رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد بالأوقاف: ظاهرة التطرف ليست مرتبطة بدين دون آخر

منذ 2 شهور
رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد بالأوقاف: ظاهرة التطرف ليست مرتبطة بدين دون آخر

نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف ألقى الدكتور أسامة فخري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن محاضرة بعنوان “مكونات الفكر المتطرف وانعكاساتها في الفكر المستنير”. تم تقديم المحاضرة لطلاب جامعة نور مبارك في كازاخستان. وجاءت هذه المحاضرة في إطار مشاركته البناءة في المؤتمر الدولي بعنوان “الإسلام في آسيا الوسطى وكازاخستان: الجذور التاريخية والتحولات المعاصرة”.

بدأ الدكتور أسامة الجندي محاضرته بنقل تحيات الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف للطلاب والأساتذة والهيئة الإدارية بالجامعة. وأشاد بجهودهم العلمية الجادة، وأكد في الوقت نفسه أن ظاهرة التطرف ليست ظاهرة جديدة في تاريخ البشرية، بل إن جذورها العنيفة تعود إلى العصور القديمة. وقد تكررت مظاهرها عبر التاريخ، وتعددت أشكالها وأساليبها. وهذا ما أجبر المجتمعات الواعية على اتخاذ إجراءات جدية ضده، والكشف عن مصادره، والتحقيق في أسبابه، ومواجهة الشكوك المضللة.

وأكد الجندي أن ظاهرة التطرف لا ترتبط بدين أو عصر، بل هي ظاهرة فكرية منحرفة قد تظهر تحت أي شعار أو ذريعة. وأشار إلى أن العلماء والمفكرين في كل العصور تناولوا هذه القضية بما لديهم من أدوات علمية وتحليلية، وعملوا على تفكيك بنيتها الفكرية وكشف زيف حججها واقتراح الحلول المناسبة لاحتوائها وتقويض آثارها الهدامة.

ودعا الجندي إلى تكاتف كافة مؤسسات المجتمع في مواجهة هذا الفكر الضال، مبيناً أن المسؤولية في هذا الشأن لا تقع على عاتق العلماء والدعاة فقط، بل هي مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة وتمتد إلى المدارس بما فيها المنابر الدينية في المساجد والكنائس، وتمتد إلى وسائل الإعلام والمناهج الدراسية. وأكد أهمية غرس الوعي الصحي لدى الشباب وحماية عقولهم من الأفكار الدخيلة وتفعيل دور التعليم والتوجيه في كافة المجالات.

وأكد الجندي أن مكافحة الأفكار المتطرفة لا تتم إلا من خلال نشر الفكر المستنير المبني على الفهم الصحيح للنصوص واحترام التعدد في الرأي والفهم والتأكيد على القيم المشتركة للإنسانية. ودعا إلى تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح وترسيخ المفاهيم التي تعزز الكرامة الإنسانية وتبني فينا روح التسامح والتعايش. وأشار إلى أن معركة الوعي هي المعركة الحقيقية التي يجب أن نخوضها بكل إخلاص واستعداد لحماية العقول والحفاظ على الوطن واستثمار طاقات الشباب في البناء وليس في الهدم.

وقد حظيت المحاضرة باستجابة إيجابية ملحوظة من قبل طلبة الجامعة. وأظهروا اهتمامًا كبيرًا بالأفكار المقدمة وطرحوا الأسئلة بشغف وقدموا اقتراحات حول التمييز بين التفكير السليم والنهج المتباين. وقد أعربوا عن تقديرهم العميق لوضوح العرض وعمق المحتوى والوعي القوي بالقضايا الراهنة.


شارك