البيئة: الاستفادة من قصص نجاح أصحاب المصلحة لبناء استراتيجية قوية للاقتصاد الدائري تحقق نموا مستداما

منذ 1 شهر
البيئة: الاستفادة من قصص نجاح أصحاب المصلحة لبناء استراتيجية قوية للاقتصاد الدائري تحقق نموا مستداما

• تشمل الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري 8 قطاعات رئيسية.

• بذلت القيادة السياسية ورئيس الوزراء جهوداً كبيرة لدمج البعد البيئي وتحقيق التناغم بين التنمية الاقتصادية ومراعاة البعد البيئي.

 

افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة جلسة التشاور للقطاعات المعنية بالاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري بحضور كرستين ديجي مدير مشروع البرنامج الوطني لإدارة المخلفات “الاتحاد الأوروبي الأخضر، الوكالة الألمانية للتعاون الدولي”، وكوين راديمكرز رئيس مؤسسة ACEN، والدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لهيئة البيئة المصرية، وياسر عبد الله الرئيس التنفيذي لهيئة إدارة المخلفات، والدكتور خالد قاسم نائب وزير التنمية المحلية للتنمية المؤسسية ودعم السياسات، والمهندس. حضر اللقاء المهندس أحمد كمال مدير مكتب الالتزام البيئي باتحاد الصناعات، وممثلين عن عدد من الوزارات ذات الصلة مثل وزارات التجارة والصناعة، والموارد المائية والري، والكهرباء والطاقة، بالإضافة إلى عدد من خبراء البيئة وممثلي القطاع الخاص ورواد الأعمال.

وفي كلمتها، قالت الدكتورة ياسمين فؤاد إن مصر بدأت رحلة ملهمة في تطبيق الاقتصاد الدائري واكتساب الخبرة ومشاركة العديد من قصص النجاح والتعلم من الأخطاء. ولا يقتصر الأمر على قطاع واحد، مثل قطاع إدارة النفايات، الذي يعد من القطاعات الأكثر ملاءمة لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري. وبدلاً من ذلك، تغطي الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري ثمانية قطاعات واعدة، بما في ذلك الزراعة والصناعة والسياحة والبناء والمنسوجات والمواد الكيميائية والبلاستيك.

وأوضحت أن هدف جلسة التشاور هو إنشاء مجموعات عمل تضم مختلف أصحاب المصلحة للعمل على تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري في كل قطاع من القطاعات المستهدفة. وأشارت إلى أن الدولة المصرية ممثلة في القيادة السياسية ورئيس الوزراء بذلت جهوداً كبيرة خلال السنوات العشر الماضية لدمج البعد البيئي وتحقيق التناغم بين التنمية الاقتصادية والاهتمام البيئي والعمل على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام ومواكبة التوجه العالمي الحالي نحو الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية من أجل الأجيال القادمة.

وأضافت أن نماذج تطبيق الاقتصاد الدائري تختلف بين القطاعات وكذلك داخل القطاعات. وفي قطاع النفايات، يختلف نموذج تنفيذ الاقتصاد الدائري للنفايات البلدية، والذي يتضمن بناء البنية الأساسية لإعادة التدوير وإنتاج الأسمدة والوقود البديل والطاقة، عن نموذج النفايات الزراعية، والذي يتضمن جمع النفايات وضغطها وإعادة استخدامها وتمكين المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.

واستعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد عدداً من قصص النجاح في تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري في عدد من القطاعات، ومنها الصناعة، حيث يتم تطبيق إعادة استخدام المياه في عملية التصنيع لتقليل النفايات والتكاليف ونفقات التشغيل، وزيادة كفاءة الطاقة في المصانع. وفي قطاع البلاستيك والتغليف، هناك جهود تبذل لإعادة استخدام الزجاجات البلاستيكية وإشراك الصيادين الصغار في جمع النفايات البلاستيكية من الموارد المائية لإعادة استخدامها في صناعة البلاستيك.

وأشارت أيضاً إلى تجربة تعزيز ترخيص مصانع إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية لإنتاج مواد خام قابلة لإعادة الاستخدام، والاستخدام الأمثل للمواد الخام من مخلفات البناء، والتجربة الرائدة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في مجال كسارات الركام. وأشارت أيضاً إلى مبادرة “من النفايات إلى الطعم الجيد” في قطاع المنسوجات، والتي تم إطلاقها بالتعاون مع بنك الملابس المصري في مؤتمر المناخ COP27 لإعادة استخدام الملابس والأقمشة المستعملة في تصميمات مبتكرة.

