صندوق النقد: الإصلاحات الاقتصادية في مصر تتقدم بوتيرة أبطأ من المتوقع.. لماذا؟

منذ 3 ساعات
صندوق النقد: الإصلاحات الاقتصادية في مصر تتقدم بوتيرة أبطأ من المتوقع.. لماذا؟

قال صندوق النقد الدولي إن الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتداعياتها أثرت على آفاق النمو في العديد من الاقتصادات المستوردة للنفط، بما في ذلك مصر.

وأشار صندوق النقد الدولي في تقريره عن التوقعات الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان إلى أن الإصلاحات الهيكلية في مصر تتقدم بوتيرة أبطأ من المتوقع بسبب تأثير تصاعد التوترات التجارية العالمية وتزايد حالة عدم اليقين.

انخفاض إيرادات قناة السويس

وقد أدت الاضطرابات في منطقة البحر الأحمر إلى انخفاض حاد في عائدات قناة السويس والقيود التجارية، في حين أدى نقص النقد الأجنبي والسياسة النقدية التقييدية إلى تقويض الثقة.

وانخفضت إيرادات قناة السويس بنحو 60 بالمئة العام الماضي. وجاء ذلك بسبب هجمات شنتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن نقل البضائع العالمية احتجاجا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

لقد نما الاقتصاد بشكل أبطأ من المتوقع.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يتعافى النشاط الاقتصادي في مصر بوتيرة متواضعة في عام 2025 بسبب العواقب السلبية للصراع الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة.

ومن المتوقع أيضا أن تتقدم الإصلاحات الهيكلية في مصر بوتيرة أبطأ من المتوقع نظرا للتأثير المستمر للصراع في المنطقة.

ومع ذلك، وبحسب تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد المصري في السنة المالية الحالية التي تنتهي في يونيو/حزيران 2025، إلى 3.8%. وكانت التوقعات السابقة تشير إلى نمو بنسبة 3,6 بالمئة.

ورفع الصندوق أيضا توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لمصر في السنة المالية المقبلة إلى 4.3%، مقارنة بـ4.1% في توقعاته السابقة.

جهود الرقابة المالية معقدة

وقال صندوق النقد الدولي إن التأثير غير المباشر للصراع في غزة وإسرائيل، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الاقتراض، أدى إلى تعقيد جهود مصر لتعزيز المالية العامة، والتي بدأت مع جائحة كوفيد-19.

ويعود ارتفاع عجز الموازنة في عام 2024 إلى انخفاض الإيرادات الناتجة عن انخفاض عائدات الضرائب من قناة السويس وارتفاع أعباء خدمة الدين. ومن المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على الفائدة 9% من الناتج المحلي الإجمالي ــ أي ما يزيد بنحو نقطتين مئويتين عن عام 2023.

وقد أدت هذه التحديات إلى تقويض جهود ضبط المالية العامة، على الرغم من أن الضوابط الصارمة على الإنفاق أدت إلى فائض أعلى في الميزانية الأولية في عام 2024 (وإن كان أقل من المتوقع في أكتوبر/تشرين الأول).

وبفضل الإيرادات من صفقة رأس الحكمة، حققت مصر فائضاً أولياً تجاوز 6% في السنة المالية الماضية.

وصل الدين القومي المصري إلى مستوى تاريخي مرتفع في السنوات الأخيرة ويبلغ في المتوسط حاليا نحو 90 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا يتجاوز التوقعات قبل الجائحة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20 في المائة.

قال وزير المالية المصري أحمد كوجك في وقت سابق إن هدف مصر هو خفض الدين العام إلى 80% من إجمالي الدين المحلي بحلول نهاية يونيو/حزيران 2027.

اتسع عجز الحساب الجاري في مصر، مما يعكس تأثير الصراعات على ميزانها التجاري.

اتفاقية رأس الحكمة

ومن ناحية أخرى، ساهمت اتفاقية تنمية رأس الحكمة العقارية في مصر والاستثمار الأجنبي المباشر المرتبط بالإنتاج المصري في تمويل عجز المدفوع.

توقعات متفائلة على المدى المتوسط

وفي الأمد المتوسط، من المتوقع أن يؤدي تحسن الوضع الأمني في المنطقة إلى انتعاش تدريجي في الصادرات ونشاط قناة السويس وتدفقات السياحة، وبالتالي خفض عجز الحساب الجاري، وخاصة في مصر.


شارك