الإفتاء: إعلان الجهاد وقرار الحرب لا يكون إلا تحت راية وليس عبر بيانات صادرة عن كيانات لا تمتلك سلطة شرعية

منذ 3 شهور
الإفتاء: إعلان الجهاد وقرار الحرب لا يكون إلا تحت راية وليس عبر بيانات صادرة عن كيانات لا تمتلك سلطة شرعية

درست دار الإفتاء المصرية الدعوات الأخيرة للجهاد المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي من جميع المسلمين، والتدخل العسكري الفوري والحصار المضاد من الدول الإسلامية.

وأكدت دار الإفتاء أنه في إطار مسؤوليتنا الدينية، واستناداً إلى مبادئ الفقه الإسلامي وأصول الشريعة الإسلامية، فإننا نوضح النقاط التالية: الجهاد مفهوم ديني دقيق، له شروط وأركان وأهداف واضحة ومحددة شرعاً. ولا يحق لأي جهة أو جماعة إصدار الفتاوى في هذه المسائل الدقيقة والحساسة بما يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها السامية ويعرض أمن المجتمعات واستقرار الدول الإسلامية للخطر.

وأكدت دار الإفتاء المصرية أن دعم الشعب الفلسطيني في ممارسة حقوقه المشروعة واجب ديني وإنساني وأخلاقي. ولكن هذا الدعم يجب أن يقدم في إطار ما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني وليس خدمة أجندات محددة أو مغامرات غير مدروسة تجلب المزيد من الدمار والتشريد والكوارث للفلسطينيين أنفسهم.

وتابعت: “من مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة أن إعلان الجهاد وقرار الحرب والقتال لا يكون إلا تحت راية مشتركة، ويتحقق ذلك في عصرنا بالدولة الشرعية والقيادة السياسية، لا بإعلانات منظمات أو جمعيات لا سلطة شرعية لها ولا تمثل المسلمين لا شرعًا ولا واقعًا. وأي دعوة للأفراد لعصيان وطنهم ومعارضة قرارات الحاكم تُعتبر دعوة للفوضى والاضطراب والفساد في الأرض، وهو ما نهى عنه الله تعالى ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-“.

وأكد مجلس النواب أن الدعوة للجهاد دون مراعاة قدرات البلاد وواقعها السياسي والعسكري والاقتصادي دعوة غير مسؤولة تتعارض مع المبادئ الإسلامية التي توجب الحذر واعتبار العواقب. ويأمر الشريعة الإسلامية بالموازنة بين المصالح والمفاسد، ويحذر من القرارات المتسرعة التي لا تراعي المصلحة العامة، بل قد تؤدي إلى ضرر أعظم على الأمة والمجتمع.

وتابعت: “من أصول الشريعة الإسلامية أن من دعا إلى الجهاد يجب عليه أن يتقدم الصفوف بنفسه أولا، كما كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم في الحملات العسكرية، وألا يثير العواطف والمشاعر ويترك العواقب لغيره”.

وتابعت: “من الحكمة ووفقا للشريعة الإسلامية أن تركز جهود الأمة الإسلامية على الوقف الجاد للتصعيد ومنع التهجير، بدلا من الدفع نحو مغامرات متهورة تعمق الأزمة وتفاقم المأساة الفلسطينية”.

وعلى هذا الأساس تؤكد دار الإفتاء المصرية على ضرورة التحلي بالعلم والمعرفة والحكمة والبصيرة، وعدم التأثر بالشعارات البلاغية التي تفتقر إلى المنطق والواقعية.


شارك