دراسة: الإقامة في بلاد أخرى بعد التقاعد تزيد احتمالات الإصابة بالوحدة

لا يوجد شيء أفضل من جني ثمار سنوات من العمل الجاد. وقد يشجع هذا البعض على السفر والعيش في بلد آخر بعد التقاعد لتجربة التغيير والاسترخاء بعيدًا عن صخب العمل ورتابة حياتهم السابقة. لكن دراسة علمية أكدت أن هذه الفكرة، رغم فوائدها، تجلب معها مشكلة غير متوقعة، وهي الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية.
وأكدت الدراسة التي نشرت في مجلة علم النفس والشيخوخة المتخصصة في الطب النفسي الشيخوخي، أن الأشخاص الذين يقضون فترة تقاعدهم في الخارج يعانون من عزلة اجتماعية أكبر من أولئك الذين يبقون في وطنهم.
وشملت الدراسة ما يقرب من 5000 متقاعد هولندي يعيشون في الخارج و1300 شخص آخر يعيشون في هولندا.
توصلت الدراسة إلى أن المتقاعدين الذين يعيشون في الخارج يعانون من عزلة اجتماعية أكبر، حتى لو كانوا يبدون أكثر صحة وثراءً من الآخرين. يوضح الباحثون أن العزلة الاجتماعية تعود إلى عدم وجود دائرة كبيرة من الأصدقاء، في حين أن العزلة النفسية ترتبط بعدم وجود أصدقاء مقربين أو شركاء حياة.
وأكد الباحثون أن المتقاعدين الذين يسافرون إلى الخارج يعانون من مستويات أعلى من العزلة الاجتماعية مقارنة بمن يبقون مع الأصدقاء والعائلة في بلدانهم الأصلية بعد التقاعد.
وتقول الباحثة إسما بتول سافاس من معهد الدراسات السكانية المتخصصة في هولندا: “على الرغم من أن أولئك الذين ينتقلون إلى الخارج بعد التقاعد يقولون عمومًا إنهم سعداء، إلا أنهم قد يواجهون صعوبة في التكيف مع الحياة في بلد جديد”.
وأضافت لموقع أبحاث الصحة HealthDay: “يواجه الأشخاص الذين يعيشون في الخارج بعد التقاعد عبئًا مزدوجًا: فهم معرضون لمشاكل صحية مرتبطة بالعمر بالإضافة إلى عوامل أخرى تأتي مع العيش بعيدًا عن الوطن، مثل العزلة، والعزلة نفسها لها عواقب صحية سلبية”.