رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا: إغلاق مقرات منظمات دولية غير مقبول

منذ 29 أيام
رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا: إغلاق مقرات منظمات دولية غير مقبول

اعتبر رئيس المؤسسة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان أحمد حمزة، أن وصف الرعاية الصحية المقدمة للمهاجرين بأنها تعادل الاستيطان، أمر “غير مقبول وغير منطقي وموضوعي”.

وجاء ذلك ردا على جهود الاستخبارات المحلية لإغلاق مقار العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية.

وقال حمزة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن “هذه الإجراءات مرتبطة بنتائج التحقيق، لكنها مربكة”. هل ينبغي لنا أن نترك المهاجرين يموتون من الجوع والمرض على جانب الطريق لمنع إعادة توطينهم؟ سأل.

وأضاف: “ما هو الأخطر على ليبيا؟ مشروعٌ يُؤوي المهاجرين على متن قوارب ويُعيدهم قسرًا إلى ليبيا لاحتجازهم، وإبقاء الحدود مفتوحة، وتعطيل أنشطة شبكات الهجرة والاتجار بالبشر، أم توفير الرعاية الصحية والغذاء؟”

وتابع: “ما هو الأهم: ضمان صحة المهاجرين في ليبيا أم تركهم يعانون من الأمراض المعدية؟”

واعتبر حمزة أن الرعاية الصحية لجميع الناس في ليبيا “قضية إنسانية لا تقبل شروطا مبنية على الجنسية أو الدين أو دافع أو سبب البقاء في البلاد”، مؤكدا أنها “واجب على الدول القيام به بغض النظر عن شرعية بقاء الشخص على أراضيها”.

ودعا حمزة إلى “تأمين الحدود الجنوبية لليبيا وإنهاء دورها كحارس للسواحل الجنوبية لأوروبا”. وشدد على أهمية تفكيك شبكات الهجرة غير الشرعية وتحديد المتواجدين في ليبيا والتنسيق مع سفاراتهم وبدء إجراءات العودة الطوعية والترحيل، فضلا عن إجلاء القوات والقواعد والمرتزقة الأجانب. وأشار إلى أن السيطرة على الرعاية الصحية لن تأتي إلا في وقت لاحق، وأكد أن “السيادة الدولية لا تعني المعايير المزدوجة”.

شرح حمزة عواقب قرار جهاز المخابرات الداخلية قائلاً: “ليبيا دولة نالت استقلالها بقرار من الأمم المتحدة، ولن تتنصل من مسؤولياتها في السياق الدولي. من يتخذ إجراءً سيتحمل العواقب. سيكون لهذا القرار عواقب وخيمة على السياسة الدولية، بما في ذلك عقوبات محتملة على أطراف معينة، إذ تغيرت طريقة تعامل العالم معنا منذ عام ٢٠١١. سحب العالم سفاراته ونشر منظماته. بشكل عام، قد تحدث تطورات وإعادة صياغة للسياسات المتعلقة بقضية اللاجئين، لكن الليبيين لن يكونوا هم من يحددون هذه السياسات. سنكون مجرد أداة في يد السلطة التنفيذية”.

وأضاف: “في وقتٍ يُعيد فيه العالم تشكيل نفسه، يجب ألا نكرر خطاب الثمانينيات. كان هذا الخطاب عديم الفائدة في الماضي، فكيف بالحاضر”.

عند سؤاله عن دوافع هذا القرار، قال حمزة: “ما حدث يندرج في خانة المبالغة، تمامًا مثل الدعاية المبالغ فيها ضد المهاجرين التي انتشرت مؤخرًا. قد تكون هذه الإجراءات استغلالًا للدعاية المُنفَّذة بالفعل، وتهدف إلى التأثير على الرأي العام المحلي أو الضغط على الآليات الدولية لتحقيق أهداف معينة في إطار الأهداف الكامنة وراءها”.

وفيما يتعلق بالمنظمات الدولية وغير الحكومية، قال: “هذه المنظمات جاءت إلى ليبيا بموافقة من مفوضية المجتمع المدني ووزارة الخارجية، وتم الإعلان عن مشاريعها منذ عام 2011”.

وأمرت أجهزة الاستخبارات الداخلية بإغلاق مقرات عدد من المنظمات، وخاصة وكالة الإغاثة الدولية، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وشارك في اتخاذ القرار أيضًا كل من الهيئة الطبية الدولية، والمجلس الدنماركي للاجئين، ومنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة كير (ألمانيا)، ومنظمة إنترسوس (إيطاليا)، ومنظمة أكتيد (إيطاليا)، ومنظمة شارفي الإيطالية.

وفي بيان صحفي، بررت الأجهزة الأمنية قرارها بأن هذه المنظمات تعمل على تقديم الرعاية الطبية للمهاجرين عبر عيادات خاصة. وهذا يخالف شروط وأحكام هذه المنظمات في ليبيا، التي تنص على تعاونها فقط مع المؤسسات الصحية الليبية العامة والحكومية.

ولم تعلق الحكومة الليبية ولا وزارة الخارجية على قرار جهاز المخابرات الداخلي، ولم نشاهد أي رد فعل في الشارع الليبي حتى الآن.


شارك