خبراء يكشفون سبب تحول شخصية رجب الجريتلي في مسلسل إش إش لفتى أحلام النساء على مواقع التواصل الاجتماعي

منذ 3 شهور
خبراء يكشفون سبب تحول شخصية رجب الجريتلي في مسلسل إش إش لفتى أحلام النساء على مواقع التواصل الاجتماعي

الطبيب النفسي: إنه ليس أكثر من الصبي السيئ الذي اعتدنا عليه… وأصبحت المفاهيم خاطئة.

محمود عبد الشكور: «الحاجة العاطفية» هي السبب الرئيسي للإعجاب بهذه الشخصية رغم شرها.

أصبحت شخصية رجب الجريتلي، التي يجسدها الفنان ماجد المصري في مسلسل “عيش عيش”، حلم السيدات والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي. لقد نشرت العديد من الفتيات عن الصفات التي تريدها كل فتاة في زوج المستقبل، على الرغم من أن المسلسل يدور حول رجل في الستينيات من عمره وتاجر مخدرات صنع ثروته بشكل غير قانوني عندما قام هو وشركاؤه بمصادرة أموال صاحبة الملهى الليلي الذي كانوا يعملون فيه ووضعوها في السجن. وهذا بالإضافة إلى عمله كحارس شخصي في النوادي الليلية في وقت سابق من حياته. ومع ذلك، فقد عامل الراقصة شروق أو إش إش معاملة حسنة عندما تزوجها، وتغاضى عن أخطائها الماضية، ودافع عنها حتى الموت.

كل الصفات السيئة التي اتسمت بها شخصية رجب الجريتلي لم تمنع جمهوره من الشعور بالكراهية تجاهه على مواقع التواصل الاجتماعي. بل على العكس، لقد حدث العكس. وبما أنه تعامل مع زوجته الجديدة إيش إيش بلطف ورفق، وفتح لها ماله وقلبه، وتغاضى عن أخطائها الماضية التي لا تُغتفر، وحاول الدفاع عنها بقوة ضد زوجته الأولى وأولادها، أصبح فتى الأحلام الذي تحلم به كل فتاة.

هذا التناقض الغريب بين تحول شخصية تاجر المخدرات الذي يحمل بسبب ماضيه السيئ كل صفات الشر -كما يؤكد أبطال العمل خلال الأحداث- وتحوله إلى رجل الأحلام الذي تطمح إليه الفتيات، وعدد المنشورات المتداولة على فيسبوك والتي كانت أغلبها من الفتيات، دفعنا للجوء إلى خبراء لمعرفة سبب هذا التناقض وهل من الطبيعي أن يتحول شخص مثله رغم صفاته السيئة إلى رغبة ثمينة وكل ذلك لأنه عامل زوجته بعطف؟

بدأ الطبيب النفسي إبراهيم مجدي حسين حديثه مع الشروق شارحًا الوضع: “ألاحظ أن كثيرًا من المتابعين، وخاصةً على مواقع التواصل الاجتماعي، لديهم مفاهيم خاطئة ويخلطون بين الصواب والخطأ، والحلال والحرام. فكرة الحب وتحول رجب الجريتلي إلى رجل الأحلام هي نتيجة لذلك، وأصبح نموذجًا رائجًا. معظم من كتبوا هذه المنشورات مشوشات ويفتقرون إلى فهم الكثير من المفاهيم. ينظرون إلى هذا الرجل بسطحية شديدة، دون استكشاف خلفيته الحقيقية. هذه الأمور خطيرة جدًا، فالإنسان لا يمكن فصله عن أفعاله، بما في ذلك ماضيه”.

تكمن جاذبية شخصية رجب الجريتلي لدى النساء، من بين أمور أخرى، في أنه يُمثل حلاً غير مباشر للأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يعاني منها قطاع كبير من السكان. فبثروته وكرمه تجاه نسائه، يُجسد الحل الأمثل لهذه الأزمة. ولا أنكر أن نموذج رجب الجريتلي يُجسد عقلية المخرج محمد سامي، الذي يمزج السم بالعسل في معظم أعماله، إذ غالبًا ما يُقدم نماذج إنسانية منحرفة ومنحرفة، وفي الوقت نفسه يُضفي عليها صفات إيجابية تدفع الناس إلى الإعجاب بها والتغاضي عن عيوبها.

قال مجدي حسين: “شخصية رجب الجريتلي لا تختلف عن شخصية الفتى الشرير التي قدمتها السينما والفن لعقود. هو نفس الشرير، لكنه محبوب من النساء. أما في مسلسل “إش إش”، فقد ظهرت له سمات جديدة، إذ ارتدى ملابس معلم شعبي من ستينيات القرن الماضي”.

واختتم الدكتور إبراهيم حديثه قائلاً إن الفنان ماجد المصري أبدع في تجسيد الشخصية، وهو ما ساهم في الإعجاب بشخصية رجب الجريتلي.

وأكد الناقد الفني محمود عبد الشكور أنه اطلع على منشورات الفيسبوك عن رجب الجريتلي من شخصيات الدراما الأخرى: «التعاطف أو الحب مع البطل غير الكامل موجود بالفعل، كما حدث مع سعيد مهران في فيلم «اللص والكلاب». رغم أنه كان قاتلًا ولصًا، إلا أن الناس تعاطفوا معه لأنه ارتكب هذه الأفعال بنية نبيلة. وينطبق الأمر نفسه على عادل إمام في مسلسل “أحلام الفتى الطائر”. ورغم أخطائه، إلا أنه عندما قُتل في نهاية الفيلم، حزن الجمهور كثيراً ووجدوا له عذراً، وقالوا إنه يمتلك جانباً إنسانياً، وانحرف عن الطريق، وارتكب أخطاء.

وعن كون غالبية مُعجبي رجب الجريتلي من النساء، أوضح عبد الشكور: “هذا يعكس مدى احتياجات هؤلاء النساء العاطفية. فرغم أنه لم يكن إنسانًا كاملًا، وقد جمع ثروته من الكسب غير المشروع، إلا أنهن غضضن الطرف عن أخطائه”.

ومن الناحية النفسية يقول محمود عبد الشكور: «من هذا المنطلق تبحث المرأة في المجتمع الذكوري دائماً عن نموذج الرجل الحنون والعاطفي والرومانسي، بغض النظر عن صفاته الأخرى».

وفي ختام حديثه دعا عبد الشكور علماء النفس والاجتماع إلى إجراء استطلاع أو استبيان لمعرفة هذه الحالة الغريبة التي انتشرت بين النساء بسبب شخصية رجب الجريتلي على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تشير إلى أن المشاعر والنفسية تغيرت كثيرًا. قال: “لا ينبغي لنا أن نلاحق الاتجاهات لمجرد أنها مُعدية وغير قابلة للقياس. وفي الوقت نفسه، لا ينبغي لنا الاستهانة بها. يجب أن تستند القضية إلى دراسات حقيقية تتناول هذا الاتجاه”.

 


شارك