في مهرجان النوادي.. فرقة الزقازيق تعرض انتحار معلق على مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية

استضاف مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، مساء الثلاثاء، العرض المسرحي “انتحار معلق” لنادي مسرح قصر ثقافة الزقازيق، ضمن فعاليات اليوم السادس من الدورة الـ32 لمهرجان ختام أندية المسرح. المهرجان تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هينو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان. ويشرف على العرض الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة.
المسرحية من تأليف ياسر إسماعيل وإخراج وإخراج سحر عثمان، وتحكي قصة شاب يقدم على الانتحار. وفي لحظة حاسمة، تتكشف ذكرياته، متجسدة في شخصيات حية، يتأمل من خلالها القرارات والاختيارات التي شكلت حياته، ويجد نفسه بين الحياة والموت.
حضر العرض سمر الوزير مدير عام المسرح، والمخرج محمد طائي مدير المهرجان، وأعضاء لجنة التحكيم وهم: د. محمد زعيمة، المؤلف سعيد حجاج، المخرج سامح مجاهد، الموسيقار د.وليد الشهاوي، د.مصطفى حامد.
وفي حديثها عن المسلسل أوضحت المخرجة سحر عثمان أن اختيارها لهذا السيناريو جاء لإيمانها بأنه يعبر عن ألم إنساني عميق يمس الجميع. وأشارت إلى أنها عاشت شخصياً نفس الموقف الذي عاشه البطل، ما دفعها إلى القيام بدور المؤلفة الدرامية لنقل المشاعر التي عاشتها. وأكدت أن كثيرين يشعرون بالعجز.
وأضافت أنها عملت على العرض لعدة أشهر، واهتمت بكل التفاصيل لضمان أن تكون كل لحظة على المسرح حقيقية ومؤثرة. وأشارت إلى أنها كرست كل طاقتها لمعالجة الجانب الداخلي من ذواتنا الذي نخشى مواجهته.
وقال عبد الرحمن شلبي، نجم المسلسل، عن الدور الذي يجسده، إنه شاب يحلم بأن يصبح نجم ستاند أب كوميدي. بعد سنوات من العمل الجاد، يصل إلى قمة النجاح، ليفاجئ الجميع على المسرح باعتراف صادم: “سأقوم بالانتحار”.
وأوضح أن هذا الاعتراف فتح له الباب لرحلة داخلية عميقة وأعاده إلى مشاهد طفولته التي ميزت وحدته وارتباكه. نشأ مع والديه اللذين أحاطاه بالخوف والقيود، وكانا يوبخانه مراراً وتكراراً: “لا تكوّن صداقات، لا تخرج، لا تحب”، مما دفعه إلى اعتبار الحب نفسه فخاً للسيطرة.
وأضاف أنه رغم محاولاته لكسر هذه الدائرة، إلا أنه ظل يقع فيها. حتى عندما حاول والداه الاعتذار وتغيير المسار، كان يعتقد أن ذلك مجرد خدعة أخرى، ليكتشف في النهاية أنه كان يحكم على الحياة من منظور واحد فقط.
وأوضحت مصممة الديكور مي هاني أنها اختارت اللون الأبيض كلون مهيمن في التصميم ليعبر عن الفراغ والمطهر ولحظة التجمد قبل الانفجار. وأشارت إلى أنها استخدمت الشرائط كرمز للذاكرة، مثل شريط الحداد المتدفق عبر شريان حياة البطل، مشكلاً شبكة تجذبه في جميع الاتجاهات، بعيدًا عن ماضيه ومخاوفه وما كان يمكن أن يكون. وأكدت أن المجموعة لم تكن مجرد خلفية، بل كانت امتدادًا لعقل البطل.
وأضافت أن التصميم تضمن توازنًا بصريًا بين الأسود والأبيض في الأزياء والديكور، مما عكس الصراع النفسي الداخلي للشخصية وساعد في تجسيد الحالة العاطفية للشخصية.
وعبر مصمم الإضاءة حسين علي عن سعادته بالمشاركة، مؤكداً أن الإضاءة ليست مجرد عنصر زخرفي، بل هي أداة سردية درامية يستطيع من خلالها نقل التغيرات الداخلية للشخصيات. استخدم الألوان الباردة مثل الرمادي والأزرق لنقل التوتر والعزلة، وتباينها مع الألوان الدافئة مثل البرتقالي والأحمر في اللقطات الماضية لخلق شعور بالحنين والدفء.
شارك في العرض كل من الفنانين: عبد الرحمن وفائي، محمد الجندي، ليديا جورج، محمود يوسف، كريم هاني، مريم زكي، أدهم علاء الدين، عبد الرحمن شلبي. التوزيع الموسيقي: مازن أباظة، التنفيذ الموسيقي: محمد أصيل، تصميم وتنفيذ الإضاءة: حسين علي، المكياج: جانا فاروق، تصميم الديكور: مي هاني، الإكسسوارات: إسلام أيمن، الغناء: مريم زكي، مساعدو الإخراج: فاطمة مصطفى وعبد الرحمن عمران، المدير العام: عمرو عادل.
ويعد المهرجان منصة مهمة لاكتشاف المواهب المسرحية الشابة في المحافظات ويعكس دور الهيئة العامة لقصور الثقافة في تعزيز الإبداع الفني وتحقيق العدالة الثقافية.