وأكد وزير البيئة أن الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري يجب أن تتضمن قصص نجاح مختلفة من كل قطاع. وأكد أن المجموعة الاستشارية المسؤولة عن إعداد الاستراتيجية ستحدد خطوات واضحة لتصميم خارطة طريق تتناسب مع خصوصيات كل قطاع، والاستفادة من فرصه الواعدة وتحقيق تقدم حقيقي في تنفيذ الاستراتيجية.

وأكد وزير البيئة أيضا على ضرورة إيجاد آليات تنفيذية واضحة تأخذ في الاعتبار المشاكل والقضايا المتداخلة في القطاعات المختلفة مثل المياه والطاقة. وأكدت أيضًا على ضرورة بناء القدرات الوطنية من خلال دمج المناخ الداعم وتعزيز المؤسسات والتدريب الفردي. وأكدت أيضاً على آليات تمكين التنفيذ، مثل إشراك القطاع المصرفي والشراكة مع المشاريع المنفذة ورواد الأعمال، وتقييم الآليات الوطنية القائمة وتعظيم الاستفادة منها، فضلاً عن نقل التكنولوجيا والاستفادة من البحث العلمي في جميع القطاعات.

وأعربت الدكتورة ياسمين فؤاد عن أملها في تطوير استراتيجية وطنية للاقتصاد الدائري في وقت مبكر تناسب دولة مثل مصر، والتي من شأنها أن تكون نموذجا رائدا يمكن تكراره وتطويره من قبل دول عربية وأفريقية أخرى.

من جانبه، أعرب الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لهيئة البيئة المصرية عن تقديره لجهود الوزارات والهيئات المعنية، وخاصة جمعية الصناعة، لوضع استراتيجية الاقتصاد الدائري تشمل ثمانية قطاعات رئيسية، تشمل الزراعة والصناعة والسياحة والمنسوجات والبلاستيك والتعبئة والتغليف والهدم والبناء والإلكترونيات والنفايات. وأضاف أن الوزارة تعتزم إعداد استراتيجية وطنية واضحة للاقتصاد الدائري، تتضمن خطة عمل تتسق مع تركيز الدولة على تعزيز الاستثمار وخلق فرص العمل على المستوى الوطني.

وأشار الدكتور علي أبو سنة إلى أن التحول إلى الاقتصاد الدائري لم يعد خياراً بل أصبح ضرورة ناجمة عن الظروف الاقتصادية العالمية الحالية وتأثيرها على الوضع الراهن. وهذا يتطلب منا جميعا “مراجعة أولويات حماية البيئة والموارد الطبيعية في إطار الجهود الرامية إلى دعم تحسين وتطوير وتوسيع القدرات والسياسات والاستراتيجيات العامة الناتجة عن ذلك للحد من كافة أنواع مصادر التلوث، والتصدي بشكل جدي لظاهرة تغير المناخ”. وأكد أن المشاورات التي جرت خلال ورش العمل وتحديد الأولويات الوطنية لكل قطاع ساهمت في إعداد عدد كبير جداً من الدراسات حول مختلف القطاعات في مصر، إلا أنها توقفت عند مرحلة الصياغة ولم يتم تنفيذها. ومع ذلك، ترغب الوزارة في الاستفادة من هذه الدراسات في تطوير استراتيجية وطنية مقرونة بخطة عمل. وأوضح أننا لا نقوم فقط بإعداد وثيقة فنية قابلة للتطبيق، بل نعمل أيضاً على إرساء منهجية وآلية لمستقبل اقتصادي يرتكز على دمج حماية البيئة والتعاون في التنمية المستدامة، باعتبار أن مكون الاقتصاد الدائري جزء مهم ومكمل لخطة الدولة الطموحة لزيادة حجم الاستثمارات والصادرات والاعتماد بشكل أكبر على مواردنا الطبيعية وترشيد استخدامها والحفاظ عليها.

