المشاط: انعدام التوازن في آليات التمويل والاستثمار يعمق فجوة الفقر في الدول النامية

منذ 1 شهر
المشاط: انعدام التوازن في آليات التمويل والاستثمار يعمق فجوة الفقر في الدول النامية

تشكل البلدان النامية 75% من أعضاء صندوق النقد الدولي ولكنها لا تتمتع إلا بـ37% من حقوق التصويت.

 

قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي: “نعيش في عصرٍ يشهد تقدمًا اقتصاديًا هائلًا في الدول النامية، وخاصةً في أفريقيا. تشهد اقتصاداتنا نموًا متسارعًا، وتتميز شعوبها بشبابها وطاقاتها الكامنة التي تُعدّ محركًا رئيسيًا للابتكار والتنمية. كما تمتلك العديد من الدول النامية موارد طبيعية أساسية للنمو الاقتصادي العالمي. ومع ذلك، لا تزال هذه الدول تواجه تحديات اقتصادية هائلة بسبب الفجوات الهيكلية في النظام المالي الدولي. ولا تزال اختلالات آليات التمويل والاستثمار قائمة، مما يعيق تنميتنا المستدامة ويزيد من اتساع فجوة الفقر وعدم المساواة.”

جاء ذلك خلال مشاركتها في حوار رفيع المستوى نظمته منظمة أفريقيا للتوقعات السياسية حول موضوع “إعادة تعريف التعاون المتعدد الأطراف في نظام عالمي شامل… وتعزيز التعاون فيما بين بلدان الجنوب”. وشاركت في الحوار كاميلا بروكنر، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بروكسل وممثلة الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي؛ مامادو تانجارا، وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية غامبيا؛ ألبرت باحميمي باداكي، رئيس وزراء تشاد السابق؛ وأحمدو ولد عبد الله، المبعوث الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة إلى غرب أفريقيا.

وأكد المشاط على أهمية الحوار الذي يأتي في ظل تحولات موازين القوى العالمية. وأوضحت أن الهياكل التقليدية للحوكمة العالمية لم تعد تعكس حقائق العالم اليوم وأن صعود الجنوب العالمي ليس ظاهرة مؤقتة بل هو تغيير هيكلي. وأشارت إلى أن هذه الأسواق الناشئة ستشكل 44% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2025. إلا أن هذا التغيير لم يصاحبه تغيير مماثل في هياكل الحوكمة العالمية.

وأشارت المشاط إلى أن الدول النامية تشكل 75% من أعضاء البنك الدولي للإنشاء والتعمير، لكنها لا تملك سوى نحو 40% من حقوق التصويت. ورغم أنهم يمثلون 75% من أعضاء صندوق النقد الدولي، فإنهم لا يتمتعون إلا بـ37% من حقوق التصويت. وقالت إن هذه المشكلة بالنسبة للدول النامية ليست مجرد مشكلة نظرية أو إحصائية، بل هي حقيقة ملموسة تؤثر على قدرتها على التأثير على القرارات العالمية.

وأوضحت أن تكلفة رأس المال بالنسبة للدول الأفريقية أعلى بكثير من تكلفة رأس المال في الدول المتقدمة، مما يحد من قدرتها على تنفيذ مشاريع التنمية الاقتصادية واسعة النطاق وتحقيق أهدافنا التنموية. وأشارت إلى أن العديد من المؤسسات المالية الدولية أعلنت مؤخرا عن سلسلة من التغييرات في هياكل التصويت لديها لإعادة التوازن إلى النظام المالي العالمي وضمان أن يكون للدول النامية، بما في ذلك الدول الأفريقية، رأي أقوى وأكثر تأثيرا في صياغة السياسة الاقتصادية الدولية. وأكدت أن هذه التغييرات، رغم أنها تمثل خطوة مهمة نحو معالجة المشاكل الهيكلية، إلا أنها لم تكن كافية بعد لتحقيق التوازن المطلوب.

وأكدت أننا بحاجة إلى مؤسسات مالية دولية تخدم جميع البلدان بشكل عادل ومتساو، وليس فقط بلدان الشمال العالمي، كما جاء في ميثاق المستقبل. ومع ذلك، يتعين على المؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي إصلاح هياكلها الإدارية لإعطاء الجنوب العالمي صوتا حقيقيا في القرارات الرئيسية.

واستعرضت المشاط دور مصر في المشاركة الفعالة في المناقشات العالمية حول “التمويل العادل” وبناء “المؤسسات المالية العادلة” من خلال إطلاق “دليل شرم الشيخ للتمويل العادل” خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. ويمثل هذا الدليل خطوة حاسمة في تصميم نظام مالي يأخذ في الاعتبار احتياجات البلدان النامية ويقدم حلولاً عملية للتغلب على العقبات التي تحد من تدفق الاستثمار الخاص إلى هذه البلدان. وأوضحت أن الدليل يساعد على سد فجوة المعلومات بين الحكومات الوطنية والمستثمرين ويقلل من المخاطر وعدم اليقين المرتبط بالاستثمارات في مجالات رئيسية مثل تغير المناخ، وبالتالي تعزيز الثقة بين أصحاب المصلحة.


شارك