تعزيز التعاون الدستوري بين مصر وجنوب أفريقيا

قام السفير أحمد علي شريف، سفير مصر لدى جنوب أفريقيا، بزيارة مقر المحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا بمدينة براامفونتين، جوهانسبرج، حيث التقى المستشارة مانديسا مايا، رئيسة المحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الدستوري بين البلدين.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية مساء الخميس، فإن اللقاء جاء في أعقاب نتائج زيارة المستشار إلى القاهرة، والتي شارك خلالها في الاجتماع الثامن عشر للمكتب التنفيذي لمؤتمر المحاكم الدستورية والمجالس الدستورية الأفريقية يوم 24 يناير 2025، وفي الاجتماع الثامن رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والعليا الأفريقية والمجالس الدستورية بالقاهرة يومي 27 و28 يناير 2025.
وتوجهت رئيسة المحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا بالشكر للمستشار بولس فهمي اسكندر، رئيس المحكمة الدستورية العليا، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال خلال زيارتها للقاهرة، وكذلك على الاهتمام الملحوظ بالوفد الجنوب أفريقي. وأشارت أيضاً إلى المناقشات المكثفة خلال الاجتماع الثامن رفيع المستوى بالقاهرة والتوصيات الناتجة عنها، والتي ستساهم في دعم وتعزيز التعاون بين المحاكم الدستورية والعليا الأفريقية.
وناقش السفير والمستشار مقترحات التعاون الدستوري الثنائي بين مصر وجنوب أفريقيا. وناقش شريف سبل الاستفادة من الدور المهم الذي يقوم به مركز البحوث والدراسات الدستورية للدول الأفريقية التابع للمحكمة الدستورية العليا في دعم المصالح الأفريقية.
وتم الاتفاق على مواصلة المناقشات بشأن تعزيز التعاون الدستوري بين الجانبين، سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى القارة، مع الأخذ في الاعتبار الدور القيادي للبلدين الشقيقين في القارة، والتقاليد الدستورية الراسخة لمحاكمهما الدستورية والمصالح المشتركة الملموسة بينهما.
وتضمنت الزيارة أيضًا جولة إرشادية تم تنظيمها للسفير المصري إلى مقر المحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا في برافونتين، حيث تم مناقشة تاريخ هذا المقر. تم بناؤه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ليحل محل أحد السجون الرئيسية التي كانت تقع سابقًا في نفس الموقع والتي كانت تستخدم كأداة للقمع ضد سكان جنوب إفريقيا أثناء نظام الفصل العنصري. ومن بين أبرز السجناء كان رئيس الدولة الراحل نيلسون مانديلا. لقد أصبح مقر المحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا رمزًا للعصر الجديد المبني على التفاني من أجل الحرية وحقوق الإنسان والمساواة بين المواطنين، فضلاً عن التغلب على شرور عصر الفصل العنصري.