الأحد الدامي.. أسباب تهاوي بورصات مصر والخليج وهل تستمر الخسائر؟

منظر للسوق المحلي
تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “إيجي إكس 30” بنسبة 3.34% ليصل إلى 30639 نقطة، في حين انخفض مؤشر “إيجي إكس 70” للشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 4.84%، وانخفض مؤشر “إيجي إكس 100” الأوسع نطاقا بنسبة 4.58% عند ختام التعاملات اليوم الأحد.
وسجل رأس المال السوقي خسائر بنحو 73 مليار جنيه خلال جلسة اليوم، ليغلق عند 2.167 تريليون جنيه، مقابل 2.240 تريليون جنيه بنهاية جلسة الخميس الماضي. وانخفضت أسهم 181 شركة، وارتفعت أسهم 8 شركات، واستقرت أسهم 27 شركة.
أوضح سعيد الفقيه العضو المنتدب لشركة أصول القابضة أسباب التراجع الحاد الذي شهدته البورصة المصرية خلال جلسة اليوم. وجاء ذلك نتيجة لتأثير قرار الرئيس الأميركي بفرض رسوم جمركية على واردات عدد كبير من البلدان. وأدى ذلك إلى انخفاض حاد أثر على أسواق الأسهم العالمية، وخاصة الأميركية، ثم امتد إلى الأسواق العربية.
وأوضح أن هذه الانخفاضات العالمية أحدثت حالة من الذعر بين المستثمرين، وأدت إلى انخفاض السوق المحلية بنسبة 3.5%. وهذه نسبة منخفضة مقارنة ببعض الأسواق العربية الأخرى، وخاصة السوق السعودي الذي سجل تراجعاً بأكثر من 5%.
وأضاف أن السوق المصرية تتمتع بمرونة نسبية، متوقعاً تعافيها خلال الفترة المقبلة، بدعم من الشراء الانتقائي وتكوين مراكز شراء جديدة قرب مستويات الدعم 30.400-30.450 نقطة، والتي من المرجح أن تمثل نقطة انطلاق جديدة لاستعادة التوازن.
وأشار الفقيه إلى أن التراجع لم يكن واحداً على كافة الأسهم، حيث أظهرت بعض الشركات صموداً ملحوظاً وحققت أسعاراً أعلى من سعر افتتاحها، مثل مصر الجديدة للإسكان ودايس. ويعكس هذا ثقة بعض المستثمرين في القوة المالية لهذه الشركات، ويظهر أنها لم تتأثر كثيراً بموجة البيع التي اجتاحت السوق.
ويرجع تراجع البورصة المصرية إلى عوامل خارجية وهناك احتمالية للتعافي السريع.
أكدت خبيرة أسواق المال حنان رمسيس، أن التراجعات الحادة التي تشهدها السوق المصرية حالياً، ترجع إلى عوامل خارجية وليست داخلية. ويزيد هذا من فرص التعافي السريع بمجرد تخفيف هذا الضغط العالمي. وأشارت إلى أن الانخفاضات الناجمة عن العوامل الداخلية تستمر عادة لفترات أطول، مما يخلق حالة من عدم اليقين بشأن توقيت التعافي.
وأوضحت حنان أن الضغوط الحالية على السوق تتزامن مع فرض الحكومة الأميركية رسوماً جمركية على الواردات من عدد من الدول. وأدى ذلك إلى خسائر فادحة في الأسواق العالمية، وخاصة في الولايات المتحدة، التي خسرت نحو 6 تريليونات دولار بحلول نهاية أسبوع التداول.
لكن الرئيس الأميركي أشار إلى أن الإجراءات الحمائية قد توفر نحو 7 تريليون دولار. لكن الخسائر الفعلية أثارت موجة من الغضب والاحتجاجات في الولايات المتحدة.
وأضافت حنان أن هناك ردود فعل عالمية قد تدفع الحكومة الأميركية إلى إعادة النظر في هذه الإجراءات. وشملت هذه التطورات إعلان الصين عن فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على الواردات الأميركية، وتقارير تفيد بأن ألمانيا تدرس سحب 1200 طن من احتياطياتها من الذهب المخزنة في الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية العالمية.
التداول بالهامش يزيد الضغط
وأشارت حنان إلى أن العوامل الداخلية التي ساهمت في التراجع الحاد شملت ارتفاع طلبات هامش الربح. وقد مثلت هذه الضغوط ضغوطاً إضافية على السوق، حيث أدت المبيعات القسرية المرتبطة بإعادة هيكلة الديون إلى مزيد من الانخفاضات بسبب نقص القدرة الشرائية وزيادة القدرة البيعية.
