وزيرة التخطيط والتعاون: العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر والمجر تشهد تطورًا متناميًا في السنوات الأخيرة

بقلم: منال المصري
أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، عمق الشراكة بين مصر والمجر، والتزامهما المتبادل بالمضي قدماً نحو تعاون أوسع مثمر وبناء في مختلف المجالات، لا سيما في القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، التي شهدت تطوراً متزايداً في السنوات الأخيرة. وأضافت أن العلاقات بين مصر والمجر ليست جديدة، بل هي علاقات مبنية على عقود من التفاهم والتعاون.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة رانيا المشاط في منتدى الأعمال المصري المجري الذي أقيم بمقر الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بمشاركة المهندس أحمد أبو النجا، وزير الاستثمار والتعاون الدولي. لقد حدث. حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية وبيتر سيارتو وزير الخارجية والتجارة المجري. جاء ذلك خلال انعقاد المنتدى قبيل انعقاد الاجتماع الخامس للجنة المصرية المجرية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، المنعقد حاليا بالقاهرة.
وأضافت المشاط في بيان اليوم أن المنتدى يأتي في وقت حرج يواجه فيه العالم تحديات اقتصادية وجيوسياسية غير مسبوقة تتطلب من الدول العمل معا وتبني نماذج تعاون جديدة تعتمد على الابتكار والتكامل والاستدامة.
وقالت المشاط إن المنتدى الاقتصادي يوفر منصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات واستكشاف فرص الاستثمار المشترك وتعزيز التواصل المباشر بين ممثلي القطاعين العام والخاص في البلدين.
وأوضحت أن العلاقات التجارية بين مصر والمجر شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، مضيفة أن حجم التجارة بين البلدين بلغ نحو 380.4 مليون دولار عام 2023، منها 87.1 مليون دولار قيمة الصادرات المصرية إلى المجر و293.3 مليون دولار قيمة الواردات. وأوضحت أن هذا التقدم يعكس الثقة المتبادلة بين مجتمعي الأعمال في البلدين ويعكس جودة المنتجات والخدمات المتبادلة وملاءمتها للأسواق.
وأكدت أيضًا على أهمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تعد ركيزة أساسية في استراتيجية التنمية في مصر ومركزًا جاذبًا للاستثمار الدولي.
وأشارت المشاط إلى أن هذه المنطقة الفريدة بمناطقها الصناعية الأربع وموانئها البحرية الستة تعد بوابة استراتيجية للأسواق الأفريقية والشرق أوسطية وتوفر فرصاً واعدة في قطاعات مثل الخدمات اللوجستية والسيارات والطاقة الشمسية والبتروكيماويات والأدوية والهيدروجين الأخضر.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أن مصر تولي أهمية كبيرة للتحول الصناعي والتكنولوجي وتعمل على تعزيز الشراكات مع الدول الصديقة في هذا المجال وخاصة مع المجر. وأكدت التزام الدولة بتنمية القطاعات الرئيسية مثل الصناعات الدوائية والمنسوجات ومواد البناء والأجهزة الطبية، مع التركيز على نماذج الاقتصاد الدائري والابتكارات البيئية والتصنيع الذكي، والتي تمثل مساهمة كبيرة في النمو الاقتصادي المستقبلي، فضلاً عن توطين الصناعة والاستفادة من الخبرات المجرية في هذه المجالات.
وأكدت التزام الحكومة بتوفير فرص أكبر للقطاع الخاص وخلق بيئة أعمال أكثر تنافسية من خلال وضع سقف للاستثمار العام. وأوضحت أن هذا النهج يهدف إلى ترشيد الإنفاق العام وإعطاء القطاع الخاص المحلي والدولي مجالاً أكبر لدفع عجلة النمو الاقتصادي في بيئة تتميز بالكفاءة والشفافية والمنافسة العادلة.
وأضافت أن مصر تواصل تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي الذي أطلقته الحكومة عام 2021، وهو أحد الركائز الأساسية لرؤية التنمية الشاملة والمستدامة. وأوضحت أن البرنامج يرتكز على خمسة محاور رئيسية تستهدف زيادة الإنتاجية وتحفيز النمو الشامل وزيادة قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة الصدمات.
وفي سياق آخر، أشار وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى أن هناك خيارات تمويلية إضافية متاحة للشركات المجرية، وخاصة آلية ضمان الاتحاد الأوروبي بقيمة 1.8 مليار يورو، والتي تستخدم لدعم توسع الشركات المجرية وغيرها في مصر.
وأضافت أن هذا البرنامج يركز حاليا على ثلاثة محاور رئيسية هي: تعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي، وتحسين بيئة الأعمال، وتسريع التحول الأخضر.
وأضافت أن هذه الإصلاحات بدأت تؤتي ثمارها. وفي الربع الثاني من السنة المالية الحالية، سجل الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة 4.3%، وهو أعلى معدل نمو ربع سنوي في أكثر من عامين.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط أن هذا النمو جاء بفضل الأداء القوي للقطاعات الصناعية غير النفطية التي نمت بنسبة 17.7%، والسياحة بنسبة 18%، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة 10.4%، وهو ما يؤكد تحول الاقتصاد المصري نحو القطاعات الإنتاجية والقائمة على الابتكار.
وأشارت أيضاً إلى الارتفاع الملحوظ في الاستثمار الخاص، الذي ارتفع بنسبة 35.4 في المائة، في حين انخفض الاستثمار العام بنسبة 25.7 في المائة. ويشكل هذا مؤشراً واضحاً على نجاح جهود الحكومة في تحفيز القطاع الخاص وإعادة توجيه الموارد إلى قطاعات أكثر كفاءة وربحية.
وأوضحت أن القطاع الخاص يمثل أكثر من 50% من إجمالي الاستثمارات في مصر، في حين يمثل القطاع العام أقل من 40%. ويعد هذا تغييراً هيكلياً جوهرياً يعكس التزام مصر الثابت ببناء اقتصاد تنافسي وديناميكي.