خبيران يستبعدان خفض الفائدة الأمريكية خلال النصف الأول من 2025

عزام: التغيرات في المؤشرات الاقتصادية قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى إجراء “خفض استباقي”.
الحريري: سياسة الاحتياطي الفيدرالي مستقلة، وضغوط ترامب لن تغير قرارات السياسة النقدية.
يرى خبيران في حديث لـ”الشروق” أن التحديات التي تواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تتزايد مع إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة الشهر المقبل، ما يزيد الضغوط على معدلات التضخم. ولذلك فإنهم يستبعدون أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في النصف الأول من العام.
في بداية شهر مارس/آذار، أعلن ترامب أنه سيفرض رسوما جمركية انتقامية شاملة ورسوما جمركية إضافية خاصة بقطاعات محددة بحلول الثاني من أبريل/نيسان.
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية “إنهم يفرضون رسوما جمركية علينا، ونحن نفرض رسوما جمركية عليهم، وبعد ذلك سنضع المزيد من الرسوم الجمركية على السيارات والصلب والألمنيوم”، بحسب بلومبرج.
وقال أحمد عزام، كبير محللي الأسواق المالية في مجموعة إكويتي، إن التحديات التي تواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تتزايد، خاصة مع إعلان ترامب فرض رسوم جمركية على السلع الصينية والأوروبية اعتبارا من الشهر المقبل. وأضاف أن ارتفاع تكاليف الاستيراد أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم.
وأضاف عزام أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة بشكل استباقي في حال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، ولكن فقط إذا لم يصاحب ذلك موجة جديدة من التضخم. وأكد أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي مستقل في قراراته ومستقل عن الرئيس الأميركي ويتخذ قراراته بناء على معطيات اقتصادية فعلية وليس أرقاما استباقية. وبناء على ذلك، فمن المتوقع أن يستمر توقف التيسير النقدي حتى تصبح العلامات والآثار الاقتصادية واضحة. ويفترض أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة في النصف الأول من عام 2025 ما لم تتغير المؤشرات الاقتصادية (سوق العمل والتضخم والنمو الاقتصادي) بسرعة وبشكل فوري.
وفي رأيه، يواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي ثلاثة سيناريوهات. أولا، إذا استمرت الضغوط التضخمية، فقد يضطر هذا البنك المركزي الأوروبي إلى تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة من أجل الحفاظ على استقرار الأسعار. السيناريو الثاني هو أن يتباطأ النمو الاقتصادي بشكل كبير دون زيادة حادة في أرقام التضخم. وقد يؤدي هذا إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد. السيناريو الثالث هو أن ترتفع معدلات التضخم ويتباطأ النمو، مما يجعل من الصعب على بنك الاحتياطي الفيدرالي تحديد السياسة النقدية المناسبة. ويمكنها أن تسعى إلى تحقيق التوازن بين مكافحة التضخم وتعزيز النمو.
وفي الأسبوع الماضي، قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي إبقاء سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى يتراوح بين 4.25% و4.5% للمرة الثانية هذا العام. بعد ساعات من القرار، تحدث ترامب إلى موقع Truth Social، مدعيا أنه سيكون من الأفضل بكثير إذا خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عندما بدأ تنفيذ الرسوم الجمركية. وأضاف: “افعل الشيء الصحيح. الثاني من أبريل هو يوم التحرير في أمريكا”.
أقر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بوجود حالة متزايدة من عدم اليقين بين المستهلكين والشركات الأمريكية، وعزا ذلك إلى “الاضطرابات” الناجمة عن سياسات إدارة ترامب. وقال: “لا يزال من غير الواضح كيف ستؤثر هذه التطورات على الإنفاق والاستثمار في المستقبل”.
وتشمل تأثيرات السياسات الاقتصادية لترامب ارتفاع معدلات التضخم بسبب الرسوم الجمركية، ونقص العمالة بسبب تشديد سياسات الهجرة، وتسريح الموظفين الفيدراليين، وهو ما قد يدفع بعض الاقتصادات المحلية إلى الركود. ومع ذلك، فإن جهود ترامب الرامية إلى الحد من التنظيم وتمديد التخفيضات الضريبية لعام 2017 قد تدعم النمو الاقتصادي.
قال الخبير الاستراتيجي في الأسواق العالمية ياد الحريري إن الاقتصاد العالمي يواجه ثلاثة تهديدات: التضخم، وأسعار الفائدة، والرسوم الجمركية. وهذا الأخير يزيد من معدل التضخم لأنه يزيد أسعار السلع المستوردة.
ويرى الحريري أنه سيكون من الصعب على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إيجاد توازن بين أسعار الفائدة المنخفضة والارتفاع المحتمل للتضخم. ويستبعد خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي، حتى لو استمر ضغط ترامب، لأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي مختلفة تماما عن سياسة الرئيس الأميركي وتعتمد على الأرقام والمؤشرات الاقتصادية.
وتستعد إدارة ترامب للإعلان عن موجة جديدة من الرسوم الجمركية الشهر المقبل. ولكن التفاصيل ليست معروفة بعد. ومع ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي عن ما يسمى بالرسوم الجمركية “المتبادلة” على بعض الدول، دون تحديد هذه الدول.
فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 10% على الصين، والتي دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضي، وردت بكين بإجراءات مضادة.
تم تعليق الرسوم الجمركية البالغة 25 بالمائة على كندا والمكسيك لمدة شهر بينما تستمر المفاوضات.
وكان مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروس شيفتشوفيتش قد اقترح إعادة فرض الرسوم الجمركية على السلع الأميركية بقيمة 4.5 مليار يورو (4.9 مليار دولار أميركي) اعتبارا من الأول من أبريل. ومن المقرر أن يتم فرض رسوم جمركية إضافية على السلع الأميركية بقيمة 18 مليار يورو في 13 أبريل/نيسان. ومع ذلك، أعلن الخميس الماضي أن الاتحاد قد يؤجل فرض الرسوم الجمركية حتى منتصف أبريل/نيسان.