هل كتبها مؤلفها بعد الصدمة العاطفية من نجاة؟.. لغز قصيدة لا تكذبي يتصدر المشهد من جديد بعد مرور 62 عاما على غنائها

منذ 3 أيام
هل كتبها مؤلفها بعد الصدمة العاطفية من نجاة؟.. لغز قصيدة لا تكذبي يتصدر المشهد من جديد بعد مرور 62 عاما على غنائها

طارق الشناوي: بعض الناس يتعاملون مع الخيال كأنه حقيقة.. وكامل الشناوي رومانسي بطبعه.

عاد الغموض المحيط بقصيدة “لا تكذب” للشاعر الراحل كامل الشناوي ليهيمن على الساحة من جديد، وبدأ عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في نشر قصص حول هذه الأغنية اعتقادًا منهم أنها حقيقية. الأغنية عمرها 62 عاماً، صدرت عام 1962، من لحن الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، وغنتها الفنانة نجاة. وقيل وقتها إن كامل الشناوي كتب الأغنية بعد صدمة عاطفية تعرض لها بسبب رفض المطربة نجاة رد حبه لها، وظل يحبها من طرف واحد حتى آخر يوم في حياته. ورغم أن هذه التصريحات كانت مجرد شائعات غير مؤكدة، إلا أن القصة عادت إلى كل لسان، وتم تداولها على نطاق واسع بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا ما دفع الناقد السينمائي طارق الشناوي، ابن شقيق الفنان الراحل كامل الشناوي، إلى التدخل والتعليق على بعض المنشورات المتداولة حول هذه القصة. وأكد أن ذلك غير صحيح وهو من خيال المؤلف.

وبدورها، تواصلت الشروق مع الناقد طارق الشناوي لمعرفة رأيه في الجدل المثار حول الأغنية. قال الشناوي: “للأسف، تعامل الكثيرون مع هذه الأغنية على أنها حقيقة. وهذا لم يؤثر على الجمهور فحسب، بل على الفنانين أنفسهم. حتى أن بعض الأعمال الدرامية صوّرتها على أنها حقيقة ملموسة، مثل مسلسل “سندريلا” عام ٢٠٠٦. تضمن المسلسل مشهدًا من عيد ميلاد نجاة، حيث وصل كامل الشناوي إلى الحفل ومعه هدية، وفوجئ بشخص آخر ينفخ الشموع بينما كان يقطع الكعكة معها ويمسك بيدها. غادر الشناوي حزينًا وباكيًا. إنها قصة ملفقة تمامًا”.

وأعلن طارق الشناوي أنه جمع إفادات من شهود عيان عاصروا زمن الكاتب والشاعر كامل الشناوي، من أجل معرفة حقيقة الشائعات المحيطة بهذه الأغنية. قال: “قبل خمسة وثلاثين عامًا، أجريتُ تحقيقًا صحفيًا لكشف غموض هذه القصيدة. وتساءلتُ إن كانت قد كُتبت بالفعل نتيجة حادثةٍ وقعت لمؤلفها”. هل هذا صحيح أم أنه مبني على قصة من خياله؟ لقد اتصلت بالعديد من شهود العيان، ولكن للأسف كانت الإجابات كلها متناقضة تماما. لقد نظر كل واحد منهم إلى القصة من وجهة نظره الخاصة وأضاف إليها الكثير من التوابل. أخبرني الكاتب الراحل مصطفى أمين أن كامل كتب القصيدة في شقته، وأن كامل شغل الأغنية لنجاة عبر الهاتف، وعندها أبدت نجاة إعجابها بالأغنية وطلبت منها غنائها. وقالت لي الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، إن كامل الشناوي كتب الأغنية في شرفة منزلها المطل على النيل بالجيزة، فيما أكد الكاتب الراحل كمال الملاخ أن الشناوي كتب الأغنية في أحد الفنادق الشهيرة بوسط القاهرة. بدأ كل واحد من الثلاثة بإضافة أشياء خاصة به حول خلفية الأغنية وسبب كتابتها. الوحيد الذي كان يميل إلى الاعتقاد بأنها مجرد عمل فني وصل إلى قمة صدق مؤلفه هو الموسيقار كمال الطويل. ومع ذلك اتفقت الأغلبية على أن الخائن هو الذي دفع كامل الشناوي لكتابة هذه القصيدة، مما أدى إلى خلق واقع مواز للصورة الشعرية المليئة بالصدق.

وعندما سئل عن سبب عدم حديثه مع الفنانة نجاة حول هذا الموضوع، أجاب: “خاصة وأنه التقى بها أكثر من مرة؟”. قال طارق: “كنت ألتقي بالمطربة نجاة كثيرًا، وكانت علاقتنا جيدة، لكن منذ حوالي ست أو سبع سنوات انقطع الاتصال بيننا. مع أنني، كما ذكرت، كنت على علاقة جيدة بها لفترة، إلا أنني لم أستطع التحدث مباشرةً مع أحد في مثل هذه الأمور من الناحية الأدبية. أتذكر أنها رفعت دعوى قضائية ضد الكاتب الراحل مصطفى أمين عندما طرح هذا الموضوع وتحدث عن العلاقة بشكل مباشر واتهامي”.

وعن رأيه الشخصي في استمرار مثل هذه القصص حتى اليوم والرأي الذي يميل إليه بشأن سبب كتابة القصيدة، قال الناقد طارق الشناوي: “القصيدة عكست شعوراً حساساً وصادقاً لدى كاتبها، فبدأ الناس يبحثون عن لمسة من الواقع فيها، وعندما لم يجدوها اخترعوا واقعاً يناسب القصيدة”. يعتقد الكثيرون أن الفن يعبر بالضرورة عن واقع ملموس، ورغم أن هذا هو الحال في كثير من الأحيان، إلا أن هناك استثناءات وأعمالاً تعتمد على الخيال وليس الواقع، مثل قصيدة “لا تكذب”. من يعرف كامل الشناوي يدرك حقيقته. هو رجل رومانسي جدًا، يعشق الحب من أجل الحب، أو كما وصفه الكاتب الراحل مصطفى أمين: «قلب كامل الشناوي كالسينما، يعرض فيلم جديد كل أسبوع»، مما يوحي بأن كامل الشناوي يحب شخصًا جديدًا في كل مرحلة، وهذه حقيقة. وكان يحب المذيعة سلوى حجازي، والممثلة نادية لطفي، والمذيعة ليلى رستم، والممثلة سعاد حسني، وكان يقول عنهن كلمات رائعة. بمعنى آخر، لم تكن نجاة هي القصة أو الحالة الوحيدة في حياته.


شارك