جنيه واحد للكيلو.. مزارعو الفيوم: نفضل ترك الطماطم تتلف على بيعها بخسارة -صور

سادت حالة من الحزن والأسى بين مزارعي الطماطم بمحافظة الفيوم بسبب الخسائر الفادحة التي تعرضوا لها رغم وفرة الإنتاج خلال الموسمين الماضيين.
وانعكس الوضع المزري في حقيقة أن معظم المزارعين كانوا يائسين، ويعانون من الديون المتراكمة ولم يكونوا قادرين حتى على تغطية تكاليف الزراعة والاحتياجات المرتبطة بها.
قال المزارع وليد سيد توفيق في البداية: “لم أتوقع قط أن نشهد نحن مزارعي الطماطم موسمًا كارثيًا كهذا. خسرنا كل شيء، والآن ندين لملاك الأراضي وموردي المبيدات والأسمدة بالخسائر التي تكبدناها”.
وأضاف: “استأجرتُ سبعة أفدنة هذا العام بسعر 25 ألف جنيه مصري للفدان لزراعة الطماطم. حرثتُ الأرض، وجهزتُها، وركبتُ شبكات الري بالتنقيط، ثم اشتريتُ الشتلات. أضف إلى ذلك تكلفة عمال إزالة الأعشاب الضارة، والتي كلفتني حوالي 70 ألف جنيه مصري للفدان”.
وأشار إلى أنه “عندما حان موعد حصاد الطماطم، واجهنا كارثة: انخفضت أسعار الطماطم إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. وصل سعر تصدير الطماطم إلى ثلاثة جنيهات مصرية، بينما بلغ سعرها في السوق المحلية جنيهين مصريين. في الوقت نفسه، اشترت مصانع الصلصة منا كيلو طماطم الدرجة الثالثة بجنيه مصري واحد، مما تسبب لنا في خسائر فادحة”.
عبّر المزارع عاشور خميس عن حزنه قائلاً: “جهّزتُ ثلاثة هكتارات من الأرض لزراعة الطماطم المتسلقة، وأنفقتُ حوالي 150 ألف جنيه مصري للهكتار الواحد، شاملةً تكلفة الشتلات وتركيب أنظمة الري بالتنقيط. أضف إلى ذلك تكلفة الأصص، التي بلغت 35 ألف جنيه مصري للهكتار الواحد، بالإضافة إلى تكلفة الحبال التي تتسلق عليها شتلات الطماطم”.
وأوضح أن انهيار أسعار الطماطم يعود إلى توسع رقعة زراعة الطماطم في المناطق الجبلية، ما أدى إلى انخفاض الأسعار بشكل غير مسبوق بعد فترة من الانفجار.
ويرى صبحي شريف، أحد المزارعين، أن السوق المصري لا يمتلك القدر الكافي من المساحة لاستيعاب الكميات الضخمة من الطماطم التي تفوق طلب الأسواق الخارجية في الدول العربية والأوروبية.
وأكد صبحي شريف أن غياب التنسيق والدراسة الدقيقة لحجم ومتطلبات السوق المصرية والأجنبية من قبل مزارعي الطماطم كان سببا رئيسيا في انهيار أسعار الحبوب.
وأشار إلى أن محصول هذا العام لم يكن يغطي حتى تكاليف الحصاد والنقل.
وأوضح أن العديد من مزارعي الطماطم بمحافظة الفيوم يتركون الطماطم على الكروم فتتعفن وتسقط على الأرض بدلا من جمعها وبيعها بأسعار منخفضة، وهو ما يكلفهم أموالا أكثر من تركها في الحقل.
وأوضح الدكتور أسامة دياب وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الفيوم، أن المساحة المزروعة بالطماطم تجاوزت 9 آلاف فدان، وتم تقسيمها بين الأراضي المستصلحة ومناطق القروض القديمة. وأضاف أن إنتاج الهكتار ارتفع بشكل كبير، ما أدى إلى زيادة العرض عن الطلب، ما أدى بدوره إلى انخفاض سعر المحصول، وتوقف بعض المزارعين عن حصاد الطماطم وتركها في الأرض.