شركات مقاولات كبرى توقف التعاقد مع شركات التطوير العقارى بسبب التسعير والتعويضات

منذ 28 أيام
شركات مقاولات كبرى توقف التعاقد مع شركات التطوير العقارى بسبب التسعير والتعويضات

قالت مصادر مطلعة لصحيفة الشروق الاقتصادية والمالية إن شركات المقاولات الكبرى توقفت عن العمل مع المطورين العقاريين في المشاريع السكنية بسبب خلافات حول التسعير والأجور.

وأكد ممثلو شركات المقاولات الكبرى أن شركاتهم توقفت عن تحديد أسعار المشاريع السكنية، وتركز الآن على المشاريع التجارية والإدارية والفندقية والبنية التحتية.

قال الرئيس التنفيذي لإحدى شركات البناء إن شركته أوقفت اتفاقيات التسعير مع المطورين للمشاريع السكنية. ويأتي ذلك بسبب المشاكل التي تواجهها شركات المقاولات مع شركات التطوير العقاري فيما يتعلق بالتسعير ودفع التعويضات. وبالإضافة إلى ذلك، عانت شركات البناء من خسائر في السنوات الأخيرة بسبب رفض معظم المطورين دفع فروق الأسعار.

وقال ممثل إحدى شركات البناء الكبرى إن الشركة اقتصرت عقودها على المباني الخاصة في القطاع غير السكني ومولت مشاريع. وكانت أسباب ذلك هي الخسائر الناجمة عن منح عقود مشاريع البناء السكني، ورفض المطورين دفع فروق الأسعار أو تعويض المقاولين عن فروق أسعار العملات والمواد الخام، والتأخير في دفع الدفعات المستحقة، وهو ما رافقه ارتفاع أسعار الفائدة وعرض المقاولين لخسائر مالية كبيرة.

يواجه قطاع البناء ضغوطا مالية واختناقات في السيولة، وهو ما يهدد، بالإضافة إلى الصعوبات التي تواجهها شركات البناء الكبرى، بإجبار العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم على الخروج من السوق.

تحاول جمعية مقاولي الإنشاءات المصرية التوصل إلى حل ودي بين شركات المقاولات ومطوري العقارات بشأن أزمة التعويضات وتفاوت الأسعار، إلا أنها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.

وبحسب تصريحات سابقة للمهندس. قال محمد سامي سعد، رئيس جمعية المقاولين المصرية، إن بعض شركات التطوير العقاري رفضت تعويض المقاولين عن فروق الأسعار الناتجة عن التغيرات الاقتصادية، وأن بعض المقاولين انسحبوا من مشاريع دون سداد مستحقاتهم. هذه الشركات هي شركات كبيرة تعمل في السوق. وأوضح سعد أن الجمعية تقوم حالياً بمراجعة عقود الشركات المتضررة بهدف اتخاذ الإجراءات القانونية في حال رفضها دفع فروقات الأسعار والتعويضات للشركات المتعاقدة.

وقال سعد إن أزمة التعويضات أدت إلى أزمة سيولة لدى المقاولين. ولذلك فإننا سنعمل مع كافة الأطراف لتسريع دفع التعويضات للأطراف المتعاقدة.

وقد شكلت تقلبات أسعار الصرف وأسعار السلع الأساسية على مدى العامين الماضيين، وخاصة تلك القائمة على مكون الدولار، تحدياً للمقاولين، الذين بدأوا في تعديل شروط عقودهم مع المقاولين من القطاع الخاص. وتتطلب هذه التغييرات دفعات مقدمة عند إبرام العقد، كما تتضمن أحكاماً للتحوط ضد الزيادات المستقبلية في أسعار السلع الأساسية وأسعار الصرف.

وخفض البنك المركزي المصري سعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار في مارس/آذار 2024، بعد أن رفع أسعار الفائدة بشكل غير متوقع بنحو 600 نقطة أساس، مما دفع سعر الإقراض فوق 30%.

اجتمعت جمعية المقاولين المصرية مع شركات المقاولات في نهاية العام الماضي للبحث عن حلول وآليات لإنقاذ صناعة الإنشاءات في مصر. وهذا دفعنا إلى التواصل مع الحكومة لإطلاق مبادرة لتمويل المقاولين بفائدة مدعومة قدرها 12%، على غرار الدعم المقدم للمستثمرين في قطاعي السياحة والصناعة، نظراً للأعباء التمويلية المرتفعة. تشكل أسعار الفائدة المصرفية المرتفعة أحد أكبر التحديات التي تواجه المقاولين، ولابد من إيجاد حلول للتخفيف من تأثيرها على الشركات. كما ناقش الاجتماع ضرورة وضع عقد متوازن يجب على جميع المقاولين الالتزام به عند إبرام العقود مع شركات التعهيد لضمان حقوق جميع الأطراف.


شارك