خبراء: تحسن الوضع الاقتصادي يمنح موقفا أفضل في التفاوض على بيع الأصول الحكومية

• سامي: الاختلافات في القيمة العادلة للشركات تعكس الوضع الاقتصادي. • حاتم: استقرار أسعار الصرف يزيد من فرص بيع الأصول المصرية ذات الربحية العالية. • الشافعي: تحديد سعر محدد سيثني المستثمرين عن المشاركة في البرنامج.
بدأت الحكومة مؤخرًا بإعادة تقييم العديد من أصولها استعدادًا لإتمام طرحها العام الأولي. وحث صندوق النقد الدولي على تسريع هذه العملية. وهذا يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة قادرة على بيع هذه الأصول بأسعار عادلة مع تحقيق عائد مرتفع، خاصة في ظل التحسن الحالي في الوضع الاقتصادي. وأكد خبراء التقتهم الشروق أن الحكومة في وضع تفاوضي أفضل لبيع أصولها بأعلى سعر ممكن بسبب تحسن الوضع الاقتصادي.
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن بيع بنك القاهرة مقابل مليار دولار. وكان بنك القاهرة أحد الشركات المملوكة للدولة المدرجة في برنامج الطرح العام الأولي للحكومة. واعتبر كثيرون هذا التقييم غير عادل، خاصة وأن قيمة البنك بلغت 2 مليار دولار في صفقة بيع عام 2008 لم تتم قط.
دكتور. شكك مصطفى مدبولي في صحة التقييمات المتداولة بشأن بيع بنك القاهرة، قائلاً: “كلفت الحكومة استشاريًا بإجراء مراجعة العناية الواجبة لبنك القاهرة في ضوء التطورات منذ آخر تقييم. وستقرر الحكومة بعد ذلك ما إذا كان البيع سيُجرى لمستثمر استراتيجي أم من خلال طرح عام أولي”.
وأثارت تصريحات مدبولي تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة ستتمكن من بيع أصولها بقيمتها العادلة خلال الفترة المقبلة بعد تحسن الوضع الاقتصادي. وهذا صحيح بشكل خاص نظراً لأن العديد من الخبراء اعتبروا أن العديد من عمليات الاستحواذ على الأصول المصرية في الفترة السابقة كانت أقل من القيمة العادلة للشركات، وخاصة قبل صفقة رأس الحكمة.
وتحسن الأداء الاقتصادي في الآونة الأخيرة بعد أن وقعت الحكومة صفقة تطوير رأس الحكمة بقيمة 150 مليار دولار في فبراير/شباط، والتي تضمنت 35 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة. وفي شهر مارس/آذار، وافقت الحكومة أيضًا على تحرير سعر الصرف، الأمر الذي خفف من نقص النقد الأجنبي وجعل الدولار متاحًا للبنوك. وبالإضافة إلى ذلك، انخفض التضخم إلى 12.5 بالمئة في فبراير/شباط.
قال شريف سامي، الرئيس السابق لهيئة الرقابة المالية، إن القيمة العادلة للأصول ترتبط دائماً بالوضع الاقتصادي للبلاد. على سبيل المثال، تكون القيمة العادلة للأصول والشركات أقل بطبيعة الحال أثناء الأزمات المالية مقارنة بأوقات الاستقرار الاقتصادي.
وأوضح سامي لـ«الشروق» أن التقلبات المؤقتة في القيمة العادلة للشركات لا تعود إلى قصور في عملية التسعير، بل تعكس الوضع الاقتصادي. وأكد أن الحكومة لا تشعر بأن وضعها الاقتصادي أفضل أو أسوأ مما كان عليه قبل بيع الأصول. والفارق عن الوضع الحالي يكمن في استقرار سعر الصرف وتهدئة التوترات الجيوسياسية.
ومع ذلك، يعتقد أن بيع الأصول والشركات لا ينبغي أن يكون مرتبطا بجدول زمني ثابت، كما تفعل الحكومة حاليا مع جدولها الزمني لبرنامج الطرح العام الأولي. وبدلاً من ذلك، ينبغي أن تتم المبيعات “بشكل انتهازي” من أجل الاستفادة من الفرص التي تنشأ. الالتزام بالجدول الزمني يضع ضغوطا على الحكومة.
من جانبه، أوضح مصطفى حاتم مدير الأصول في البركة كابيتال، أن تحسن الجدارة الائتمانية لمصر واستقرار سعر صرف الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة، وهو ما سينعكس إيجاباً على نشاط وأرباح هذه الشركات، سيزيد من ثقة المستثمرين في شراء الأصول المصرية بالقيمة العادلة، خاصة أنها لا تزال تتمتع بربحية عالية.
وفي يناير/كانون الثاني 2025، صرح رئيس الوزراء في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء بأن العروض التي وردت لبيع الأصول غير معقولة، وأكد أن الحكومة لن تدخل في أي صفقة ما لم تكن متسقة مع القيمة العادلة للأصول.
وأضاف حاتم لـ«الشروق» أنه من الأفضل للحكومة أن تبيع الأصول غير المستغلة مثل المباني الشاغرة التي لا تحقق إيرادات لموازنة الدولة. ومع استمرار تحسن الأداء الاقتصادي والجدارة الائتمانية، يتعين على الحكومة أن تبدأ في بيع الأصول المربحة للغاية مثل الشركات والبنوك لضمان حصولها على أفضل سعر على أساس تقييم عادل لهذه الأصول.
ويرى مصطفى شفيع، رئيس قسم الأبحاث في عربية أونلاين، أن تحديد سعر ثابت للأسهم سيثني المستثمرين عن شراء الأصول والشركات التي تطرحها الحكومة ضمن برنامج الطروحات الأولية. “يجب أن يكون هناك مجال للتفاوض بشأن القيمة العادلة للأصول دون الالتزام بالبيع بهذا السعر.”
وأضاف أن الوضع الاقتصادي الحالي لمصر أفضل من ذي قبل، مما يخلق مجالا أكبر للتفاوض بشأن بيع هذه الأصول بقيمة تقترب من قيمتها العادلة، خاصة أن مصر لا تزال تعتمد على الإيرادات الدولارية من هذا البرنامج في ظل التزامها بسداد الديون الخارجية واستمرار انخفاض إيرادات قناة السويس.