من جانبه أشار ياسر عبدالله إلى مفهوم الاقتصاد الدائري في منظومة إدارة النفايات. وفي السنوات الأخيرة، عملت الحكومة المصرية مع عدد من المؤسسات ذات الصلة على تطوير منظومة النفايات بشكل أكبر وتحويلها من مشكلة بيئية صعبة إلى حقبة اقتصادية واعدة من خلال إعادة استخدام وتدوير النفايات. وفي هذا المجال، وبدءاً من استراتيجية النفايات البلدية وغير الخطرة، تم تحقيق تقدم كبير والوصول إلى مراحل متقدمة ضمن إطار زمني محدد. وأوضح أن مصر تنتج أكثر من 100 مليون طن من كافة أنواع النفايات، وأنها تعمل مع عدد من الجهات الحكومية حسب نوع النفايات. وتم العمل على تطوير منظومة النفايات بشكل أكبر في كافة الجوانب المؤسسية والفنية والمالية والقانونية. وتنعكس هذه الإجراءات في تطوير البنية التحتية للنظام، وهو ما نراه حالياً على أرض الواقع، بدءاً من مصانع إعادة التدوير ومكبات النفايات ومحطات النقل الوسيطة وصولاً إلى عقود التشغيل مع القطاع الخاص.

وفيما يتعلق بالنفايات الزراعية، بُذلت جهود لتحويل مشكلة حرق هذه النفايات إلى فرصة اقتصادية. وتجري حالياً جهود لتعزيز هذه العملية بالتعاون مع الجهات المعنية وشركاء التنمية.

وأكدت المهندسة سماح صالح رئيس إدارة التنمية المستدامة على أهمية عقد هذه الفعاليات لبلورة رؤى وأفكار بناءة وتوفير انطلاقة جديدة لتطوير استراتيجية الاقتصاد الدائري المتكامل. وشكرت وزيرة البيئة والمستشارين على جهودهم في إعداد الاستراتيجية التي يتم إعدادها بشكل مشترك بين هيئة البيئة المصرية وهيئة إدارة المخلفات. وأوضحت أن الاقتصاد الدائري يعد أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة حيث يهدف إلى تقليل هدر الموارد من خلال إعادة الاستخدام والتدوير والاستغلال الأمثل للموارد. ومن شأن هذا أن يساعد على الحد من التلوث، وخلق فرص العمل الخضراء، ودعم التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون قادر على معالجة التحديات البيئية والاقتصادية بكفاءة ومرونة أكبر.

قدم كوين راديمكرز، رئيس ACEN، خصائص تطوير استراتيجيات الاقتصاد الدائري وخارطة الطريق الخاصة بها. وتبدأ هذه الاستراتيجيات بتحديد مفهوم الاقتصاد الدائري وأهميته والقطاعات ذات الأولوية فيه. كما تناول الدول التي طورت استراتيجيات وخطط عمل للاقتصاد الدائري، وخاصة في أفريقيا، مثل مصر والمغرب وغانا ونيجيريا. وأكد أيضاً أن المصلحة السياسية ضرورية لتطبيق هذا النموذج الاقتصادي. ويتجلى ذلك في عدد من التدابير، بما في ذلك تشكيل لجنة توجيهية وطنية تضم القطاعات والوزارات والجهات المعنية ذات الصلة، وإنشاء إطار للسياسات، والتركيز على المشاريع المنفذة وأدوات القياس، ورؤية تمويلية للمساعدة في تنفيذ التدابير اللازمة، ورؤية للاستثمارات المستقبلية.

وأشادت الدكتورة سارة ممثلة الهيئة العربية لتنسيق الشئون البيئية بالعروض التي قدمها وزير البيئة في الورشة والتي غطت بشكل شامل كافة النقاط التي عمل عليها فريق البحث. وأشادت بالجانب العملي للورشة، موضحة أن مفهوم الاقتصاد الدائري أوسع من مفهوم الاقتصاد الأخضر، إذ لا يقتصر على إعادة التدوير بل يشمل أيضاً تصميم وتصنيع منتجات لا تتحول إلى نفايات أساساً، بهدف تقليل توليد النفايات. وأشارت إلى أن الاقتصاد الدائري يشمل عدة مفاهيم، منها تطوير دورة حياة المنتج لتمكين استخدامه لأطول فترة ممكنة، وتحسين كفاءة استخدام الموارد والحفاظ عليها.

وأشارت إلى أن الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري تركز على ثمانية قطاعات رئيسية ويجري تطويرها بالتعاون مع عدد من الوزارات ذات الصلة والهيئات الدولية. ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في تطوير نماذج إنتاج واستهلاك أكثر استدامة.

 


شارك