بلدتان على الحدود الألمانية الهولندية تجمعهما صداقة ومصاهرة تسعيان للاندماج

توجد في أوروبا طرق تمتد من بلد إلى آخر، وأحد هذه الطرق يقع عند إحدى النقاط الحدودية بين ألمانيا وهولندا.
أحد الفروقات بين المدينتين على الحدود الألمانية الهولندية هو أن السيارات على أحد جانبي الحدود تحمل لوحات ترخيص بيضاء، في حين أن السيارات على الجانب الآخر تحمل لوحات ترخيص صفراء.
الحدود بين ألمانيا وهولندا تمر عبر الشارع مباشرة؛ وهذا يعني أن سكان المنطقتين سيتم تقسيمهم بين مدينتي هيرزوجينراث وكيركراده.
وفي منتصف الطريق الذي يفصل بين البلدين، كان هناك سياج حدودي يصل ارتفاعه إلى الركبة، ويُطلق عليه اسم “جدار برلين”. كان على أي شخص يتم القبض عليه وهو يقفز فوقها أن يدفع غرامة رسمية قدرها 20 ماركًا، وهي العملة المستخدمة في ذلك الوقت.
يعد هذا السياج جزءًا من التاريخ لأنه تم هدمه بواسطة طاقم البناء في عام 1993.
وقالت رئيسة بلدية كيركراده، بيترا داسن، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “كانت المدينتان مدينة واحدة وتم تقسيمهما في عام 1815”.
وأضافت أن تقسيم المدينة جاء في إطار قرارات “مؤتمر فيينا” الذي عقد بعد انتهاء الحروب النابليونية لإعادة تنظيم أوروبا.
قالت: “في مؤتمر فيينا، رُسمت الحدود بين المدينتين، وفجأة فُصلت العائلات. وفجأة، أصبح نصف المدينة الأصلية هولنديًا والنصف الآخر ألمانيًا. واليوم، يكاد لا تجد ساكنًا في كيركراده إلا وله جدة ألمانية أو عم ألماني من جهة والده”.
وتتكرر نفس القصة على الجانب الآخر من المدينة. يقول بنيامين فادافيان، عمدة هيرتسوغنراث: “لديّ العديد من الأصدقاء الهولنديين. تربط المدينتين روابط عائلية وزواج، وهو أمر طبيعي هنا. يتحدث العديد من السكان اللغتين الألمانية والهولندية، بل ويعتنقون هويتيّ البلدين. وهم يشجعون الفريقين في بطولات كرة القدم الأوروبية”.
لقد توسع التعاون بين البلدين تدريجيا على مدى العقود الماضية حتى أنهما اعتمدا اسمًا مشتركًا: “EROD”.
لكن هناك إحباطا لدى الجانبين، كما يقول رئيس البلدية داسن: “لقد وصلنا الآن إلى نقطة نقول فيها: نحن الآن في طريق مسدود، وهو ما يعني أننا لا نحقق أي تقدم نحو المستقبل”.
ومن هناك، خطرت لها وزميلها الألماني، رئيس البلدية فادفيان، فكرة التقدم بطلب إلى الاتحاد الأوروبي لإنشاء مدينة توأمة بين المدينتين عبر الحدود الأوروبية. وتقول إن هذا الوضع يسمح بتعليق القوانين الوطنية إلى حد معين لاختبار ما يمكن تحقيقه، وعلى حد علمها فإن هذه ستكون المبادرة الأولى من نوعها داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي هذه الحالة، فإنهم سيصبحون طليعة الاتحاد الأوروبي.