهود لتعبئة الإيرادات المحلية، واحتواء المخاطر على المالية العامة (وخاصة في قطاع الطاقة)، وتوسيع شبكة الأمان الاجتماعي.
ولتعظيم الإيرادات الضريبية، تخطط وزارة المالية لزيادة ضريبة القيمة المضافة على بعض السلع المستوردة.
– إن تطوير القطاع الخاص باعتباره المحرك الرئيسي للنمو المستقبلي يشكل عنصرا أساسيا في ضمان استمرار الاستقرار الاقتصادي الكلي وخلق فرص العمل.
ودعا الصندوق مصر إلى تسريع خططها للتخلص من أصول الدولة وتقليص نفوذ الدولة على الاقتصاد.
ويرى صندوق النقد الدولي أن مصر تتحرك ببطء نحو التأميم، وهو ما قد يؤخر الإصلاحات الضرورية.
– تعزيز شبكة الأمان الاجتماعي (وخاصة برنامج التحويلات النقدية المشروطة) لحماية الفئات ذات الدخل المنخفض من ارتفاع تكاليف المعيشة والزيادات الأخيرة في أسعار الطاقة.
وأوصى الصندوق مصر باتخاذ المزيد من التدابير الإصلاحية التي من شأنها أن تساعد في التخفيف من المخاطر الاقتصادية الكلية المرتبطة بتغير المناخ، وذلك لدعم طلب مصر للحصول على حق الوصول إلى مرفق المرونة والاستدامة.