وأوضحت أن حصة تجار الهامش لا تتجاوز 2% من السوق المحلية، لكن تأثيرهم كبير بسبب طبيعة عملية البيع القسرية. وأشارت إلى أنه مع نسبة ديون تتجاوز 55 بالمئة، فإن المستثمر كان في “منطقة الخطر” وبالتالي كان من الضروري تصفية مراكزه المالية بسرعة.
توقعات السوق والمؤشرات
وفيما يتعلق بمستقبل السوق، قال حنان إن المؤشر الرئيسي سيبقى متقلبا طالما استمرت الأسواق العالمية في الانخفاض. وأشار إلى أن التحسن قد يبدأ عندما تصل الأسهم إلى مستويات دعم قوية وهناك أخبار إيجابية بشأن نتائج الأعمال والأرباح.
وتستغل المؤسسات العربية والأجنبية انخفاض الأسعار لزيادة استثماراتها في البورصة المصرية.
واتفق معهم خبير أسواق المال حسام عيد في أسباب التراجع الحاد الذي شهدته البورصة المصرية خلال جلسة اليوم. وأوضح أن تأثر أسواق الأسهم العالمية مع بداية جلسة التداول اليوم أدى إلى تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية بأكثر من 400 نقطة أي ما يزيد عن 4%.
وأضاف أن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية نجح في التمسك بمستوى الدعم المحوري 30400 نقطة، وهو ما يعد إشارة إيجابية لاحتمال التعافي، خاصة مع اتجاه المؤسسات المالية الأجنبية والعربية للشراء قرب مستويات الدعم المحورية وزيادة مراكزها المالية.
وسجل المستثمرون المصريون صافي بيع للأسهم بقيمة 130.5 مليون جنيه مصري، في حين سجل المستثمرون الأجانب صافي شراء بقيمة 46.94 مليون جنيه مصري، وسجل المستثمرون العرب صافي شراء بقيمة 83.61 مليون جنيه مصري. بحسب موقع البورصة المصرية.
وأوضح أن هذا التوجه الإيجابي لدى المؤسسات الأجنبية والعربية يتناقض مع التوجه البيعي لدى المؤسسات المحلية، ما ساهم في تحقيق توازن نسبي في السوق رغم التراجعات الحادة التي شهدتها معظم الأسهم.
وأشار عيد إلى أن استمرار اتجاه الشراء من جانب المؤسسات العربية والأجنبية، إلى جانب احتمالات تهدئة الأزمة العالمية وتباطؤ تراجع الأسواق الأميركية، قد يساعد المؤشر الرئيسي ومؤشر «إيجي إكس 70» على التعافي، بدعم من الأسهم القيادية والصغيرة والمتوسطة على حد سواء.
انخفاض حاد في سوق الجولف
سجلت أسواق الأسهم في منطقة الخليج انخفاضات حادة اليوم، انعكاسا لتراجع الأسواق العالمية ومخاوف من ركود اقتصادي نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
أغلقت سوق الأسهم السعودية على انخفاض، حيث خسر مؤشر ناسداك 6.8%، وهي أكبر خسارة يومية منذ مايو 2020، وأكبر خسارة يومية في المنطقة.
أغلق مؤشر سوق الكويت الرئيسي على انخفاض بنسبة 5.7%، بقيادة تراجع سهم بنك الكويت الوطني بنسبة 7%. في هذه الأثناء، خسر مؤشر بورصة قطر 4.2%، متأثراً بانخفاض سهم صناعات قطر بنسبة 8.2%، في حين انخفض مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية بنسبة 2.6%. وسجل مؤشر بورصة البحرين أقل خسارة بنحو 1%، في حين يتجه مؤشر البورصة السعودية لتسجيل خسارة بنحو 6.5%، بحسب وكالة الشرق الأوسط بلومبيرغ.
وأضاف تقرير الشرق الأوسط أن الانخفاضات جاءت وسط موجة من التخارج من الأصول الخطرة في الأسواق العالمية الأسبوع الماضي. وفي وقت سابق، حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من أن الضرر الاقتصادي الناجم عن الحرب التجارية قد يكون أكبر من المتوقع، وأنه قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.
اقرأ أيضاً:
بسبب تراجع القدرة الشرائية، سيدخل القطاع الخاص مرحلة الانكماش لأول مرة في عام 2025.
هل تستثنيكم اتفاقية الكويز؟ مباحثات مصرية أمريكية حول آلية فرض الرسوم الجمركية