الأردن يتسلم رئاسة الدورة الـ 163 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين

بدأت منذ قليل بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة العادية (163) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بحضور السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية.
خلال الاجتماع تولت الأردن رئاسة اليمن. وفي كلمته في الاجتماع، أعرب مندوب الأردن السفير أمجد العضايلة عن تقديره للجهود الدبلوماسية التي بذلتها جامعة الدول العربية على أعلى مستوى والمناقشات البناءة والحوار الهادف خلال الدورة 162 السابقة.
وأضاف العضايلة أن هذا الحوار يأخذ في الاعتبار هموم أمتنا العربية ويتفق في جديته واهتمامه في ظل التحديات غير المسبوقة التي تواجه منطقتنا. وهو حوار جرى تحت هذه القبة التي تجمعنا كأمة عربية واحدة، تجمعنا هموم مشتركة وقواسم مشتركة تجسدها مسيرة جامعة الدول العربية. نحتفل بالذكرى الثمانين لتأسيسها التي لا تزال رمزاً ومظلة جامعة للعمل العربي، ودورها الذي نود دعمه ومواصلته وتوسيعه، لتبقى الجامعة حاضنة للحوار وإطاراً لحماية مصالح الأمة العربية ومواجهة الصعوبات التي تواجهها والعمل بلا كلل لتحقيق تطلعات شعوبها.
وشكر السفير العضايلة اليمن ممثلة بالسفير علي صالح موسى القائم بأعمال الوفد اليمني على الجهود الكبيرة والتنسيق الدائم والمشاورات المستمرة والتي كانت واضحة ومثمرة خلال رئاسته لأعمال الدورة العادية 162 لمجلس عصبة الأمم. وتجلى ذلك في روح التعاون الأخوي والحوار البناء حول مختلف القضايا التي تناولتها اللقاءات في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما قدم خالص التهاني بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس جامعة الدول العربية، واستذكر مساهمات كل من عمل على تطوير هذه المؤسسة العربية لتظل وطناً ثابتاً لكل العرب. كما أعرب عن تقديره العميق للدور الرائد للأمانة العامة لجامعة الدول العربية ممثلة في الأمين العام أحمد أبو الغيط ونائب الأمين العام السفير حسام زكي والأمناء العامين المساعدين ورؤساء القطاعات المختلفة والكوادر الفنية والإدارية. إن الإنجازات المتميزة والجهود المفيدة تنعكس على أعمالنا واجتماعاتنا وتخدم نتائجها.
وأكد العضايلة أن الأردن، انطلاقاً من مبادئه الوطنية ورسالته الدبلوماسية وإيمانه الصادق بأهمية وأولوية التكامل العربي، ورغبته في تحقيق التوافق والتوافق، يعتبر جامعة الدول العربية الصوت الواحد لأمتنا ومؤسسة من مؤسسات العمل العربي المتعدد الأطراف، لها دورها في توحيد المواقف وتعزيز التضامن. وأكد أن المملكة، وخاصة في ظل رئاستها للدورة الحالية لمجلس عصبة الأمم، ملتزمة بالبناء على كل الجهود والأعمال والقرارات العربية الصادرة عن مجلس عصبة الأمم على مختلف مستوياته.
وأوضح أن المملكة الأردنية الهاشمية وبالتنسيق مع أشقائها العرب ستبذل كل جهد ممكن لتكثيف العمل المشترك وتوسيع نطاق التشاور حول قضاياها وتسريع وتيرة تحقيق كل ما نصبو إليه جميعا. وفي الوقت نفسه سنواصل العمل على تطوير التعاون مع الدول الصديقة والتكتلات الإقليمية والدولية، بما يسهم في تعزيز موقفنا وتكثيف الجهود لدعم مصالح الأمة العربية، وطرح مواقفنا ونشرها دولياً، والحد من المخاطر التي تضر بمصالحنا، وتعزيز منظومة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي بشكل عام.
قال العضايلة: “تواجه أمتنا العربية مرحلةً عصيبةً ومنعطفًا قد يكون من أخطر وأهمّ المراحل في العقود الأخيرة. إنها مرحلةٌ تضاعفت فيها التحديات وتزايدت الأزمات، وامتدت جغرافيًا لتشمل أكثر من دولة عربية”.
وأضاف أنه رغم خطورة هذه التحديات فإن القضية الفلسطينية تبقى في قلب الصراع الذي يغذي كل الأزمات. إن غياب الحل العادل والشامل يظل خياراً قابلاً للتطبيق لكل من يسعى إلى تعكير صفو المنطقة وإرهاق أراضيها وشعوبها بالمشاكل التي لا يمكن حلها إلا من خلال حل عادل وشامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويعيد الحقوق لأصحابها الشرعيين.
وتابع: “لا يمكن تحقيق عالم أكثر سلاما دون شرق أوسط مستقر، ولا يمكن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة”.
وأكد أيضًا: “سنعمل مع جميع الأطراف لتكثيف العمل الدبلوماسي الفعال، وإعطاء وزن أكبر لصوت الحق الداعي إلى إنهاء الحرب الوحشية. وسنبدأ أيضًا إعادة الإعمار في إطار المبادرة العربية الإسلامية التي أطلقتها مصر بالتنسيق مع فلسطين، ونفتح أفقًا سياسيًا لمفاوضات جادة تهدف إلى حل سياسي شامل وعادل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لمبادئ الرابع من يونيو/حزيران 1967”.
كما أكد قائلاً: “إن جهود إنهاء الحرب، ودعم عملية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وضمان توفير المساعدات الكافية، ودعم خطة إعادة الإعمار، وتعزيز الدعم السياسي والمالي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) تظل من الأولويات. وسنعمل معكم لتحقيق هذه الأهداف بما يخدم الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته المركزية”.
واختتم كلمته قائلاً: “سنواصل، تحت مظلة جامعتنا العربية، الدفع بالحلول السياسية لأزمات دولنا العربية الشقيقة. هدفنا تعزيز أمنها واستقرارها، ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها، والحفاظ على سيادتها، وتعزيز مؤسساتها الوطنية. كما سنستفيد، وفقاً لمبدأ الاختصاص، من إنجازات مجالس الوزراء الأخرى المنضوية تحت مظلة جامعة الدول العربية في مختلف المجالات السيادية والفنية، وذلك لإيجاد القاعدة المؤسسية لعمل مجالس الجامعة، والبناء على نتائجها وقراراتها”.