جلسة بمؤتمر التعليم التكنولوجي تطرح حلولاً لسد الفجوة بين المهارات ومتطلبات التوظيف في العصر الرقمي

منذ 3 شهور
جلسة بمؤتمر التعليم التكنولوجي تطرح حلولاً لسد الفجوة بين المهارات ومتطلبات التوظيف في العصر الرقمي

أقيمت حلقة نقاشية هامة حول موضوع “مستقبل الوظائف وسوق العمل وأنظمة المعلومات” في ظل الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي. ترأس الاجتماع الدكتور هاني منير، الأستاذ المتفرغ بكلية الهندسة جامعة حلوان. وناقش الخبراء تحديات وفرص التحول الرقمي، وتأثير التكنولوجيا على المهارات المهنية المطلوبة، ومستقبل الوظائف في العصر الرقمي، وتأثير أنظمة المعلومات على سوق العمل. كما تطرق الاجتماع إلى دعم البنية التحتية الرقمية وتطوير سياسات تنظيم العمل عن بعد. جاء ذلك على هامش المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي الذي أقيم تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، برئاسة الدكتور أحمد الجيوشي أمين المجلس الأعلى للجامعات التقنية. أقيم المؤتمر تحت شعار “التعليم اليوم لوظائف الغد” وحضره مجموعة واسعة من الخبراء بالإضافة إلى ممثلين من الجامعات وعالم الأعمال.وفي بداية اللقاء تحدثت الدكتورة رشا شرف، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء المصري، عن مرصد سوق العمل الدولي، وهي مبادرة استراتيجية تهدف إلى تحسين توافق مخرجات التعليم المصري مع متطلبات السوق العالمية وتصدير العمالة الماهرة. ويهدف المشروع إلى ربط التعليم باحتياجات السوق العالمية، ودراسة متطلبات سوق العمل الدولي، وتأهيل الكوادر المصرية وفق المعايير الدولية. ويتم ذلك بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والتدريب الفني والعمل، ويهدف إلى توفير فرص عمل للشباب المصري في الخارج، مما يساهم في الحد من البطالة وزيادة التحويلات النقدية الأجنبية. كما سلطت الدكتورة رشا الضوء على آليات عمل مرصد سوق العمل الدولي الذي يعمل على تدريب وتنمية الشباب من خلال التنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية والتعاون مع الوزارات المصرية (مثل وزارات التعليم العالي والشباب والرياضة)، وكذلك من خلال إقامة شراكات مع المؤسسات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي ودول الخليج لرصد فرص العمل وتحديد المهارات المطلوبة. وأكدت على ضرورة تسريع وتحديث المناهج الدراسية لمواكبة التغيرات العالمية. وأوضحت أن هذا المرصد يأتي ضمن استراتيجية أوسع لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتزويد الأسواق العالمية بالعمالة الماهرة، مع التركيز على التكنولوجيا والزراعة.

أكد الدكتور أحمد سعد عميد الكلية المصرية الألمانية للتكنولوجيا بجامعة أسيوط الدولية التكنولوجية، أن مستقبل وظائف التكنولوجيا في سوق العمل يتميز بتغيرات جذرية وفرص واعدة، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة. كما أكد الدكتور سعد أن التركيز كان على المهارات التكنولوجية المتقدمة، مؤكداً أن الكلية المصرية الألمانية للتكنولوجيا تقوم بتدريب الخريجين الذين يمتلكون المهارات التكنولوجية المطلوبة في الصناعات الحديثة، مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، يقوم بتدريب الطلاب على تصميم وتشغيل الأنظمة الآلية، وكذلك التكنولوجيا الميكانيكية والكهربائية، في مختبرات متخصصة مجهزة بأحدث المعدات، وتطوير مهارات الطلاب في مجالات مثل الهيدروليك والنيوماتيك والتحكم الآلي (CNC). وأكد الدكتور أحمد سعد أيضاً على ضرورة التكيف مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي من خلال ربط المناهج بالصناعة ومراعاة تصميم البرامج الأكاديمية. ولمواكبة متطلبات الصناعات مثل الطاقة المتجددة والتحول الأخضر، أوضح دور الكلية في نجاح خريجيها في المشاركة في المشاريع الوطنية مثل تطوير آلة لإعادة تدوير مخلفات الموز وإنتاج خيوط قابلة لإعادة الاستخدام، وتطوير أنظمة الطاقة الشمسية، وتطوير المعدات الصناعية الذكية للمصانع الكبيرة.

وفي هذا السياق أكد الدكتور جان هنري القائم بأعمال رئيس جامعة بني سويف التكنولوجية على أهمية ربط التعليم الفني بالصناعة باعتبارها استراتيجية حيوية لتنمية القوى العاملة وتعزيز الاقتصاد المصري. وأوضح أنه لإنتاج كوادر مؤهلة قادرة على سد الفجوة المهارية، لا بد من تطوير مناهج حديثة بالتعاون مع الشركات الصناعية تواكب متطلبات المستقبل. ويهدف هذا إلى ضمان اكتساب الطلاب للمهارات المطلوبة بشكل فوري في سوق العمل، على سبيل المثال في مجالات الأتمتة وتكنولوجيا الطاقة.

كما أكد الدكتور هنري على ضرورة إنشاء وحدات متابعة للخريجين في الجامعة لتقييم أداء الخريجين في الشركات وتطوير المناهج بناء على آراء أصحاب العمل، مشددا على ضرورة ربط البحث الأكاديمي بالصناعة. وينبغي تشجيع الطلاب على تطوير حلول للمشاكل الصناعية الحقيقية، مثل خفض تكاليف الاستيراد من خلال إنتاج مكونات محلية.

وأوضح الدكتور عربي كشك رئيس جامعة الدلتا للتكنولوجيا أن البنية المرجعية للجامعات الذكية وعلاقتها بسوق العمل تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية وهي: التكامل التكنولوجي من خلال دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء في البنية التحتية للجامعات؛ ويهدف المشروع إلى إنشاء حرم جامعي ذكي يقدم تجربة تعليمية متكاملة، بالإضافة إلى توافر المنصات الرقمية وتطوير منصات مثل نظام إدارة التعلم (LMS) وأنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) لتسهيل الإدارة الأكاديمية والمالية، كما يتم تنفيذه في إطار خطة التحول الرقمي في الجامعات المصرية. هذا بالإضافة إلى الأمن السيبراني لضمان حماية البيانات والبنية التحتية الرقمية من خلال تطوير سياسات أمنية متطورة، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في التعليم.

رد الدكتور على هذا. وأكد كشك على دور الجامعات الذكية في سوق العمل وتأهيل الخريجين الرقميين القادرين على تطوير برامج أكاديمية تركز على المهارات التكنولوجية اللازمة في سوق العمل مثل تحليل البيانات والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي. تتعاون شركة Kiosk مع شركات مثل Amazon Web Services لتدريب الطلاب. وأكد على ضرورة إقامة شراكات صناعية تهدف إلى ربط المناهج الدراسية باحتياجات القطاعات الصناعية من خلال بروتوكولات مع الشركات الكبرى. ضمان التوظيف المباشر للخريجين في مجالات مثل التصنيع الذكي والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التدريب المستمر وتوفير الدورات للطلاب والخريجين في التقنيات الحديثة مثل علوم الكمبيوتر.


شارك